هل تنجح مساعي الجنوب الليبي في وقف المعارك بين قبلتي "القذاذفة وأولاد سليمان"؟

السبت 26/نوفمبر/2016 - 02:24 م
طباعة هل تنجح مساعي الجنوب
 
مع مواصلة الصراع بين قبلتي القذاذفة وأولاد سليمان في مدينة "سبها" الليبية، وبالأخص بعد أن لقي أكثر من 25 شخصًا مصرعهم في المواجهات بين القبيلتين، بسبب "قرد"، نجحت المساعي التي قامت بها لجنة مكونة من أعيان ومشائخ المنطقة الجنوبية، في التوصل إلى اتفاق على تنفيذ هدنة ووقف للعمليات القتالية بمدينة سبها، لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من الساعة الحادية عشرة من ليلة الثلاثاء.
هل تنجح مساعي الجنوب
وعقب إعلان الهدنة أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الوطني المقيمة في طرابلس، في بيان لها عن تكليفها للواء السادس بتأمين مدينة سبها بالتعاون والتنسيق مع القوة الثالثة المكلفة بتأمين الجنوب وكافة الأجهزة الأمنية في المنطقة الجنوبية.
وقالت الوزارة في بيانها إن تكليف اللواء السادس يأتي ضمن الجهود المبذولة من قبل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني لبسط الأمن في جميع أنحاء الوطن. 
من جانبه كلف القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرازق الناظوري باتخاذ الإجراءات بتكليف بعض الوحدات بتأمين مدينة سبها، وأمر خلال خطابه لرئيس الأركان العامة بتكليف اللواء 12مشاة وغرفة عمليات الجنوب، وغرفة عمليات القطرون، وغرفة عمليات أوباري، والكتيبة “137” مشاة، والكتيبة “129” مشاة باتخاذ كافة الإجراءات لوقف الاقتتال الدائر بالمنطقة.
وبدأت المعركة باشتباكات مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة في أحياء المنشية والمهدية وسط مدينة سبها جنوب ليبيا بين قبيلتي أولاد سليمان والقذاذفة، وخلفت أكثر من عشرين قتيلا وعددا من الجرحى من القبيلتين اللتين تعتبران من أكبر القبائل في المنطقة الجنوبية.
وذكرت وسائل إعلام محلية إن سبب اندلاع الاشتباكات يعود إلى قيام مجموعة تابعة لإحدى المليشيات التابعة لقبيلة أولاد سليمان، بالرماية بالرصاص على أحد المحلات التجارية بالمنطقة، ما نتجت عنه حالة توتر وتحشيد لأبناء الحي والذين ينتمي أغلبهم إلى قبيلة القذاذفة.
فيما نقل عن قبيلة أولاد سليمان، أن سبب الاشتباكات يعود إلى تردد أحد الأشخاص من قبيلة القذاذفة وتحرشه بـ"قرد" بطالبات إحدى المدارس، ما استدعى التصدي له.
محللون يرون، أن تدخل الأطراف السياسية من شأنه تأجيج الصراع داخل سبها وتحويله من صراع قبلي إلى صراع سياسي.
واتهمت قبيلة القذاذفة طرفا ثالثا بإشعال الفتنة في المدينة، وربطت الاشتباكات بما يحصل في العاصمة طرابلس من محاولة جهة معينة السيطرة على الدولة سياسيا وجغرافيا، في إشارة إلى المجلس الرئاسي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن المعارك الدائرة بين مسلحي القذاذفة وأولاد سليمان، وهما أقوى مجموعتين مسلحتين بالمدينة، بسبب حالة الفوضى التي تشهدها البلاد بشكل عام، بين أطراف النزاع اللذين لا يملكون حلًا سياسيًا ولا زالوا في مفاوضات فاشلة، أدت إلى تفشي النزاعات بين عدة الأطراف في البلاد.
هل تنجح مساعي الجنوب
وتجدر الإشارة إلى أنه عقب سقوط نظام القذافي عام 2011، اندلعت في ليبيا معارك عديدة على أسبقية السيطرة على السلطة بين أطراف عديدة.
وتسبب القتال بين مسلحي القبيلتين بالمنشية، أكبر أحياء هذه المدينة الواقعة جنوب غرب البلاد، في إغلاق المدارس والمحلات التجارية والمؤسسات الخدمية، وإلى تداعي أعيان ووجهاء جنوب ليبيا ومناطق الشرق والغرب لاحتواء الأزمة ووقف الاشتباكات التي استخدمت فيها الدبابات والراجمات وقذائف الهاون، وأدت إلى في تدمير المنازل وترويع المدنيين.
وتعود بداية الخلافات بين القبلتين، في سبتمبر 2014؛ حيث بدأت مواجهات مسلحة بين قبيلتي "أولاد سليمان" و"القذاذفة" في جنوب ليبيا عقب مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح، ففي حين تتمسك قبيلة القذاذفة، بولائها للنظام السابق، انخرطت قبيلة أولاد سليمان في أحداث الإطاحة بالنظام، الأمر الذي ولد عداء دفينا بين القبيلتين.
وقال الشيخ محمد عيسى المبشر، رئيس مجلس أعيان ليبيا، إنذاك: إن "مواجهات عنيفة" اندلعت في سبها بين قبيلة أولاد سليمان وقبيلة القذاذفة، مضيفًا أن شخصين على الأقل قتلا وأصيب آخرون بجروح في معارك اندلعت بعد مقتل شاب من قبيلة القذاذفة، التي ينتمي إليها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
واتهمت وقتها، قبيلة القذاذفة "أولاد سليمان" بقتل الشاب، طبقًا لرئيس مجلس أعيان ليبيا الذي يمثل القبائل الليبية النافذة وأبرز وسطاء النزاعات القبلية في البلاد.
ويشهد جنوب ليبيا بين الحين والآخر اشتباكات قبلية بدوافع سياسية على خلفية أحداث العنف التي تشهدها البلاد في الشمال.
في هذا السياق، قال عضو مجلس النواب عن مدينة سبها، مصباح دومة، في تصريح صحافي إن آليات عسكرية تتبع القيادة العامة كانت في أرض المعركة من أول يوم في المشكلة، مضيفًا  أنهم تواصلوا مع القيادة العامة وأخبرتهم أنها أعطيت لضابط في المدينة لكنه قام بسرقتها وزج بها في الحرب الدائرة في مدينة سبها.
وكانت مدينة سبها شهدت في السنوات الماضية اشتباكات قبلية وعرقية عنيفة في أكثر من مناسبة.

شارك