دراسة ألمانية: تراجع أعداد المسافرين للانضمام لـ"داعش"

الأحد 27/نوفمبر/2016 - 12:42 م
طباعة دراسة ألمانية: تراجع
 
كشفت نتائج دراسة للشرطة والاستخبارات الداخلية في ألمانيا عن حدوث تراجع في أعداد المتعاطفين مع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين يغادرون ألمانيا للانضمام إلى صفوف التنظيم في سوريا والعراق. 
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في ساربروكن، قال كلاوس بويلون، رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألمان، إن عدد هؤلاء المسافرين كان يبلغ " في أوقات الذروة" نحو 100 شخص كل شهر، لكنه تراجع في الوقت الراهن إلى أقل من خمسة أشخاص شهريا. ومن المنتظر أن يتم طرح الدراسة التي أشرفت عليها الشرطة وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أمام مؤتمر وزراء الداخلية الذي سينعقد الأسبوع المقبل في ساربروكن.
غير أن يوأخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا، لا يرى أن تراجع هذه الأعداد يعني حدوث تحول عام في هذا المجال، وقال :" إنه تطور جيد أن تتراجع الأعداد لكن من غير الممكن الحكم على هذا التطور إلا بعد عام عندما يستمر هذا الاتجاه".
وأعرب هيرمان عن اعتقاده بوجود ثلاثة أسباب لتراجع الأعداد في الوقت الراهن، أولها جهد السلطات مشيرا إلى أن أعمال الرقابة والتوقيف لدى السفر والوصول أظهرت تأثيرها.
ورأى هيرمان أن السبب الثاني يتمثل في أن الوضع في الشرق الأوسط يبدو أنه فقد جاذبية استقطاب أشخاص للمشاركة في الحرب، وأضاف أن السبب الثالث يتمثل في تعزيز مكافحة الدعاية التحريضية من قبل المتعاطفين مع داعش.
وجدير بالذكر قلق الأجهزة الأمنية في ألمانيا بشكل خاص ممن يسمون "بالإرهابيين المحليين"، أي شبان ألمان اعتنقوا الإسلام وتحولوا إلى "جهاديين". ويطلق أيضا "مصطلح الإرهابيين المحليين" على شبان ينحدرون من عائلات مسلمة، ولدوا وترعرعوا في ألمانيا، على غرار الشاب المغربي الأصل بكاي حراش الذي ظهر كذلك في شريط فيديو، أو التركي الأصل آدم يلماز، عضو "خلية زاورلاند" المتهمة بالتخطيط لهجمات إرهابية في ألمانيا. 
ولكن من هم هؤلاء الشبان المسلمون الألمان أو المنحدرون من عائلات مهاجرة، والذين ينساقون وراء التطرف الجهادي؟ "الألمان يعتبرون من الأشخاص المرغوب فيهم بشكل خاص لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا بصفة عامة، وفي ألمانيا بصفة خاصة"، وفق توبهوفن. ويعزو الخبير الألماني في شئون الإرهاب في تصريح لدويتشه فيله ذلك إلى أن هؤلاء الشبان يتقنون اللغة ويعرفون ثقافة البلاد جيدا، وبالتالي فهم لا يثيرون انتباه الأجهزة الأمنية، على الأقل للوهلة الأولى. ويرى توبهوفن أن هناك عدة أسباب تدفع عددا من الشبان المسلمين الألمان، أو المنحدرين من عائلات مهاجرة إلى التطرف. وتتعدد هذه الأسباب والدوافع بتعدد واختلاف الحالات. "قد يكون الدافع حالة إحباط أو انعدام الآفاق، أو ربما يكون السبب أيضا الشعور بعدم الاندماج في المجتمع الألماني". ولا يستبعد الخبير الألماني أن يكون بعض هؤلاء الشباب قد تحول إلى "جهادي" على يد آخرين روجوا لهم آفاق أخرى مختلفة تماما عن حياتهم في ألمانيا.
وفي سياق متصل أعانت الشرطة الألمانية تعلن اعتقال لاجئ سوري على الحدود مع الدنمارك أثناء محاولته الفرار من مذكرة اعتقال بحقه بتهمة حيازة مواد لصنع أسلحة ومتفجرات بهدف استخدامها في هجوم محتمل داخل ألمانيا.
وذكر مكتب المدعي العام أول أن الشاب اعتقل أثناء محاولته الفرار من ألمانيا إلى الدنمارك، وأن الشرطة قامت في أعقاب اعتقاله نهاية الأسبوع الماضي بتفتيش غرفته في مأوى اللاجئين الذي كان يقيم به في منطقة شوابيا العليا بولاية بادن فوتمبرغ.
هذا وكانت الشرطة قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق الشاب السوري في وقت سابق بسبب الاشتباه في تحضيره لـ"عمل عنف يهدد أمن الدولة"، إلا أن المحققين لم يحددوا طبيعة هذا الهجوم بالضبط.

شارك