لنعيش حياة تنتهي فيها الحروب والصراعات ...رسالة الميلاد من بيت لحم

الإثنين 28/نوفمبر/2016 - 04:51 م
طباعة لنعيش حياة تنتهي
 
علي  قدم وساق تجري في فلسطين الاستعدادات  لاحتفالات اعياد الميلاد المجيد  مابين اضاءة الشجرة في الناصرة واطلاق رسالة الميلاد في بيت لحم  فما زالت اللجنة التحضيرية المنبثقة عن جمعية الموكب لمسيرة الميلاد التقليدية ونوادي الناصرة وسرايا الكشاف تتابع بترقب كبير الاستعدادات للاحتفال الكبير بإضاءة شجرة الميلاد في مركز القديس انطون في شارع بولس السادس (مقابل فندق الجليل)، والذي سيقام يوم الأحد القادم 4.12.2016 الساعة السابعة مساءً في مركز القديس انطون في الناصرة، وذلك بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.
ويفيد رئيس جمعية موكب الميلاد السيد توفيق لحام، أن هذه هي السنة السادسة التي تبادر فيها جمعية الموكب لمسيرة الميلاد التقليدية ونوادي الناصرة: نادي عائلة البشارة للاتين، نادي الليونز، نادي الروتاري، نادي سيدة الناصرة العائلي للروم الكاثوليك ونادي مار انطونيوس العائلي للموارنة، نادي العائلة الانجليكاني، جمعية مريم، مجموعة الأزواج الشابة للاتين وسرايا الكشاف في الناصرة، وبالتعاون مع بلدية الناصرة بتنظيم احتفالاً كبيرًا لإضاءة شجرة عيد الميلاد وحفل استقبال لعيد الميلاد المجيد بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة، رئيس بلدية الناصرة، كهنة الرعايا، سرايا الكشاف، أعضاء النوادي وأصدقائهم والضيوف الكرام، وندعو جميع اهالي الناصرة لمشاركتنا هذا الحدث الهام.
نبيل توتري مركز جمعية الموكب قال: نقوم في جمعية الموكب بتزيين هذه الشجرة الطبيعيه الشامخة الى ارتفاع 24م في شارع بولس السادس، من منطلق اهتمامنا بإعطاء مدينة البشارة حقها الطبيعي كمدينة مقدسة وعالمية. وقد اوكلت جمعية الموكب مهمة تزيين الشجرة لشركة Lights Up المختصة بتزيين اشجار الميلاد والتي ستقوم بتزيين الشجرة بأدوات الزينة الملونة والاضاءة. هذا وسيتخلل الاحتفال كلمات تهنئة بالعيد من اصحاب السيادة ورئيس بلدية الناصرة، وإطلاق الالعاب الناريه وبرامج فنيه ميلادية.
السيد عصام لحام، عضو جمعية الموكب، والذي يشرف على إضاءة الشجرة قال، عملية التزيين مركبة فليس من السهل وضع هذه الكمية الكبيرة من الإضاءة والزينة على الشجرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها شجرة طبيعية وغير متناسقة وهذا تطلب بناء بنيه تحتية خاصة ومركبة من أجل ضمان وضع الإضاءة بشكل صحيح. وقد قمنا هذه السنة بإدخال التحسينات على زينة الشجرة لنضيف لها حلة وبهاءً لتصبح مكانًا يقصده أهل الناصرة وضيوفها الكرام.كما ا طلقت مدينة بيت لحم رسالة الميلاد لعام 2016، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته رئيسة بلدية بيت لحم الأستاذة فيرا بابون، وقالت فيها: "برحمته نفخ فينا الحياة ووجهنا نحو خير العالم، فنوكل جلّ حياتنا إلى رحمته التي تعطي الطمأنينة والسلام والعدل، وفي ميلاد طفل المغارة، الطفل يسوع، تتجلى هذه الرحمة، ليكون شعارنا هذا العام: الرحمة هي روح عيد الميلاد".
وأضافت بابون: "ما أحوجنا، وخاصة في عالم اليوم، إلى الرحمة، التي ’تقيمنا إلى حياةٍ جديدة، وتبعث الشجاعة اللازمة للتطلع نحو المستقبل بأمل‘ كما يشير قداسة البابا فرنسيس، لنعيش حياة تنتهي فيها الحروب والصراعات، ويكون عنوانها السلام الذي تطمح له الإنسانية جمعاء، وتبدأ، عندما نفكّر بغيرنا".
وتابعت: "فكّر بغيرك، يقول محمود درويش، فهذا هو أساس الرحمة الحقيقية، ويُضيف ’وأنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك، لا تنسَ مَن يطلبون السلام‘، لنفكّر بالأطفال الذين يقعون ضحايا الحروب، والعائلات التي تهجّر وتشرّد من أرضها، والأوطان التي تدمّر، هنا تكمن قساوة الحرب، وبسببها تهدم الإنسانية ونفقد علامات الرحمة في الحياة؛ لنفكّر بغيرنا، نُكسيهم ثوب حب ونملأ القلوب بالرجاء، لنكون، كما يقول القديس فرنسيس الأسيزي، ’أداة للسلام‘، نعيش الحب والمغفرة والاتحاد والفرح فيما بيننا، حينها فقط، نحيا بروح وعيد الميلاد".
وقالت بابون: "وفي فلسطين، أرض الرسالات السماوية، التي على ترابها عمّر الآباء الأجداد، فإننا، وبعبقِ هذا الماضي، نستمرُ بالبناء، بقوة وعزيمة وثبات، لتكون لنا تلك الحياة الجديدة، حيث يعيش الأبناء بمستقبلٍ أفضل، وينتهي الاحتلال؛ وليكون عام 2017 عام إنهاء الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية، فهذا العام له رمزية خاصة، فيه نستذكر مرور مئة عام على وعد بلفور، وسبعين عاماً على قرار تقسيم فلسطين، وثلاثين عاماً على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وعشرة أعوام على الانقسام الفلسطيني الداخلي؛ نعم، لقد آنَ الأوان، وليقف العالم وقفة حقٍ تاريخية، تُنهي معاناة شعبٍ عربيٍّ فلسطيني يرى في امتداد عروبته جذراً يمدّه بالحياة، ووجوده على أرضه ودفاعه عن مقدّساتها عنواناً للبقاء، كما يرى في الامتداد العالمي لأرضه، أرض الرسالات السماوية، تأكيداً على حتمية إحقاق الحق والعدل، والعيش بسلام".
وأضافت: "نعم، إنها فلسطين، قلب الوطن العربي وروحهِ، وفي زمن الميلاد هذا نُرسِل رسالة حياة لأهلنا الذين يُعانون في أنحاء عديدة منه، متوجّهين إلى طفل المغارةِ بالدعاء ليكون عام 2017 عاماً يحلّ فيه السلام على أوطانكم، بقراراتٍ وأفعالٍ شجاعة، وأن تعودوا لأرضكم ويلتم شمل عائلاتكم بعد تجربة اللجوء المريرة، ونحن كفلسطينيين أكثر مَن نشعر بمعاناتكم، فمازالَ ستة ملايين لاجيء فلسطيني في العالم، يحلمون بالعودةِ إلى وطنهم، إلى جانب المُبعدين قسراً عن عائلاتهم، والأسرى الذين نتطلّع جميعاً لحريتهم".
وخلصت إلى القول: "في بيت لحم بدأ كلّ شيء، وفي المهدِ عنوانٌ للرحمة والحياة، ومن تلك المغارة الوضيعة خرجت رحمة الله للإنسانية جمعاء، لتُعطي الأمل والطمأنينة لِمَن هو محتاج، فتكون الرحمة، بالفعل، هي الميلاد. فلسطين وطننا، وبيت لحم مدينتنا، بيت لحم، بيت يعيش الأمل، بروح المحبة والصمود ويصلي لسلام عادل من أجل هذا الوطن وشعبه والإنسانية جمعاء. عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بألف خير".

شارك