دراسة أستخبارتية: 25 بالمائة من الجهاديين العائدين إلى ألمانيا متعاونون

الإثنين 28/نوفمبر/2016 - 04:52 م
طباعة دراسة أستخبارتية:
 
واحد من كل ثلاثة جهاديين غادروا ألمانيا متجهين للعراق وسوريا يعود إلى البلاد. وبحسب تقرير استندت إليه صحيفة "دي فيلت"، فإن نحو 25 بالمائة من الإسلاميين العائدين من "مناطق جهاد" يتعاونون حاليا مع سلطات الأمن الألمانية. 
ذكرت صحيفة "دي فيلت" الصادرة اليوم الاثنين 28 نوفمبرتشرين الثاني استنادا إلى دراسة مصنفة على أنها سرية عن خلفيات التطرف أن أكثر من 850 إسلاميا غادروا ألمانيا خلال الأعوام الماضية متوجهين إلى سوريا وشمال العراق. وفحصت الدراسة التي أجراها مركز المعلومات والاختصاص لمكافحة التطرف في ولاية هيسن ومكتب مكافحة الجريمة الاتحادي وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) السيرة الحياتية لـ784 شخصا تتراوح أعمارهم بين 13 و 62 عاما انضموا إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
وأظهرت الدراسة أن 274 شخصا منهم عادوا مجددا إلى ألمانيا، وأن 48 بالمائة منهم لا يزال ولاؤهم لجماعاتهم المتطرفة. وترجح السلطات الأمنية أن 8 بالمائة من الجهاديين عادوا إلى ألمانيا بغرض استعادة القوة أو تدبير عتاد جديد أو أموال، بينما عاد حوالي 10 بالمائة بسبب الإحباط أو التحرر من الأوهام.  كما أكدت الدراسة أن ربع العائدين أظهروا "استعدادهم للتعاون مع السلطات الألمانية".
وتبين من خلال الدراسة أن نحو ثلث الإسلاميين الذين غادروا ألمانيا أقاموا في مناطق حروب وتم القبض على 12 بالمائة منهم. وبحسب الدراسة، فإن باقي الأشخاص إما في الخارج أو أن مكان إقامتهم مجهول.
وتتبعت الاستخبارات الألمانية ذهاب "فتح.أ" مرتين في الشهور الأخيرة إلى سوريا متخفيا، وتم تصويره في ميدان القتال يرفع علم "داعش"، ولاحظت عودته أكثر تطرفا وتصميما على نصرة "داعش"، وقد قام في الزيارة الأخيرة بتسليم دعم مادي لهذه المنظمة الإرهابية، وطبقا للدوائر الأمنية فهو يخطط لزيارة ثالثة.

والواقع أثبت كيف أن العائدين من ميدان القتال في سوريا هم خطر قائم على المجتمع الألماني، وطبقا لدراسة للهيئة الألمانية لحماية الدستور فإن من تعلم القتل في سوريا يصبح أكثر تطرفا وميلا للعنف، فضلا عن محاولة استقطاب وتجنيد مجاهدين جدد من داخل المجتمع الألماني؛ لدفعهم للقتال في سوريا، بالإضافة إلى جمعهم صدقات لنصرة الدين في سوريا.
هذا وتشغل عشرات القضايا الخاصة بالإسلاميين النيابة العامة في "كارلسروه"، وكذلك في الولايات الألمانية المختلفة، ومن الواضح أن سياحة الجهاد إلى سوريا سوف تشغل القضاء والأمن الألماني لفترة طويلة مقبلة.
"فلوريان فلادا" الصحفي دبلوم العلوم السياسية وعلوم الإسلام مسئول ملف الإسلام السياسي بجريدة "دي ڤلت" الألمانية. 
لم تتأثر ألمانيا حتى الآن بهجوم إرهابي كبير خلافًا للدول المجاورة كفرنسا وبلجيكا، لكن السلطات أشارت مرارًا إلى احتمال تعرضها لاعتداء. وكانت مداهمات عدة للشرطة استهدفت عددا من المشتبه بهم في الأشهر الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد، لكنها لم تكشف مخططات ملموسة. وكانت إنذارات في ميونيخ ليلة رأس السنة وفي هانوفر بعد أيام على اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي أثارت قلق السلطات.
وقد أعلنت وزارة الداخلية أنها أحصت في البلاد "499 فردًا قد يكونوا جهاديين محتملين"، كما أن "820 جهاديًّا ألمانيًّا" غادروا ألمانيا قصد "الجهاد" في سوريا والعراق، عاد منهم الثلث تقريبًا فيما قتل نحو 140. وبذلك، فإن نحو 420 على الأقل لا يزالون في الأراضي السورية أو العراقية، وفق تأكيدات السلطات الألمانية.
وتوضح الارقام والمعلومات السايقة مدى خطورة التهديد الإرهابي سواء عبر الألمان العائدين من القتال في صفوف "داعش" أو المقاتلين الذين يجندهم التنظيم الإرهابي ويرسلهم كلاجئين إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية. وهو ما يبرز من خلال الخلية، التي تم إلقاء القبض على أعضائها، والذين دخل عناصرها إلى ألمانيا  بالتنسيق  مع قادة تنظيم "داعش" لخططهم الإرهابية. 

شارك