مآلات سقوط "الشرقاط" معقل داعش الأخير في محافظة صلاح الدين العراقية
الأربعاء 30/نوفمبر/2016 - 01:48 م
طباعة
تعد "الشرقاط" معقل داعش الأخير في محافظة صلاح الدين، واستطاعت قوات جيش النظام العراقي إلى جانب ميليشيا الحشد الشعبي، من السيطرة عليها بعد أن استعادت السيطرة على قريتين في الساحل الأيسر للمدينة وهما شيال العبلي وشيال الأمام، كما قامت بقتل سبعة من عناصر تنظيم داعش وتتقدم القوات العراقية حاليًّا في قرية كنعوص ومنطقة سديرات الاستراتيجة.
الشرقاط آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين، والتي يقسمها نهر دجلة إلى جزأين، وتمتد إلى محافظتي كركوك وأربيل، تمثل أهمية كبيرة تتمثل فيما يلي:
1- تقع على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال بغداد.
2- كانت تعدُّ آخر أقضية محافظة صلاح الدين التي لا تزال بيد داعش منذ سقوطها في 2014م.
3- لها ارتباط حدودي هام بجنوب الموصل؛ ولذلك تعدُّ محوراً أساسيًّا من محاور معركة الموصل.
4- تسعى القوات العراقية للسيطرة عليها لتكون أحد منافذها الرئيسة لشن معركة استعادة الموصل.
5- تقع على خطوط الإمداد الرئيسية التي تمتد إلى العاصمة بغداد جنوبًا، والواصلة إلى قاعدة القيارة الجوية شمالًا.
وكانت القوات العراقية قد سبق وأعلنت في مطلع يوليو 2016م عن عملية عسكرية لتحرير الشرقاط، لكنها فشلت بسبب غياب الدعم الجوي الأمريكي عن المعركة؛ ولذلك فقد اتخذت قرارها بتحرير المدينة من دون الرجوع إلى غرفة التحالف الدولي، التي تنسق الهجمات الكبيرة وتشرف عليها وسرعان ما سيطر الجيش العراقي بدعم ضربات جوية من التحالف على وسط المدينة، وقال مصدر من قيادة عمليات صلاح الدين التي تشرف على العمليات العسكرية بالمنطقة: إن الجيش مدعومًا بالشرطة المحلية ومقاتلي العشائر السنية لا يزال يشتبك مع المتشددين بعد السيطرة على مكتب رئيس البلدية ومبنى البلدية والمستشفى، وإن مسلحي القاعدة المتبقين يقاومون في مجموعات من ثلاثة إلى أربعة من داخل المنازل، وإن ثلاثة من أفراد الجيش قتلوا وعلى الرغم من ذلك لا تزال الحويجة إلى الشرق من الشرقاط معقلا متبقيا لتنظيم داعش إلى الجنوب من الموصل.
يذكر أنه في 22 يونيو 2014 م اشتبك مسلحون تابعون لداعش مع القوات الحكومية وعناصر الصحوات التي تساندها داخل الشرقاط، فأجبروا القوات الحكومية على ترك المدينة وفرضوا سيطرتهم على جميع مرافقها العمومية بما فيها مديرية الشرطة ومن يومها أصبحت الشرقاط أحد المعاقل القوية لتنظيم الدولة في محافظة صلاح الدين، وتعرضت عدة مرات لغارات جوية شنتها القوات الحكومية لإضعاف قبضة التنظيم عليها، لكن شهود عيان يقولون: إن القصف يستهدف أحياء سكنية ومنازل مدنيين، ويتسبب فقط في قتل المدنيين وتدمير المنازل، وفي 25 يونيو 2016 قالت مصادر عسكرية بمحافظة صلاح الدين: إن عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي اعتقلت نحو خمسين شخصًا من العائلات التي فرت من مدينة الشرقاط، بعد أن أقامت حواجز تفتيش شمال مدينة بيجي، وعبرت عن خشيتها من تعرض المعتقلين للتعذيب أو القتل؛ لأن قوات الحشد الشعبي لا تتلقى أوامرها من القيادات العسكرية الحكومية.
كما حذرت منظمات دولية من أن معاناة نحو 350 ألف شخص في الشرقاط في ازدياد مع عدم حصول النازحين منها على مساعدات كافية، وأفادت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومسئولون أمنيون محليون بأن أكثر من 33 ألف شخص فروا من الشرقاط في اتجاه المناطق الجنوبية منذ نهاية مايو 2016م، وفي 19 يوليو أكد ناشطون عراقيون- عبر مواقع التواصل الاجتماعي- وفاة عدد من الأشخاص- بينهم أطفال- جراء العطش والجوع، بعد اضطرارهم إلى المشي مسافات طويلة هربًا من المعارك في محيط الشرقاط، وحمل الناشطون الحكومة العراقية ومسئولي المحافظة المسئولية الكاملة عما حدث، مطالبين جميع الجهات الحكومية بإغاثة مئات العائلات النازحة قبل حصول ما وصفوها بالكارثة الإنسانية، وقالت هيئة علماء المسلمين في العراق: إن "العملية العسكرية التي تقوم بها الحكومة العراقية في قضاء الشرقاط لا تقل إجرامًا عما جرى في الفلوجة"، وحذرت من كارثة إنسانية في مدينة الشرقاط وانتكاسة في الوضع الصحي؛ بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية والميليشيات على المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والطبية والوقود إليها.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن تعد السيطرة على الشرقاط أمرًا حاسمًا لحماية عمليات الموصل، كما أنها ستعد مركزًا للدعم اللوجستي لتحرير الموصل بالكامل.