بعد ذبح مشايخ القري.. "الشباب الصومالية" تسير علي نهج "داعش"

الخميس 01/ديسمبر/2016 - 06:13 م
طباعة بعد ذبح مشايخ القري..
 
عادت حركة الشباب الصومالية، بعملية إرهابية هي الأكثر دموية، اليوم الخميس 1 ديسمبر 2016، حيث قتل عناصر الحركة في الصومال 15 من مشايخ قرى، بينهم 8 ذبحاً، و7 آخرون رمياً بالرصاص، وذلك خلال اشتباكات نجمت من نزاع بشأن دفع الزكاة، كما قال مسؤولون صوماليون أمس.
بعد ذبح مشايخ القري..
يأتي ذلك بعد إقدام سكان قرية في منطقة جلمدج التي تتمتع بشبه حكم ذاتي في وسط الصومال، على قتل 10 ارهابيين خلال اشتباكات استمرت 3 أيام.
وقال أحد المشايخ المحليين ويُدعى نور عبدالله، إن حركة الشباب أمرتنا بتقديم عشرات من رؤوس الماشية كزكاة ورفضنا ذلك، وهذا سبب اندلاع القتال.
وأضاف: قتلنا 10 إرهابيين في اليوم الأول، لذا جاء مسلحو الشباب من كل المناطق وهاجمونا بشراسة في 5 قرى، ذبحوا ثمانية من المشايخ وقتلوا بالرصاص 7 آخرين يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين. 
وقال إن المسلحين قطعوا خطوط الاتصالات الهاتفية، وعندما نفدت منا الذخيرة والطعام والماء، هربنا إلى الأدغال. وأشار إلى أن المتشددين صادروا جهازاً لحفر الآبار وقطيعاً من الإبل وأحرقوا قريتين.
وتتبع حركة الشباب الصومالية نفس نهج داعش في العمليات الدموية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي في الدول المسيطر عليها، حيث قام "داعش" مرارا وتكرارا بعمليات ذبح وحرق لأشخاص عدة منذ إعلان الخلافة الإسلامية في سوريا والعراق في 2014.
وأكد نائب حاكم منطقة مدج في جلمدج، عبدي حسين محمد، روايةَ الشيخ عبدالله وقال إن الناس يعانون الجفاف ورفضوا الزكاة التي فرضها عليهم المتشددون، ما أدى إلى ذبح بعض المشايخ، مضيفًا أن حركة الشباب أحرقت قريتين، ما أجبر آلاف الأسر على الفرار.
يأتي ذلك في وقت لا يزال حوالى 14 ألف ناخب يمثلون الولايات الاتحادية الصومالية، يختارون 275 نائباً، في عملية انتخابية يُحتمل أن تستمر حتى منتصف الأول ديسمبر الجاري، في بلد يقدر عدد سكانه بحوالى 10.5 مليون نسمة. وسيختار النواب الجدد رئيساً للبلاد، حيث توعدت حركة الشباب بتعطيل الانتخابات.
يري محللون أن القرن الإفريقي والصومال يمثل تحديداً منطقة ذات أهمية حيوية للأمن القومي العربي عموماً، وزادت هذه الأهمية مع انطلاق عاصفة الحزم وبدء المواجهة المباشرة بين الأذرع الإيرانية في المنطقة والمملكة العربية السعودية التي أفزعها استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على خاصرتها الجنوبية اليمن.
بعد ذبح مشايخ القري..
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن الساحل الصومالي يمثل ضفة خليج عدن الإفريقية، والذي يمثل مع باب المندب المدخل الحنوبي لقناة السويس، ويعد أحد أهم محاور الملاحة البحرية في العالم إذ يشكل طريقاً رئيسياً للتجارة بين أوروبا وآسيا، ويكاد يكون الطريق الوحيد بين روسيا والدول المطلة على البحر الأسود إلى دول شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا، كما أنه يكاد يكون الطريق الوحيد لتجارة الدول التي تطل على البحر الأحمر وحده.
وبالرغم من أن الصومال، البلد العربي الأفريقي، يكاد يمثل الحالة الوحيدة في أفريقيا لمجتمع موحد عرقياً ولغوياً ودينياً وحتى مذهبياً، فإن ذلك لم يحل دون قيام حرب أهلية فيه منذ 1991 حتى الآن، حرب فشلت أمامها كل محاولات الإصلاح لأسباب تتعلق بطبيعة المجتمع الصومالي القبلية من جهة؛ وبتداخل المصالح الدولية والإقليمية التي جعلته ساحة حرب بالوكالة، بالإضافة إلى تجذر نفوذ أمراء الحرب في البلاد.
ويتمركز في الصومال نحو 22 ألف جندي من قوة "أميصوم"، التي تشكلت في عام 2007، بدعم من الأمم المتحدة، وبمشاركة عدة بلدان إفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا.
وتتمثل مهمة أميصوم، بحفظ السلام، والتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، لإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة "الشباب".
وكانت سيطرت القوات الصومالية على عدة مدن جنوب البلاد والتي تعد من أهم معاقل حركة شباب الصومال الاسلامية، والتي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال، في ضربة جديدة للمتشددين بعد استعادة قوات الاتحاد الإفريقي لبلدة بارديري.

شارك