تناغم تصريحات تركيا وإسرائيل عن مصير الأسد تؤكد التنسيق المشترك
السبت 03/ديسمبر/2016 - 09:43 م
طباعة
كشفت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الهدف الحقيقي من تواجد القوات التركية "درع الفرات" في الأراضي السورية، الوجه الحقيقي لتواجد أدروغان غير الشرعي في سورية، حبث قال أدروغان في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الأول لرابطة (برلمانيون لأجل القدس) الذي أقيم في إسطنبول، الثلاثاء الماضي تحت شعار (القدس وتحديات المرحلة) ان بلاده قررت الدخول إلى سوريا "لإنهاء حكم" نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحماية الأصحاب الحقيقيين للأرض وإقامة العدل.
حديث أردوغان عن مصير الأسد اعقبه حديث لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرلمان عن عدم صلاحية الأسد ان يكون رئيساً للبلاد خلال المرحلة المقبلة، ما يعني أن ثمة ترتيب بين البلدين بشأن الأوضاع في سورية، إذ أن إسرائيل إلتزمت الصمت تجاه الاوضاع في سورية وعملت خلال الفترة الماضية على تقوية نفوذها ووجودها في هضبة الجولان المحتلة.
تصريحات أردوغان على الرغم من أن كثير من المراقبين قال إنها متوقعة، إلا أنهم أعربوا عن دهشتهم من علانيتها وصراحتها بكل هذه القوة، خاصة أن تركيا أعلنت منذ اللحظة الأولى للتواجد غير الشرعي في تركيا، بأنها احاطت روسيا بأسباب تواجدها وان تستهدف منه حماية حدودها ومقاتلة القوات الكردية.
اللافت أن نظام الأسد لم يُبدي أي اعتراض قوي يذكر وقتما قرر نظام أردوغان التواجد بهذه الطريقة غير الشرعية، وكان رد الفعل الكردي أقوى بكثير من رد فعل الأسد، وبرر مراقبون موقف الأسد وقتها انه يسعى إلى إضعاف قوة ونفوذ الأكراد، وأن وعود روسية لنظام الأسد أن التواجد التركي على الأراضي السورية بتفاهمات مع موسكو.
وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، قال أمس الجمعة 2 ديسمبر أن تسوية الأزمة في سوريا تتطلب ترك الرئيس بشار الأسد منصبه وانسحاب الفصائل الإيرانية من الأراضي السورية، وأعرب ليبرمان، أثناء مشاركته في منتدى سابان المنعقد في واشنطن، عن عدم قناعته بإمكانية إبرام أي اتفاق يضع حدا للأزمة السورية، مشيرا إلى وجود شرطين مسبقين لحل الأزمة التي تعاني منها هذه البلاد، هما رحيل الأسد وانسحاب الإيرانيين من سوريا.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن الأسد لم يعد شخصية مقبولة على الصعيد الدولي، وقال: "يجب علينا وضع الأسد والإيرانيين في مكانهم"، وحث ليبرمان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالب ترامب على عدم النأي بالنفس عما يجري في الشرق الأوسط، مؤكدا أمل إسرائيل أن تبذل الإدارة الجديدة جهودا نشطة لتسوية الأزمة السورية، وأكد الوزير أنه لا يمكن حل أزمات الشرق الأوسط دون المشاركة النشطة للولايات المتحدة.
الكرملين أعلن انزعاجه من تصريح أردغان، وقال الكرملين إن تصريحات الاسد كانت مفاجئة، وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "كان هذا التصريح بحق كلاما جديدا بالنسبة لنا"، مضيفا: "هذا تصريح خطير جدا، ويختلف عن تصريحات سابقة، وعن فهمنا للوضع. نأمل أن يزودنا شركاؤنا الأتراك بتفسير ما لهذا الأمر"، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيطرح، خلال مباحثاته في أنقرة اليوم، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تصريحات إردوغان.
وفي دمشق، اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن "تصريحات إردوغان تكشف أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ناتج عن أطماعه وأوهامه".
ويتكبد الجيش التركي خسائر يومية إثر وجوده غير الشرعي في العراق وسورية من جهة، وتوجده قرب حدود تلك الدول من جهة آخرى، حيث أعلن الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني، أمس الجمعة، مقتل 34 جنديا تركيا، في هجوم على مواقع للجيش التركي قرب الحدود التركية العراقية، وقال الحزب، في بيان، إن "مسلحي قوات الدفاع الشعبي وقوات وحدات المرأة شنوا، اليوم، هجوما على موقع للجيش التركي قرب مدينة جلي على الحدود التركية العراقية"، ما أسفر عن "مقتل 34 جنديا تركيا وإصابة 5 آخرين"، وأضاف البيان "الجيش التركي بدأ بعملية عسكرية في تلك المنطقة، مستخدما الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، فيما استمرت المواجهات حتى ظهر الجمعة".