مركز يوروبول لمكافحة الإرهاب: "داعش" يخطط لهجمات إرهابية جديدة في أوروبا
الأحد 04/ديسمبر/2016 - 11:56 ص
طباعة
حذرت (يوروبول) في تقرير نشر في لاهاي الجمعة من أن تنظيم "داعش" المتطرف يخطط لشن هجمات إرهابية جديدة في أوروبا في المستقبل القريب.
حيث جاء في التقرير الصادر عن مركز يوروبول لمكافحة الإرهاب أول أمس أن هزائم التنظيم في العراق وسوريا، وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا قد عززا من خطورة شن هجمات في أوروبا الغربية. وأضاف التقرير أن التقديرات المستمدة من أجهزة الاستخبارات توحي بأنه ربما يكون هناك عشرات من مقاتلي داعش المحتملين في أوروبا.
ويعتقد أن التنظيم طور أساليب جديدة للهجمات في الغرب ويعتقد الخبراء أن تكون فرنسا الهدف الأكثر احتمالا كما أن بلجيكا وهولندا وبريطانيا وألمانيا في خطر كذلك. ويمكن أن يتم شن الهجمات عن طريق جماعات متشابكة أو من جانب مهاجمين منفردين باستخدام متفجرات أو أسلحة آلية أو سكاكين أو مناشير أو سيارات. ويعتقد خبراء في مجال الإرهاب أن هناك أيضًا احتمالية كبيرة لاستخدام السيارات المفخخة.
وقال المكتب في تقرير نشر في لاهاي: إن "تنظيم الدولة الإسلامية لم يلجأ في أوروبا إلى استخدام عبوات يدوية الصنع أو متفجرات عسكرية أو تجارية في سيارات مفخخة" كما حدث في سوريا والعراق.
وأضاف: "لكن نظرًا إلى أن الإرهابيين ينسخون الوسائل التي يستخدمونها في الشرق الأوسط لاستخدامها في أوروبا- من الممكن جدًّا أن يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية (السيارات المفخخة) في مرحلة ما" في أوروبا.
يذكر أنه حتى الآن لم تستخدم أي سيارة مفخخة في أوروبا، لكن "يوروبول" يذكر بأن التنظيم المسئول عن هجمات في باريس وبروكسل فكر في ذلك قبل أن يغير خططه في مواجهة تدخل الشرطة.
وفي سبتمبر الماضي، عثر في باريس على سيارة معبأة بقوارير غاز بالقرب من كاتدرائية نوتردام. وقد أوقفت المجموعة المسئولة عن محاولة الاعتداء هذه، وهي تتألف من ثلاث نساء يبلغن من العمر 19 و23 و29 عامًا بتوجيه من تنظيم "الدولة الإسلامية"، في ضاحية باريس.
ويؤكد المكتب الأوروبي للشرطة أن خبراء في مكافحة الإرهاب يشعرون بالقلق أيضًا من أن تصبح ليبيا بعد سوريا "قاعدة خلفية جديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية" يشن انطلاقًا منها هجمات داخل الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا".
وقال التقرير نفسه: إن قوات الأمن الأوروبية أوقفت 667 شخصًا يشتبه بتورطهم في نشاطات جهادية في 2015.
وفي سياق متصل حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًّا بـ "داعش" إلى أوروبا في حال سقوط الموصل، آخر أكبر معاقلهم في العراق، أمام هجوم القوات العراقية. وقال كينغ في مقابلة نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية الثلاثاء": إن استعادة الموصل، معقل تنظيم داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين مصممين على القتال، من أفراد هذا التنظيم إلى أوروبا".
وقال المفوض البريطاني إنه "حتى عدد ضئيل (من هؤلاء) يمكن أن يشكل خطرًا جديًّا، وعلينا أن نستعد له" من خلال "زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الإرهابي".
من جهته صرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير من برلين الثلاثاء "أن الخطر في رجوع مقاتلي داعش إلى أوروبا هو أمر وارد". وقال الوزير الألماني: يجب ألا ننسى أن الهجوم على الموصل يتم أيضا بدعم ألماني؛ لذلك من الممكن أيضا توقع حدوث رد فعل، موصيا بالوقت نفسه بضرورة زيادة التدبيرات الأمنية في ألمانيا.
وخلال العامين الماضيين توجه آلاف الأوروبيين إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولكن وبعد أن مني تنظيم "داعش" بسلسلة من الهزائم هذا العام في سوريا والعراق، بدأ عدد من المقاتلين بالعودة إلى أوروبا. وفيما تواصل القوات العراقية هجومها على الموصل التي سيطر عليها التنظيم قبل عامين- حَثَّ خبراءُ دولِ أوروبا على الاستعداد لاستقبال مزيد من "الجهاديين" المتمرسين في القتال والمستعدين لشن هجمات في أوروبا.
ووفقًا للإحصاءات الأوروبية فإنه يوجد حوالي 2500 مقاتل أوروبي في تنظيم "داعش" الآن.
وفي سياق متصل طالب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الاتحاد الأوروبي بدعم بلاده في محاربة الإرهاب، مؤكدًا أن نجاح بلاده في مكافحة الإرهاب لمصلحة أوروبا أيضًا. جاء ذلك في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل.
حيث دعا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم في معركة بلاده ضد الإرهاب. وقال لمشرعين خلال كلمة في البرلمان الأوروبي في ثاني يوم من زيارة لبروكسل: إن الوضع الأمني في تونس مرتبط بشكل مباشر بالاتحاد الأوروبي. وأضاف السبسي: "تونس في مقدمة الحرب ضد الإرهاب وتستحق أن تحصل على دعم كامل لجهودها. نجاحنا في هذه المعركة سيسهم أيضًا في أمن أوروبا".
وفي الشهر الماضي فككت السلطات التونسية خلية جهادية كانت تخطط لشن هجمات ضد محطة أمنية ومركز تجاري في العاصمة وفقا لما قاله مصدر أمني. وتعيش تونس في حالة تأهب بعد أن اقتحم عشرات من متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" بلدة بنقردان قرب الحدود الليبية في مارس الماضي، وهاجموا مواقع للجيش والشرطة. وتصدت القوات التونسية للهجوم لكن 53 شخصًا على الأقل قتلوا في الهجوم بما في ذلك مدنيون.
وشهدت تونس عددًا من الهجمات الكبيرة التي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها العام الماضي بما في ذلك هجومان استهدفا سياحًا أجانب في منتجع ومتحف بالعاصمة تونس.