هزيمة لليمين الشعبوي المتطرف في الانتخابات الرئاسية النمساوية
الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 12:54 م
طباعة
قال التلفزيون النمساوي الرسمي: إن مرشح تيار الخضر في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ألكسندر فان دير بيلين سيكون الفائز في الاقتراع الذي جرى أمس على حساب خسارة مرشح اليمين الشعبوي.
وهذا هو الفوز الثاني لفان دير بيلين في هذا السباق الرئاسي غير المعتاد؛ حيث فاز مرشح الخضر المؤيد للاتحاد الأوروبي في أيار/مايو بنسبة 50.3% من الأصوات. ومع ذلك، نجح حزب الحرية بزعامة هوفر في الطعن على النتيجة.
يذكر أن انتخابات الرئاسة النمساوية جذبت الانتباه عالميًّا؛ حيث إن إمكانية فوز هوفر في أعقاب تصويت بريطانيا على ترك الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة يمكن أن تدفع بمتشككين آخرين في الاتحاد الأوروبي في أنحاء التكتل.
وقد أثارت النتيجة االتي أظهرت تقدم المرشح الليبرالي، زعيم حزب الخضر السابق ألكسندر فان دير بيلين على مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر ارتياحًا واسعًا في أوروبا، واعتبرت النتيجة صفعة مدوية للقوى القومية الرجعية.
وقال هوفر في بيان: "أنا حزين للغاية لعدم فوزي. أهنئ الكسندر فان دير بيلين بفوزه وأدعو جميع النمساويين إلى البقاء متضامنين والعمل سوية".
من جانبه، صرح فان دير بيلين للتلفزيون النمساوي العام "منذ البداية، خضت المعركة ودافعت عن النمسا التي تشكل جزءًا من أوروبا"، مؤكدًا أنه سيدافع عن "قيم المساواة والحرية والتضامن".
وأظهرت التوقعات الأولى أن فان دير بيلين (72 عامًا) العميد السابق لكلية الاقتصاد في فيينا والقيادي السابق في حزب الخضر حصد 53,3 % من الأصوات مقابل 46,7 % لهوفر (45 عامًا) نائب رئيس البرلمان والقيادي في حزب الحرية منذ 25 عامًا.
وتشكل هذه النتيجة هزيمةً للمعسكر الشعبوي الذي تعززت أسهمه مع تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل نحو شهر.
وفي سياق متصل رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بفوز فان دير بيلين مرشح حزب الخضر النمساوي بانتخابات الرئاسة النمساوية. وكانت ألمانيا تترقب نتائج هذه الانتخابات، خصوصًا أمام المد الشعبوي في أوروبا.
حيث قال وزير الخارجية الألماني: إن فوز مرشح الخضر في الانتخابات الرئاسية "إشارة جيدة ضد الشعبوية". وأضاف فرانك فالتر شتاينماير أنه يشعر بالسعادة لتلقي هذا النبأ في اليونان "مهد الديمقراطية الأوروبية" التي يزورها الوزير الألماني حاليًا.
وكان مستقبل الاتحاد الأوروبي وصورة النمسا في الخارج، مسيطرين على عقول الناخبين النمساويين، الذين اختاروا زعيم حزب الخضر السابق ألكسندر فان دير بيلين رئيسا للبلاد، وصوتوا ضد اليميني نوربرت هوفر.
وحصل دير بيلين على 51 بالمائة من مجموع الأصوات. وحسب استطلاع لآراء الناخبين أجري في أوائل ديسمبر، فإن 67 في المائة من مؤيدي المرشح الديمقراطي يشعرون بأنه سيمثل البلاد في الخارج بشكل أفضل. وعند مستوى 65 في المائة، كان موقفه المؤيد للاتحاد الأوروبي ثاني أهم دافع للتصويت له.
أما موقف هوفر المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي فجلب له 48,3 من الأصوات. وأظهر الاستطلاع السابق أن أقوى دافع لاختيار اليميني الشعبوي هوفر كان أنه "يتفهم مخاوف الشعب"، ويلي ذلك كفاءته بشكل عام ومعارضته للمؤسسة السياسية.
وفاز فان دير بيلين بوضوح بمساعدة نساء النمسا. اثنتان من بين كل ثلاث نساء دون سن الـ30 أيدتا فان دير بيلين، وحصل على 62 في المائة من أصوات الإناث بشكل عام. أما الغالبية العظمى من الرجال - 56 في المائة - ففضلوا هوفر. ولقيت آراء مرشح حزب الخضر الليبرالية، الموالية للهجرة، والمؤيدة لأوروبا، صدى لدى 78 في المائة من الناخبين الذين أنهوا المدرسة الثانوية أو الجامعة. وفي تناقض صارخ، فإن 85 في المائة من العمال كانوا سيصيرون أكثر سعادة مع رئيس يميني.
ورغم أن المؤشرات الاقتصادية في النمسا لا تزال ايجابية مقارنة بغالبية جيرانها الأوروبيين، فان فئة من سكانها لا تخفي قلقها من أزمة اللاجئين وتأثيرات توسع الاتحاد الأوروبي نحو بلدان الشرق.