بعد مرور 6 أشهر على معاركها.. "البنيان المرصوص" تعلن تحرير "سرت" بالكامل
الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 03:03 م
طباعة
مع مواصلة العمليات القتالية التي تقوم بها "البنيان المرصوص"، التابعة لقوات الوفاق الليبية، في القضاء على التنظيم الإرهابي "داعش" سرت، رغم أن الفترة الأخيرة، كانت قوات الوفاق الوطني "البنيان المرصوص"، أعلنت الأخيرة اليوم 5 ديسمبر 2016 فرض سيطرتها بالكامل على مدينة "سرت"، يأتي ذلك في أعقاب الخسائر البشرية التي لحقت بقوات الوفاق في مواجهة التنظيم الإهابي؛ حيث تكبّدت خسائر بشرية فادحة في معركتها ضد تنظيم "داعش".
وتحت شعار "انتصر البنيان.. وعادت سرت"، أعلن المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن هناك انهيارًا تامًّا في صفوف الدواعش والعشرات منهم يسلّمون أنفسهم لقواتنا، مضيفًا: "أبطالنا يتعاملون مع أفراد من عصابة داعش في آخر معاقلهم في منطقة الجيزة".
وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات الليبية: "قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت"، و"شهدت العملية انهيارًا تامًّا لتنظيم "داعش" في المنطقة".
وكان مصادر من القوات الموالية لحكومة الوفاق قد كشفت أن تلك القوات باتت قريبة من استعادة كامل مدينة سرت من تنظيم "داعش"، لافتة إلى محاصرة عناصر التنظيم في نقطة صغيرة بالقرب من البحر المتوسط.
وقال متحدث باسم كتائب من مصراتة، تشارك في العملية المدعومة من الطيران الأمريكي: إن 10 من الأطفال والنساء غادروا آخر مجموعة مبانٍ تحت سيطرة "داعش" في سرت، مشيراً إلى أن كتائب مصراتة سيطرت على تسعة مبانٍ من أصل 60 لا تزال تحت قبضة التنظيم.
وفي 5 مايو 2016 أعلن رسميًّا عن بدء عملية "البنيان المرصوص" العسكرية لتحرير سرت بالكامل من داعش.
ومع مواصلة قوات الوفاق عملياتها ضد التنظيم، فقد بدأ الأخير في التراجع والتقهقر داخل سرت، حتى أصبح محاصرًا في منطقة الجيزة البحرية السكنية الصغيرة، ولا يتجاوز عدد مقاتليه العشرات، كما أن البعض من العائلات النازحة بدأت في العودة إلى سرت.
وتمكنت قوات البنيان المرصوص في الأسابيع الأولى من تحقيق نجاحات مهمة ضد عناصر داعش، وسيطرت على معظم المدينة قبل أن يتباطأ تقدمها بشكل أثار العديد من التساؤلات، خاصةً وأن عناصر داعش لم يعد يسيطر سوى على ثلاث كيلومترات من مساحة سرت وتحديدًا في منطقة الجيزة البحرية.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن هناك تباينًا في آراء قيادات "البنيان المرصوص" حول حسم العملية ضد داعش في سرت، ففي الوقت الذي رأى فريق منهم ضرورة التأني في اقتحام الأحياء السكنية التي يتحصن داخلها مقاتلو التنظيم خشية أن تخسر مزيدًا من قواتها، خاصةً أن التنظيم يعتمد في مقاومته على زرع الألغام في المناطق التي ينسحب منها، وعلى العمليات الانتحارية بسيارات ملغمة وأحزمة ناسفة تفضل قيادات أخرى استمرار استهداف مواقع التنظيم عن بعد بمدافع الهاوزر والغارات الجوية الدقيقة، كي تتمكن من إنهاكه قبل أن تصطدم به وجهًا لوجه، وهو ما أجل حسم المعركة.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أمس، أن نساء ينتمين إلى تنظيم داعش دخلت في سرت على خط المواجهة مع قوات المجلس الرئاسي الليبي، التي كشفت عن تمكنها من تحرير عشرات الأطفال والنساء من قبضة التنظيم خلال عملية نفذت أمس الأحد.
ويتبع "داعش" كافة الوسائل لإلحاق الضرر في خصومه، وقد أشارت تقارير إلى أن "داعش" يعتمد على سياسة غسل الدماغ خاصة للفتايات وللشباب عبر التواصل معهم عبر مواقع التواصل "فيسبوك" و"تويتر".
كانت تقارير استخباراتية إيطالية قالت: إن "هناك ارتفاعًا ملحوظًا في عدد النساء المتطوعات للجهاد"، وأشار التقرير السنوي الذي قدمته الاستخبارات للبرلمان، عن سياسة المعلومات الخاصة بالأمن، إلى أن "زيادة تدفق عائلات بأكملها إلى مناطق الجهاد، وشابات عادة ما تسند إليهن مهام منزلية وإدارية"، لكن "هذا ليس على سبيل الحصر"، مبينًا أن "حضور المرأة في عالم الجهاد الإرهابي شهد انتشارا سريعا بالتزامن مع ظهور تنظيم داعش"، كما يتضح ذلك من "العدد المتزايد للمجاهدات الأوروبيات"، ومعظمهن "شابات من خلفيات اجتماعية متنوعة، تحاولن الوصول إلى المسرح السوري العراقي"، حسب وصفه.
ورغم أن قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القاضي بتشكيل عملية البنيان المرصوص العسكرية نصّ على استعادة السيطرة فقط على مدينة سرت وكل ما يقع داخل حدودها الإدارية، يرى الناطق باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري أن "قوات البنيان قد تواصل تقدمها شرقًا أو جنوبًا فقط في إطار مطاردة عناصر التنظيم الفارين من سرت، وأن تواصل هذه القوات تقدمها باتجاه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتمركزة في منطقة حقول النفط بوسط ليبيا لن يتم إلا بتعليمات رسمية من حكومة الوفاق، فلا طاقةَ لحكومة الوفاق بـ"فتح جبهة حرب جديدة"، إضافة إلى المكاسب التي حققتها قوات البنيان على الأرض، تبرز أهمية معركة سرت، في اكتساب هذه القوات العقيدة العسكرية المتمثلة في الخبرة الميدانية وإطاعة الأوامر؛ مما يؤهلها لأن تكون نواة الجيش النظامي الرسمي للدولة باعتباره تابعًا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا، خاصة في ظل تعدد التشكيلات المسلحة غير المعترف بها وتعدد انتماءاتها وتوجهاتها بقدر تعدد الانقسامات التي تشهدها البلاد.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحًا مهمًّا في معركة محاربة داعش، وكانت أغلب القوات للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت، والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.