معركة الموصل.. بين الدعم العسكري للقوات العراقية وابتكارات "داعش" الدموية
الثلاثاء 06/ديسمبر/2016 - 07:58 م
طباعة
تواصل القوات العراقية معركتها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" في الموصل، حيث أعلن قائممقام مدينة الموصل، حسين حاجم، في العراق، اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2016، انطلاق قطعات كبيرة للشرطة الاتحادية، باتجاه قاطع مركز نينوى لدعم القوات المتقدمة في القضاء على "داعش" الإرهابي.
وتتقدم القوات العراقية في عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير المحافظة ومركزها الموصل، ثاني أكبر مدن العراق سكاناً بعد العاصمة بغداد، من قبضة "داعش" الإرهابي الذي استولى عليها منذ منتصف عام 2014.
وأوضح حاجم، أن الشرطة الاتحادية، تحركت من مركز ناحية القيارة صباح اليوم، باتجاه قاطع الموصل، للمشاركة في معركة "قادمون يا نينوى" وإسناد القوات في العمليات.
وأكد المتحدث باسم متطوعي نينوى، محمود السورجي،اقتحام الجانب الجنوبي الشرقي من مدينة الموصل من قبل القوات العراقية ضمن عمليات تحرير المحافظة من سيطرة "داعش" الإرهابي، موضحًا أن قطعات الفرقة التاسعة اقتحمت حيي الميثاق والوحدة جنوب شرقي الموصل مركز نينوى، اليوم، لاستعادة المدينة من سيطرة "داعش"، وسط قصف تمهيدي على أوكار مهمة للتنظيم في داخل المركز. وأضاف السورجي، أن قصفاً للتحالف والقوات العراقية، استهدف معاقل تنظيم "داعش" في منطقتي معسكر الغزلاني، ووادي حجر جنوبي الموصل تمهيداً للاقتحام والتحرير.
ووفق ما أفادت به منظمة الهجرة الدولية فإن نحو 80 ألف مواطن اضطروا إلى مغادرة منازلهم في العراق منذ إطلاق القوات الحكومية وحلفائها عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم "داعش".
وأكدت المنظمة، في تقرير أصدرته أول أمس أن 77826 شخصا، حسب معلوماتها، تركوا منازلهم فارين من القتال الدائر من أجل السيطرة على الموصل، وذلك منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إطلاق عملية استعادة ثاني أكبر مدن البلاد وأهم معقل لتنظيم "داعش".
وأشار التقرير إلى أن معاناة النازحين تزداد حدة في الأيام الأخيرة بسبب انخفاض درجات الحرارة مع حلول فصل الشتاء، مضيفا أن عدد المشردين ازداد خلال الفترة ما بين 29 الشهر المنصرم و2 الشهر الجاري بحوالي 3900 شخص.
ووفق الموقع الرسمي لمنظمة الهجرة الدولية، أعرب توماس لوثر فايس، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، عن بالغ قلقه من وضع النازحين والمجتمعات المضيفة، موضحا أن العديد من المشردين يقيمون في مآو مؤقتة أو مبان غير مناسبة لا تحميهم من البرد والأمطار التي بدأ هطولها مع بداية فصل الشتاء، وذلك قد ينعكس سلبا على صحتهم، علما بأن العديد من الهؤلاء أطفال وكبار سن.
ويبين التقرير أن معظم هؤلاء النازحين (88%) هم من أبناء قضاء الموصل، بينما فر آخرون من أقضية تلكيف (5%) والحمدانية (3%) ومخمور (أقل من 1%)، مشيرا إلى أنهم انضموا إلى أكثر من 3 ملايين عراقي نزحوا من مناطق متفرقة من البلاد منذ بداية العام 2014.
من جانبه يسعي اللتنظيم الإرهابي إلي تعويض خسائرة بشتي الطرق، ويبتكر كل ما هو دموي حتي يفوز بالمعركة، حيث أكدت آخر مقاطع فيديو نشرها التنظيم أن المسلحين بدأوا بتجنيد كبار السن.
وأفادت صحيفة "ميرور" البريطانية اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر بأن أحد آخر تسجيلات نشره "داعش" على مواقعه تظهر 4 مقاتلين كبار السن ذوي لحى شيباء ومسلحين ببنادق تعود إلى عهد الحرب العالمية الثانية، وهم ينفذون إعداما بحق رجل متهم بالكفر.
وقال أحد المقاتلين أنهم قرروا الانضمام إلى الصراع لجانب "داعش" انتقاما لمقتل أبنائهم في المعارك الشرسة مع القوات الحكومية.
وسبق أن أظهر تسجيل آخر نشره "داعش" أطفالا مجندين للمشاركة في القتال الذي يخوضه التنظيم في محاولة يائسة للحفاظ على مواقعه في الموصل، أكبر معقل له في العراق.
سبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق، أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014 ، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عموما، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 أكتوبر 2016 بمشاركة 45 ألفًا من القوات التابعة لحكومة بغداد من الجيش والشرطة مدعومين بقوات من الحشد الشعبي وحرس نينوى "سني"، إلى جانب البيشمركة.
وتحظى عملية تحرير الموصل بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما شهدت العملية منذ بدأها استعادة عشرات البلدات والقرى من قبضة التنظيم الإرهابي.
وتعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.