أول حكم من نوعه في باكستان.. إعدام رجل دين مسلم وآخرين في قضية إحراق مسيحيين

الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 12:36 م
طباعة أول حكم من نوعه في
 
أعاد حكم قضائي قوي في باكستان وضع الأقلية المسيحية هناك إلى دائرة الضوء، وأشادت منظمات حقوقية بالحكم الذي أصدرته محكمة لمكافحة الإرهاب في لاهور بالإعدام على خمسة من منفذي عملية القتل المتعمد للزوجين المسيحيَّين شهباز مسيح، 26 عاماً، وشاما بيبي 24 عاماً، اللذين أُعدما خارج نطاق القانون في كوت رادها كيشان في منطقة قصور في البنجاب، في 4 نوفمبر 2014، عقب اتهامهما بالتجديف- أي إهانة أي دين معترف به دستوريًّا- ومن بين الخمسة الذين حُكم عليهم بالإعدام، هناك رجل دين مسلم. كذلك، فرض القاضي غرامة بقيمة 200000 روبية باكستانية (أي حوالي 1800 يورو) على كل من المحكومين، وحكم على ثمانية متهمين آخرين بالسجن لمدة عامين في إطار هذه القضية عينها.
في البداية، ألقي القبض على الزوجين اللذين كانا يعملان في مصنع للطوب وعُذبا قبل أن يُحرَقا حيَّين في فرن يُستخدم لحرق الطين. لاقت عملية الإعدام خارج نطاق القانون أصداءً دولية وأثارت سخطاً في باكستان والخارج. وبعد رحيل الزوجين، يعيش اليوم أولادهما الثلاثة مع جدّهم من جهة أمهم.
أعلنت رئيسة مؤسسة سيسيل وإيريس تشودهري، الكاثوليكية ميشيل تشودهري، التي تهتم منظمتها بالحماية القانونية للأيتام الثلاثة وتربيتهم، لوكالة فيدس: "تحققت العدالة. على الرغم من أننا ككاثوليك لا نؤيد عقوبة الإعدام، إلا أننا نعتقد أنه من المهم أن تكون محكمة قد أصدرت قرارها فوراً وفي غضون عامين فقط وعاقبت المذنبين. هذه علامة تدل على نضج النظام القضائي الباكستاني الذي يحترم حقوق الجميع ومطالباتهم بالعدالة، بما في ذلك حقوق ومطالب الأقليات الدينية التي غالباً ما تخضع لأعمال عنف لا تلقى عقاباً. يجب أن تضمن حكومة باكستان الأمن والحماية لكل مواطن باكستاني أياً يكن دينه، كما ينص الدستور".
وختاماً، قالت ميشيل تشودهري: "شاما وشهزاد هما بريئان خسرا حياتهما بسبب البغض والتعصب. في هذا الفرن، أُحرقت الإنسانية وتعاليم الإسلام وباكستان على جناح الديمقراطية".
إشارة إلى أن الزوجين قُتلا من قبل حشد مؤلف من أكثر من 600 مسلم بتحريض من المسئولين الدينيين في المنطقة على الرغم من استمرارهم في التمسك ببراءتهم. غداة الجريمة، أوقف حوالي 40 مشتبهاً به منهم رئيس مصنع الطوب. ووفقاً لمعلومات وكالة فيدس، لاقى الإجراء القانوني ترحيباً في أوساط الأقليات الدينية؛ نظراً إلى أن قانون مكافحة التجديف في باكستان غالباً ما يشكل محور انتهاكات وتلاعبات في إطار الخلافات الخاصة.
المسيحيون يشكلون 1.6% من سكان باكستان، أي حوالي 2.8 مليون شخص، وذلك وفقًا لإحصائية عام 2005وهي ثاني أكبر أقلية دينية بعد الهندوسية في المجتمع الباكستاني. نصف مسيحيي باكستان يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والنصف الآخر الكنائس البروتستانتية غالبيّة المجتمعات المسيحية الباكستانية تنحدر من المتحولين الهندوس أبناء الطبقات السفلى من منطقة البنجاب، في عهد الاستعمار البريطاني.
وينتشر المسيحيون جغرافيًا في جميع أنحاء إقليم البنجاب، في حين يقتصر وجودها في بقية المحافظات في الغالب في المراكز الحضرية. هناك طائفة من الرومان الكاثوليك في كراتشي مكوّنة من المهاجرين التاميل والغوان وقد وصلوا كراتشي عند تطوير البنية التحتية في المدينة من قبل البريطانيين خلال الفترة الاستعمارية بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. وفي الوقت نفسه هناك عدد قليل من الجماعات البروتستانتية التي تقوم بالاضطلاع بمهام تبشيريّة في باكستان. ولها مقار عديدة منها في الفلبين ولها مدارس في كراتشي، رغم أن معظم أعضائها هناك هاجر خارج البلاد بسبب القيود ضدهم. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين الباكستانيين المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 5,500 شخص.

شارك