بعد الأطفال والنساء.. "كبار السن" سلاح داعش في مواجهة القوات العراقية
الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 02:06 م
طباعة
لا زال التنظيم الإرهابي "داعش" يتبع كافة الوسائل الدموية لمواجهة القوات العراقية في الموصل؛ حيث بات يستخدم كبار السن والأطفال؛ فضلًا عن النساء في الضغط لكسب المعركة، وأكدت آخر مقاطع فيديو نشرها التنظيم أن المسلحين بدءوا بتجنيد كبار السن.
أفادت صحيفة "ميرور" البريطانية أمس الثلاثاء 6 ديسمبر بأن أحد آخر تسجيلات نشره "داعش" على مواقعه تظهر 4 مقاتلين كبار السن ذوي لحى شيباء ومسلحين ببنادق تعود إلى عهد الحرب العالمية الثانية، وهم ينفذون إعدامًا بحق رجل متهم بالكفر.
وقال أحد المقاتلين أنهم قرروا الانضمام إلى الصراع لجانب "داعش" انتقامًا لمقتل أبنائهم في المعارك الشرسة مع القوات الحكومية.
وسبق أن أظهر تسجيل آخر نشره "داعش" أطفالا مجندين للمشاركة في القتال الذي يخوضه التنظيم في محاولة يائسة للحفاظ على مواقعه في الموصل، أكبر معقل له في العراق.
ويسعى اللتنظيم الإرهابي إلى تعويض خسائرة بشتى الطرق، ويبتكر كل ما هو دموي حتى يفوز بالمعركة، وهو الأمر المعتاد بالنسبة لداعش؛ حيث يواجه الأخير خسائرة بطريقة أكثر وحشية.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أن تنظيم "داعش"، قتل المئات من أهالي الموصل، شمال العراق.، مضيفة أن التنظيم قتل مئات العراقيين، بينهم 50 من المنشقين عنه، فضلا عن 180 من الموظفين السابقين في الحكومة العراقية، موضحة أن "داعش نقل 1600 شخص من بلدة حمام العليل جنوب الموصل، إلى بلدة تلعفر غربًا لاستخدامهم كدروع بشرية ضد الضربات الجوية، فضلا عن نقل نحو 150 أسرة من حمام العليل إلى مركز مدينة الموصل".
ولفتت إلى أن التنظيم أبلغ بعض المحتجزين لديه أنهم قد ينقلون إلى سورية، مؤكدة أن التنظيم أبلغ سكان حمام العليل أنه يتعين عليهم تسليم أطفالهم، لا سيما الصبية الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة، في توجه لتجنيدهم.
وأشارت إلى ورود تقارير عن ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين، بما في ذلك ضربات نتج عنها مقتل أربع نساء وإصابة 17 مدنيًّا في حي القدس شرقي الموصل.
جاسم الجاف، وزير الهجرة العراقي رئيس اللجنة العليا لإغاثة النازحين، أكد أن وزارته قادرة على استقبال نحو 100 ألف نازح من محافظة الموصل، موضحاً في بيان أن سياسة وزارة الهجرة هي الإبقاء على الأسر في مناطقهم المحررة، وإيصال المساعدات اللازمة لهم في أماكنهم لتجنيبهم النزوح، مشيرًا إلى استقبال أكثر من 26 ألف نازح من الموصل، ومنحهم جميع الاحتياجات اللازمة، ووسائل الإغاثة الطارئة، وأن العمل مستمر في استكمال بناء مخيمات النازحين في محور الخازر، بعد إنجاز 6 آلاف خيمة من أصل 14 ألفاً من المخطط لها أن تكون جاهزة في غضون أسبوعين.
وقال الجاف وفق ما ذكرت رويترز: إن الحكومة العراقية تخطط لنصب نحو 50 ألف خيمة في محافظات صلاح الدين وكركوك وجنوب الموصل ومحافظتي دهوك والسليمانية بإقليم كردستان، لمواجهة اكتظاظ النازحين، مؤكدًا أن إجراءات الوزارة التنسيقية تسير بشكل جيد مع الجهات الأمنية والعسكرية والوزارات الخدمية المعنية بملف النازحين، لا سيما منظمة الهلال الأحمر العراقي، ومنظمة البارزاني الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني.
وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 أكتوبر 2016 بمشاركة 45 ألفًا من القوات التابعة لحكومة بغداد من الجيش والشرطة مدعومين بقوات من الحشد الشعبي وحرس نينوي "سني"، إلى جانب البيشمركة.
سبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق، أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عمومًا، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية، مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
وتحظى عملية تحرير الموصل بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما شهدت العملية منذ بدأها استعادة عشرات البلدات والقرى من قبضة التنظيم الإرهابي.
وتعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا فريدًا، فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.