تقرير: 2500 أوروبي يقاتلون في سوريا والعراق تحت لواء "داعش"
الخميس 08/ديسمبر/2016 - 01:46 م
طباعة
أكد تقرير أعده منسق الاتحاد الأوروبي لقضايا الإرهاب جيل دو كيرشوف أن عدد "الجهاديين" الأوروبيين الموجودين في سوريا والعراق يتراوح "ما بين ألفين و2500". موضحا أن "الأرقام الأحدث تشير إلى انه من إجمالي المقاتلين الأجانب الأوروبيين، هناك نحو 15 إلى 20 بالمائة قتلوا، و30 إلى 35 بالمائة عادوا (إلى بلدانهم) و50 بالمائة لا يزالون في سوريا والعراق".
وأبدت عدة دول أوروبية في الآونة الأخيرة قلقها بشان احتمال تسارع عودة هؤلاء "الجهاديين" إلى دولهم في أوروبا بسبب الهزائم العسكرية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. وبحسب التقرير فإن إمكانية "عودة مكثفة في الأمد القصير في حال حدوث هزائم كبيرة لتنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق "يبقى غير واضح". وأشار منسق مكافحة الإرهاب إلى أن بعضهم سيعود إلى دولته لكن آخرين سيبقون في "جيوب في دول مجاورة" أو "سيسافرون إلى مناطق نزاع أخرى".
وسيعرض التقرير الجمعة على وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ويتضمن إجراءات للتصدي للتهديد المحتمل الذي يشكله "الجهاديون" العائدون إلى دولهم الأوروبية. وأضاف التقرير انه "هناك أيضا مجموعة كبيرة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب" في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا الذين يمكن أن يحاولوا استخدام جنسياتهم أو روابطهم الأسرية للعودة إلى أوروبا".
ولاحظ التقرير أن من يعودون "يبقون على اتصال بداعش في مناطق النزاع بواسطة حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي" مبديا أسفه "لبطء رد شركة تيليغرام (الرسائل الالكترونية المشفرة) في مواجهة الدعاية الجهادية". وتابع التقرير أن تيليغرام لا يرد على طلبات الشرطة الأوروبية (يوروبول) بإلغاء محتويات أبلغ عنها، داعيا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "الاتصال بشركات التواصل الاجتماعي (على غرار تيليغرام) وأيضا بالشركاء في أنشطة مكافحة الإرهاب".
واعتبر التقرير أن التعاون مع دول العبور وهي تركيا ولبنان والأردن "أمر ضروري" موصيا بالخصوص بـ "تعزيز الحوار مع تركيا" لوضع إجراءات بشان الأوروبيين العائدين من مناطق النزاع والمتواجدين في الأراضي التركية. واعتبر التقرير أن المشكلة الرئيسية بين هؤلاء "الجهاديين" الأوروبيين تشمل "أولئك الذين يرسلون في مهام خاصة".
وفي تقرير نشر في الثاني من كانون ديسمبر حذرت الشرطة الأوروبية (يوروبول) من تغيرات ممكنة في طرق عمل الشبكات الإرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي الأوروبية وخصوصا اللجوء مستقبلًا إلى السيارات المفخخة.
وجدير بالذكر واحد من كل ثلاثة جهاديين غادروا ألمانيا متجهين للعراق وسوريا يعود إلى البلاد. وبحسب تقرير استندت إليه صحيفة "دي فيلت"، فإن نحو 25 بالمائة من الإسلاميين العائدين من "مناطق جهاد" يتعاونون حاليا مع سلطات الأمن الألمانية.
ذكرت صحيفة "دي فيلت" الصادرة اليوم الاثنين 28 نوفمبر استنادا إلى دراسة مصنفة على أنها سرية عن خلفيات التطرف أن أكثر من 850 إسلاميا غادروا ألمانيا خلال الأعوام الماضية متوجهين إلى سوريا وشمال العراق. وفحصت الدراسة التي أجراها مركز المعلومات والاختصاص لمكافحة التطرف في ولاية هيسن ومكتب مكافحة الجريمة الاتحادي وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) السيرة الحياتية لـ784 شخصا تتراوح أعمارهم بين 13 و62 عاما انضموا إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
وأظهرت الدراسة أن 274 شخصًا منهم عادوا مجددًا إلى ألمانيا، وأن 48 بالمائة منهم لا يزال ولاؤهم لجماعاتهم المتطرفة. وترجح السلطات الأمنية أن 8 بالمائة من الجهاديين عادوا إلى ألمانيا بغرض استعادة القوة أو تدبير عتاد جديد أو أموال، بينما عاد حوالي 10 بالمائة بسبب الإحباط أو التحرر من الأوهام. كما أكدت الدراسة أن ربع العائدين أظهروا "استعدادهم للتعاون مع السلطات الألمانية".
وفي سياق متصل أظهرت دراسة أمريكية مؤخرًا أن الهزائم العسكرية التي مني بها تنظيم "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسوريا، أضعفت دعايته وقدرته على تجنيد متطوعين جدد. كما أن التنظيم يعاني من الحفاظ على صورة دولة تعمل كعامل جذب لمجندين جدد.
حيث حللت دراسة أمريكية نشرت في أكتوبر الماضي وأعدها فريق من مركز مكافحة الإرهاب في كلية وست بوينت العسكرية يقوده دانيال ميلتون، منتوجات تنظيم داعش الجهادي من الصور والفيديو كما ونوعا. وبحسب الدراسة فقد أنتج التنظيم في شهر أغسطس 2015 ما مجموعه 700 صورة وتسجيل فيديو مقابل 200 صورة وتسجيل فيديو في شهر أغسطس الماضي.
وقال ميلتون في الدراسة إنه "من الواضح" إن تنظيم داعش اضطر إلى خفض نشاطه الدعائي بسبب الضغوط التي يتعرض لها من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضده في سوريا والعراق. أما من حيث المضمون فقد تضاءلت المنتجات الدعائية التي تتحدث عن حسن سير "دولة الخلافة" وأجهزتها من مدارس ومكتبات عامة وخدمات عامة وجهاز شرطة وما إلى ذلك، بحسب الدراسة.
وجاء في الدراسة أن التنظيم الجهادي "يعاني من اجل الحفاظ على صورة دولة تعمل" في حين أن هذه الصورة كانت تعتبر العامل الأساسي في جذب الجهاديين إلى أراضي "دولة الخلافة". بالمقابل زادت إنتاجات التنظيم الجهادي من التسجيلات المصورة لعمليات إعدام من يعتبرهم جواسيس في ظاهرة قال معدو الدراسة إنها إما تعكس حالة "هذيان" يعاني منها قياديو التنظيم أو وجود انشقاقات فعلية في صفوف الجهاديين.