تفجير الهرم وسؤال: من أين تأتي الكوادر الإرهابية؟
السبت 10/ديسمبر/2016 - 07:18 م
طباعة
حسام الحداد
شهد شارع الهرم، صباح أمس الجمعة، انفجار عبوة ناسفة، استهدف كمين أمنى بجوار مسجد السلام، والذى نتج عنه حتى الآن استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطين هما الملازم أول أحمد عز والملازم أول محمد نبيل من قوات الأمن، وأمين شرطة، و3 مجندين، بينما أصيب آخرين، وتم نقلهم لأقرب مستشفيات لإسعافهم.
وقد تناولنا في تقرير عن هذا الحادث السبت 10 ديسمبر 2016، هذا الحادث وتم ربطه بفشل الحل الأمني في مواجهة الإرهاب اذ أكدنا في هذا التقرير على أهمية المواجهة الفكرية للإرهاب والتأكيد على جدية تجديد الخطاب الديني وتضافر كافة جهود الدولة ومؤسساتها من ثقافية ودينية واعلامية وشبابية لمواجهة هذه الظاهرة الإرهابية التي تؤرق المجتمع وتهدد أمنه وسلامته وتقف في طريقه للتنمية المستدامة، وأكدنا على مجموعة من الحقائق التي لا بد من التعامل معها في اطار هذه المواجهة جنبا الى جنب مع المواجهة الأمنية ومنها، ان الحل الأمني وحده لا يستطيع مواجهة الارهاب بل يجب ان يكون هناك حلول ومواجهات اخرى كالمواجهات الفكرية والتفاعلية خارج اطر الغرف المغلقة والمؤتمرات المكيفة التي تعقدها المؤسسة الدينية سواء كان الازهر أو الأوقاف ودار الافتاء المصرية، اما الحقيقة الثانية التي لابد لنا من تناولها الا وهي اشكالية مصطلح تجديد الخطاب الديني والذي يدخلنا الى الحالة الظلامية التي تعاني منها المؤسسات الدينية سواء كانت رسمية (الازهر والاوقاف) او غير رسمية (حركات واحزاب الاسلام السياسي)، الحقيقة الثالثة هي فشل المنظومة التعليمية في تطوير نفسها وبالتالي احتلت مصر المرتبة 139 من 140 دولة في كفاءة التعليم هذا يؤدى في النهاية الى تخريج عقول خاوية من أي فكر وابداع مما يؤهلها ان تكون هدف سهل الاصطياد من قبل تلك الجماعات، وغيرها من الحقائق التي لابد من مواجهتها،
للمزيد عن هذا التقرير اضغط هنا
ومن ناحية اخرى تناول الباحث في شئون الاسلام السياسي ماهر فرغلي في مقال له بجريدة البوابة نيوز المصانع والمفارخ التي تنتج هؤلاء الارهابيون حيث قال " فى الخلفية من هذه التنظيمات يَقبع المحرِّضون والمخزن الكبير لكل هذه الجماعات، وهم: حازمون، والجبهة السلفية، والإخوان، الذين تحدثوا بوضوح عن قتال الطائفة المرتدّة، وساووا بينها وبين قتال أبي بكر لمانعي الزكاة، وهؤلاء كلهم فاعلون، حدَث المزج بينهم جميعًا، داخل الجامعات، وفى الميادين، وداخل المجموعات النوعية، والتنظيمات ذات السيولة، مثل (حازمون)، وهذا رأيناه في حادث شارع اللبيني، كما رأيناه مع خلية حلوان، وفى اغتيال النائب العام، وكيف حدَث الخلط بين جماعة أجناد مصر، والإخوان، وبيت المقدس، وكيف كان همام عطية سلفيًّا حتى النخاع، لكنه فجأة أصبح زعيمًا لتنظيم يغتال الشرطة." ويستطرد الباحث ماهر فرغلي قائلا " المثلث الثابت ومحاور التحرك والتنفيذ هى تركيا وطلاب الإخوان الهاربون للسودان وغزة، والدخول يتم عبر الأنفاق، وعبر الحدود الجنوبية السودانية، والرسالة هي الخوف، وتوسيع دائرة الحماية للشخصيات الشرطية والعامة، وإنهاك النظام وتقويض اقتصاده.
نحن الآن في زمن جماعات التوحش الجديدة، التي كانت نتاج ما بعد الثورات، والمشكلة أن مصر لم تكن جاهزة ومستعدّة لها الآن بسبب الظرف الاقتصادي الذى تمر به.. مرحلة ما بعد سرت، ومرحلة ما بعد العراق، وسوريا، هي أشد شراسة مما نتوقع.. فلنستعد لنسخ جديدة أشد من داعش."
كل هذا انما يؤكد على ان جماعة "حازمون" التي اختفت من المشهد السياسي مباشرة بعد القاء القبض على حازم صلاح ابو اسماعيل ولم يسمع عنها احد انها المورد الاساسي والمفرخة الحقيقية المنتجة لهؤلاء الارهابيون، فكما أثبتنا في تقارير سابقة -نشرت في بوابة الحركات الاسلامية- ان هذه الجماعة من أكثر الجماعات العاملة في مصر التي قامت بإرسال أعضائها الى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك بين الجماعات الاسلامية على اختلاف الوانها والنظام السوري.
للمزيد عن جماعة حازمون اضغط هنا