الانتحاريات.. أداة "بوكو حرام" لتنفيذ عملياتها في "نيجيريا"

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 03:50 م
طباعة الانتحاريات.. أداة
 
لا زال الإرهاب يسيطر على معظم الدول العربية والإفريقية، في ظل انتشار الجماعات المسلحة، في مختلف البلاد، فمع انتشار الحركات الجهادية، باتت معظم الدول مهددة بتوغل الإرهاب إلى أراضيها، وأصبحت حركة "بوكو حرام" المصنفة دوليًّا كأحد أخطر التنظيمات الإرهابية، تشكل تهديدًا حقيقيًّا لأمن منطقة غرب ووسط إفريقيا في السنوات الأخيرة لا سيما بعد مبايعتها لتنظيم "داعش" الإرهابي.
الانتحاريات.. أداة
ويواصل تنظيم بوكو حرام، هجماعته ضد الدولة النيجيرية، حيث قتل 45 شخصا على الأقل وأصيب 33 آخرون بجروح في هجوم انتحاري مزدوج نفذته امرأتان في سوق ماداغالي في شمال شرق نيجيريا.
وقال سعد بيلو مسئول دائرة الطوارئ الوطنية في ولاية اداماوا "وفقا لأحدث المعلومات، سقط 45 قتيلا و33 جريحا في الهجوم الانتحاري المزدوج في ماداغالي"، مشيرة إلى حصيلة سابقة إلى مقتل 30 شخصا.
وقال ممثل بلدية المدينة يوسف محمد إن "الانتحاريتين زعمتا أنهما من الزبائن عندما فجرتا أحزمتهما الناسفة، إحداهما في قسم المواد الغذائية، والأخرى في أكشاك الملابس القريبة.
وتشير الطريقة الانتحارية التي نفذت بها العملية الإرهابية إلى أن جماعة بوكو حرام هي المنفذ الوحيد، التي تشن هجمات في منطقة بحيرة تشاد منذ عام 2009.
ويشهد شمال شرق نيجيريا تصاعدا في الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب انتهاء مواسم الامطار.
وظهرت عمليات جماعة بوكو حرام المتطرفة التي تحولت حركة جهادية إثر وفاة مؤسسها محمد يوسف، أكثر من عشرين ألف قتيل وأسفرت عن نزوح 2,6 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا منذ 2009.
وأدان الرئيس النيجيري محمد بخاري الهجوم المزدوج، متعهدا "وقف هذه الخسائر غير المبررة في الأرواح البريئة"، قائلا: من الواضح أن هذا الهجوم الأخير هو عمل يائس، لكن الجيش النيجيري لن يحيد عن أهدافه.
ووفق مراقبين فإن هذا الهجوم يشكل ضربة لبخاري الذي كان أكد الأربعاء أثناء قمة حول الأمن في داكار أن "الوضع تحت السيطرة".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن تصعيد جماعة بوكو حرام المتشددة من عمليات تجنيد النساء ، تبدو مهمة شاقة وذلك في إطار حملة العنف التي تشنها في مناطق بشمال شرق نيجيريا المضطربة.
وأوضحت الحكومة النيجيرية، آنذاك أن هذه الجماعة المسلحة تستهدف تجنيد النساء للعمل كمخبرات واستخدامهن لأغراض التجسس لخدمة هجماتها الإرهابية ضد المدنيين.
الانتحاريات.. أداة
وتدخل هذه الطرق الجديدة تدخل في سلسلة التكتيكات الجديدة التي تعتمدها بوكو حرام للتمويه على الأجهزة الأمنية في نيجيريا قبل تنفيذ مخططاتها الإرهابية نظرا إلى عدم الشك في العنصر النسائي، بحسب خبراء أمنيين، مشيرين في الوقت نفسه إلى صعوبة تعقب هؤلاء النسوة بالشكل المطلوب.
كما أوضحوا أن الضغوط التي تمارسها القوات الحكومية لتعقب أفراد الجماعة وخاصة من يقومون بالتنفيذ لا يعد أمرا هينا بالمقارنة مع نوعية الهجومات المتواصلة على المدنيين والتي طالت في مناسبات عديدة أطراف من العاصمة أبوجا.
وفي تقرير نشر مطلع يناير الماضي، حذر مركز الأزمات الدولية الحكومة النيجيرية من الدور الفعال للنساء في هذا النزاع.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن بداية استخدام الانتحاريات تعود إلى ما يعرف بالجماعات الـ"ماركسية"، والتي بدأت في استخدام النساء كانتحاريات، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ففي لبنان، في منتصف الثمانينيات، قامت ناشطات في الحزب السوري القومي الاجتماعي بهجمات عن طريق سيارات مفخخة استهدفت الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي لأنطوان لحد.
ويرى مراقبون أنه منذ حوالي عقد من الزمن، تبنت التنظيمات المسلحة هذه سياسة هجومية عن طريق استخدام الانتحاريات؛ حيث كانت بدايتها مع الجهاديين في الشيشان، بين عامي 2000 و2004؛ حيث هاجمت الانتحاريات اللاتي غالبًا ما يشار إليهن باسم "الأرامل السوداء"، أهدافًا عسكرية روسية في الشيشان وعلى المدنيين في روسيا، كما حاولن اغتيال الرئيس الشيشاني أحمد قديروف.
وكانت كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في وقت سابق، أن زعيم جماعة "بوكو حرام" محمد أبو بكر شيكو، يستخدم الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتعدى أعمارهن 10 سنوات في عمليات انتحارية.
ووفق إحصائيات رصدتها أيضًا بوابة الحركات الإسلامية، فقد ارتفع عدد النساء الانتحاريات في صفوف جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، والذي قدر بـ50 امرأة خلال عام، وهو أكثر رقم مسجل إلى الآن، له غرض مزدوج فاستخدام النساء في الهجمات الانتحارية يساعد "بوكو حرام" على مواصلة حربها، وفي نفس الوقت يقلل من عدد الأفواه التي يجب إطعامها؛ خاصة بعد أن فقدت الكثير من مناطق النفوذ التي كانت تسيطر عليها وتمدها بالتمويل.
من المعروف أن جماعة بوكو حرام تتبع أسلوب معين في العلميات الإرهابية التي تقوم بها، منذ ظهورها، فهي دائمًا تقوم بتفجيرات انتحارية، وكان آخرها استخدام النساء الأرامل اللاتي يهربن من واقع مشئوم يعشن فيه، وفق محللين.

شارك