حركة الشباب المجاهدين بالصومال.. عودة دموية "بالانتحاريين" بعد غياب طويل
الخميس 15/ديسمبر/2016 - 01:56 م
طباعة
عادت حركة الشباب المجاهدين بالصومال إلى واجهة العنف اليومي بعد أن قامت بتفجير سيارة مفخخة بالعاصمة الصومالية، وقالت الشرطة الصومالية: إن سيارة ملغمة يقودها "انتحاري" انفجرت اليوم الخميس 15-12-2016م عند نقطة تفتيش قرب المسرح الوطني في العاصمة مقديشو، والذي يبعد مئات الأمتار عن القصر الرئاسي، وإن التفجير أسفر عن مقتل منفذه، ونقلت عن ضابط في الشرطة أن المهاجم فجر السيارة بعد أن طلبت منه الشرطة التوقف تحت تهديد السلاح، مضيفًا أنه يجري التحقيق في الأمر.
كما قامت الحركة في وقت سابق بتبنى قتل 15 شخصًا في انفجار شاحنة قامت بتلغيمها في سوق شعبي بالعاصمة الصومالية مقديشو، وقالت مصادر طبية: إن حصيلة الهجوم ربما ترتفع إلى ثلاثين قتيلا بسبب خطورة حالة عدد من الجرحى وانفجرت الشاحنة داخل السوق الذي كان يرتاده مدنيون في حي وابري، وقالت الشرطة إنها اعتقلت سائق الشاحنة الذي نزل منها قبل لحظات من انفجارها، وأضافت أنها أوقفت الشاحنة عند نقطة تفتيش، وأن السائق حاول الفرار ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الضابط محمود حسين قوله إن الهجوم استهدف مقرًّا للشرطة، ووقع الانفجار بينما كان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يزور جامعة في المدينة وأفاد شهود عيان بأن شاحنة صغيرة استخدمت في الهجوم، وفي العادة تُتهم حركة الشباب المجاهدين بتنفيذ هذا النوع من العمليات.
بالإضافة إلى تبني الحركة انفجارًا بسيارة مفخخة استهدف قاعدة القوات الجيبوتية لقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (أميصوم) في محيط بلدة بلدوين (عاصمة محافظة هيران) وسط الصومال، وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية: إن إطلاق نار كثيفا أعقب الانفجار، وذكر المسئول الأمني المحلي عبد الله إبراهيم وقتها أن المعلومات التي بحوزتهم تفيد بأن "انتحاريا" استهدف المعسكر بسيارة محشوة بالمتفجرات، مشيرًا إلى أن الحادث خلّف ضحايا دون أن يشير إلى عددهم كما قال إسماعيل مهاد -أحد السكان- إن الانفجار "القوي" خلّف سحابة من الدخان، لافتًا إلى وقوع تبادل إطلاق نار في القاعدة الجيبوتية.
وفي المقابل، قال الناطق باسم العمليات العسكرية في حركة الشباب عبد العزيز أبو مصعب: إن أحد مقاتلي الحركة نفذ عملية استهدفت القاعدة العسكرية للقوات الجيبوتية في بلدوين وأضاف في تصريح لإذاعة "أندلس" المحسوبة على الحركة، إن شاحنة كبيرة محملة بمتفجرات اقتحمت القاعدة العسكرية، ودمرت أجزاء كبيرة منها، وقتلت عددًا (لم يحدده) من القوات الجيبوتية وإن الهجوم أدى إلى احتراق عدد (لم يحدده) من السيارات العسكرية التابعة للقوات الجيبوتية ويأتي "انتقامًا للعمليات العدائية" التي تقوم بها القوات الجيبوتية ضد المواطنين الصوماليين، حسب قوله.
وجاء ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الصومالية قتل نحو 14 من مقاتلي الحركة في عملية أمنية ببلدة "كيلومتر 50" بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد، وقال عبد الله حسين علي نائب وزير الدفاع الصومالي: إن القوات الحكومية نفذت الليلة الماضية عملية أمنية استهدفت عناصر من مقاتلي الشباب كانوا يستعدون للهجوم على مراكز عسكرية في بلدة "كيلومتر50"، وإن من بين القتلى الـ14 قيادات في الحركة، لكنه لم يتحدث عن هواياتهم وعددهم ولا عن طبيعة مهامهم، وإن "القوات صادرت عتادًا عسكريًا وأحرقت سيارات تابعة للحركة، وإن العمليات الأمنية التي "من شأنها دحر فلول حركة الشباب الذين يتخفون في البلدات والقرى بإقليم شبيلي السفلى سوف تستمر ".
يُذكر أنه سبق هذه العملية مقتل ثلاثة من مسلحي الحركة بينهم قائد ميداني يدعى معلم حسن، في حين أصيب عنصران بجروح في عملية نفذتها قوات أمنية خاصة في بلدة غلشومبي بإقليم جوبا السفلي جنوبي البلاد ومنذ سنوات تخوض القوات الصومالية حرباً ضد حركة الشباب، التي تأسست مطلع عام 2004 وتسعى لإقامة دولة إسلامية في البلاد وتشن حركة الشباب هجمات متكررة في مقديشو في إطار محاولاتها للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب والاتحاد الإفريقي.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن حركة شباب المجاهدين بالصومال قد عادت إلى واجهة العنف اليومي في الصومال، بعد أن قامت بتفجير سيارة مفخخة بالعاصمة الصومالية، وهو ما يؤشر على المزيد من الضحايا والدماء.