مع بدء الاستعدادات لتحريرها.. هل ينجح "حفتر في استعادة "طرابلس"؟

الخميس 15/ديسمبر/2016 - 05:40 م
طباعة مع بدء الاستعدادات
 
بعد تحرير بنغازي علي يد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أفادت وكالة الأنباء الليبية اليوم الخميس 15 ديسمبر 2016، بأن حفتر أعطى أوامره بالاستعداد لتحرير العاصمة طرابلس.
مع بدء الاستعدادات
ونقل الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أحمد المسماري عن حفتر قوله، إن قضية المرأة التي تم اغتصابها في طرابلس والأخذ بثأرها هو أمر شخصي يخصني شخصياً، وعلى كل الضباط والجنود وضباط الصف الاستعداد لتحرير طرابلس.
وأضاف المسماري أن المشير خليفة حفتر يعتبر أن الأخذ بثأر المرأة التي تم اغتصابها على يد مليشيا في العاصمة أمر يخصه شخصيًا.
وسبق وأن صرح المسماري، أن أعينهم تنظر إلى السرايا الحمراء، في إشارة إلى العاصمة طرابلس، موضحًا أن ما تبقى في بنغازي هو جيوب لبقايا الإرهابيين، في قنفودة، قائلا: إنه تم القضاء على الإرهاب في بنغازي، وإن القادم هو العاصمة طرابلس.
ويسيطر الغموض على العملية التي أطلق علها اسم "شرف العاصمة"، وموعدها، فيما يناقش المجلس الرئاسي للدولة وحكومة الوفاق الخروج بـتقدير موقف إزاءها.
وتتواجد في العاصمة طرابلس وضواحيها ومدن أخرى قريبة وحدات من الجيش الوطني تعد فاعلة، ويتوقع انضمام قوات من الزنتان ورشفانة إلى الجيش الوطني.
وسبق أن تقدمت وحدات من الجيش الوطني التي تدين بالولاء إلى المشير خليفة حفتر إلى منطقة العزيزية في طرابلس في يونيو 2014، بعد تقهقر مليشيات فجر ليبيا التي كانت تسيطر على العاصمة في ذلك الوقت أمامها، وتردد أن فيتو دولي أوقف تقدمها.
ويحيط الغموض بتحركات واستعدادات الجيش الوطني في محيط العاصمة، بيد أن العقيد المسماري اوضح غير مرة، أن عين الجيش تراقب تحركات المليشيات في طرابلس.
ويتطلع غالبية سكان العاصمة إلى حفتر والجيش الوطني باعتباره محررًا من المليشيات.
ويرى متابعون أن دعوة حفتر للضباط والجنود للاستعداد لتحرير طرابلس جاءت بغرض حثهم على الاستعداد طويل الأمد، وايصال رسالة إلى حكومة الوفاق، حيث أن الجيش الوطني غير جاهز بعد للتحرك العاجل تجاه طرابلس.
يأتي ذلك في الوقت الذي فشلت فيه حكومة الوفاق الليبية المقيمة في طرابلس والتي حظت بدعم دولي وعربي كبيران، إلا أن الشعب الليبي بدأ يستنجد بحفتر لعودة الأمن والأمان للبلاد مجددًأ.
مع بدء الاستعدادات
ويبدو أن نجاح حفتر في الفترة الأخيرة، دفع الأطراف الرافضة له، بالعودة مجددًا ومنحه الثقة، وبالأخص بعد سيطرته مؤخرا على كامل منطقة القوارشة، غربي مدينة بنغازي التي تعد أهم المناطق التي كانت تتحصن بها كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي، وتنظيم أنصار الشريعة وعناصر داعش.
كذلك كان قد سيطر الجيش، على جزء مهم من منطقة قنفودة، غربي المدينة، مقتربًا من إحكام سيطرته على كامل المدينة.
ومع نجاح الجيش الليبي في ذلك التقدم، أشاد الاتحاد الأوروبي في بيان سابق له على لسان ناطقة باسم خدمة العمل الخارجي بالاتحاد، بانتصارات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي كان يصفه سابقًا بقوات حفتر أو القوات الموالية لمجلس النواب.
وحمل بيان الاتحاد الأوروبي اعترافًا آخر، بوصف الجماعات التي يقاتلها الجيش الليبي، في بنغازي بأنها إرهابية وذلك في فقرته التي قال فيها: "يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الليبيين للوحدة في الكفاح ضد الإرهاب"، مقدمًا تعازيه لضحايا أفراد الجيش أو الليبيين الذين سقطوا وهم يكافحون ضد الإرهاب في بنغازي.
كذلك رحب أنذاك، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، بتقدم قوات الجيش الليبي في بنغازي.
وسبق وأن أشاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر، بما اعتبره تضحيات جنود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب في بنغازي.
سبق وأن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن الصراع على السلطة بدأ في 2014، بين عدة حكومات واحده في الشرق والأخرى في العاصمة طرابلس، وسيطرت الأخيرة المنضوية تحت لواء فجر ليبيا على العاصمة في ذلك العام، فيما حدثت به انشقاقات لاحقًا وتغير موقفه إلى تأييد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي انتقلت إلى العاصمة في مارس الماضي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن حفتر والبرلمان الليبي وحكومة الشرق، يرفضون منح الثقة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وأصبحوا أكثر ثقة في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوفاق مصاعب.
ومنذ شهرين حصلوا على قوة دافعة جديدة عندما انتزع الجيش الوطني الليبي السيطرة على مرافئ نفطية إلى الجنوب والغرب من بنغازي من فصيل متحالف مع حكومة الوفاق، مما غذى التكهنات بأن حفتر يضع غرب ليبيا وطرابلس نصب عينيه.
وسبق للمجتمع الدولي أن سحب الاعتراف بالجيش بشكل غير مباشر؛ لأنه غير خاضع لسلطة المجلس الرئاسي المنبثق عن جولات الحوار، والذي يعتبره المجتمع الدولي صاحب الشرعية في البلاد.
ويري محللون أن حفتر، لن يستطيع تحمل أوزار وضريبة الحرب أكثر من ذلك، ويقصد تزايد التذمر الأهلي في بنغازي، وخاصة المهجرين منها بسبب المعارك، بعد أن طالت الحرب في المدينة، معتبرين أن حفتر يهتم كثيرا بالدعم الشعبي له من قبل الليبيين؛ لأنه من أهم الأسباب التي أدت لأن يصبح ورقة هامة، ورقمًا كبيرًا جدًّا في المعادلة الليبية.

شارك