خبير بريطاني: تنظيم "داعش" ينتج أسلحة وذخيرة متطورة
الخميس 15/ديسمبر/2016 - 08:52 م
طباعة
كشفت إحدى المنظمات البريطانية غير الحكومية أن تنظيم "داعش" الإرهابي قادر على إنتاج أسلحة وذخيرة متطورة. يضاف إلى ذلك الكميات الهائلة من الأسلحة التي استحوذ عليها التنظيم من الجيشين العراقي والسوري.
في شهر نوفمبر رافقت فرق تابعة للمنظمة البريطانية غير الحكومية، أبحاث النزاعات المسلحة، الوحدات العراقية أثناء حملتها العسكرية ضد ميليشيا "داعش" الإرهابية في الموصل. وتمكن خبراء هذه المنظمة من تفتيش ستة مصانع أسلحة تابعة للتنظيم الإرهابي، حيث قام أخصائيون أيضا بفحص أسلحة وذخيرة تركها التنظيم في ساحة القتال وأصدروا بيانا شاملا حول هذا الموضوع أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع الخبير الانجليزي جيمس فيفان:
ما هي الأسلحة التي تم إنتاجها داخل مصانع الأسلحة والذخيرة التابعة لتنظيم "داعش"، بأي كمية؟ وبأي جودة؟
تنظيم "داعش" أنتج بالدرجة الأولى قذائف هاون ذات عيار متنوع، لاسيما قذائف 120 مليمتر إضافة إلى نوعين من الصواريخ على الأقل. ويستنتج مما عايناه في تلك المصانع، وما ضبطناه في ساحة القتال أن عشرات آلاف القطع تم إنتاجها. وفيما يخص الجودة، فإن "داعش" يعمل بإجراءات مراقبة عادية. الوثائق التي عثرنا عليها تعكس هذه المواصفات. وعندما قمنا بقياسها وجدنا أن الذخيرة الموجودة تُطابق تماما البيانات الخاصة بها. كانت عالية الدقة، كما إن جودة الإنتاج جيدة.
إلى أي مدى يعتمد "داعش" على إنتاجه الخاص من الأسلحة؟ وأي دور يلعب ذلك في تخطيطه الحربي؟
تنظيم "داعش" يستخدم أسلحة مرتجلة، فالإنتاج يتم بأسلوب تقليدي. غالبية قادة "داعش" هم ضباط سابقون في الجيش العراقي أو أجهزة الاستخبارات، ولذلك يميلون إلى الاستخدام التقليدي. وبإنتاج قذائف الهاون مثلا يتم تغطية الحاجة إلى المدفعية المحلية، وهذا ينطبق أيضا على الصواريخ التي يتم استخدامها بكثافة ـ حتى أثناء وجود فرق منظمة أبحاث النزاعات المسلحة في الموصل.
كيف هي الجودة في إنتاج الأسلحة؟
نتحدث هنا عن أسلحة مرتجلة الصنع، بمعنى أنه لم يتم تصنيع مواد عادية أو متفجرات صناعية أو وقود للصواريخ. ولكن حتى ولو أن مواقع الإنتاج تبدو بسيطة جدا، إلا أن الإنتاج كان موزعا بشكل يسمح بإنتاج عدد كبير من القطع وبجودة لابأس بها، يفوق في جودتها كل ما سبق لنا أن وجدناه عند وحدات غير حكومية. كما قمنا بتفتيش مصانع أسلحة في الرمادي والفلوجة وتكريت تابعة لتنظيم "داعش".غير أن حجم الإنتاج في الموصل كان أكبر بكثير، علما أن الموصل هي المركز الاقتصادي "لداعش"، وهي ثاني أكبر مدينة عراقية، حيث كانت تتوفر على إمكانيات الابتكار والإنتاج. وتنظيم "داعش" استغل تلك المعطيات.
طبقا لتقرير منظمة أبحاث النزاعات المسلحة تمكن تنظيم "داعش" من ضمان التزويد بالمواد الكيميائية الأولية لوقود الصواريخ والمتفجرات بكميات كبيرة، اعتمادا على نظام تمويني يتم جزء كبير منه في تركيا. كيف نجح "داعش" في إدارة شبكة التموين هذه لفترة طويلة دون أن تكشف أجهزة الاستخبارات ذلك؟
الحكومة التركية تعلم بوجود هذه المشكلة لديها. وهي تقوم بخطوات مثلا لضبط بيع مواد نترات بوتاسيوم ـ أو حمض نتريك ـ في السوق المحلية. ويتم استخدامه كسماد في الزراعة، لكن يمكن استخدامه أيضا لإنتاج متفجرات. لكن الحقيقة هي أن "داعش" تمكن من تأمين مواد أولية وكيميائية لفترة طويلة في السوق التجارية بجنوب تركيا. سلسلة التموين تبين الأمر بوضوح. فالحدود بين المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" وجنوب تركيا كانت لفترة طويلة مفتوحة. وكانت تسود هناك تجارة عبر الحدود. على عكس الحدود بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا حماية الشعب الكردية التي هي مغلقة تماما.
بغض النظر عن إنتاج الأسلحة. ما هي المعلومات حول أسلحة تنظيم "داعش" التي تمكنت منظمة أبحاث النزاعات المسلحة من جمعها؟
في البداية ـ وهذا تم نشره ـ استولى تنظيم "داعش" على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة للجيش العراقي. وإلى يومنا هذا مازلنا نجد لدى "داعش" أسلحة تعود لترسانة الجيش العراقي. كما استحوذ على أسلحة من الجيش السوري. وفي الآونة الأخيرة يتم استخدام أسلحة وذخيرة من شمال سوريا بكثرة، حيث إن وحدات المتمردين السوريين تلقت تمويلا دوليا لها قبل أن يستحوذ عليها "داعش".
ماذا تعني الفحوصات التي قامت بها منظمة أبحاث النزاعات المسلحة بالنظر للحملة العسكرية المستمرة ضد "داعش" في الموصل وتموين الميليشيا الإرهابية بالأسلحة والذخيرة؟
لا أريد هنا التكهن بأي شيء، لكن ما نشاهد هو أن "داعش" يقوم الآن بتفجير ذخيرة تم إنتاجها مؤخرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهناك استهلاك كبير للذخيرة، لكن يبدو أن التموين مضمون. وأتوقع أن لدى "داعش" تموين جيد بالأسلحة والذخيرة.
حوار لدويتشه فيله