بعد إجلاء المعارضة من حلب.. فرص الهدنة الشاملة في سورية برعاية روسية
السبت 17/ديسمبر/2016 - 09:15 م
طباعة
على الرغم من أن خسارة المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية لمدبنة حلب السورية، وبدء النظام السوري بسط نفوذه على المدينية الاستراتيجية، إلا أنه باستقراء الأوضاع الميدانية لابد من التاكيد على أن حسم مصير تلك المدينة لايعني أن الحرب حطت رحاها، إذ ان الأسد أمام تحدى أخطر وهو فرض الاستقرار والأمن في ظل انهيار البنية التحتية للبلاد، وانتشار السلاح والمواد المتفجرة في يد الجماعات والكثير من الأهالي.
موسكو أكبر حلفاء الأسد، والتي كان لها دور كبير في حسم الصراع على الأرض لصالح الرئيس بشار الأسد، يبدو أنها ستستغل إجلاء المسلحين من حلب، لوضع الكلمات النهائية في تلك المدينة، لتعزز انتصارها، حيث أكدت موسكو أن عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من حلب، التي نفذها مركز حميميم للمصالحة في سوريا، أعطت فرصا جديدة لإعلان الهدنة في البلاد وسمحت بفصل المعارضة "المعتدلة" عن المتشددين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صدر عنها اليوم السبت، 17 ديسمبر: "تكمن خصوصية العملية المنتهية التي نفذها مركز المصالحة الروسي، والخاصة بالإخراج الآمن للمسلحين وعائلاتهم من حلب، في الحفاظ على حياة حوالي 10 آلاف سوري، بل في فتح نافذة جديدة لفرص إعلان نظام وقف الأعمال القتالية، ليس فقط في محافظة حلب، وإنما في مناطق أخرى من سوريا".
وأضافت الوزارة أن "الحديث يدور، بالدرجة الأولى، عن فصل مسلحي ما يسمى بالمعارضة المعتدلة عن المتشددين المتطرفين، وهي المهمة التي تم إنجازها فعليا، بفضل جهود الضباط الروس من مركز المصالحة، والتي اعتبرها شركاؤنا الأمريكيون خلال عام كامل أمرا غير قابل للتحقيق على الأرض".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن العملية المذكورة "أظهرت أن الأمر الضروري للاستمرار بالمضي قدما في إطار مسائل المصالحة في سوريا والرغبة في التوصل لاتفاق مع جميع أطراف النزاع، باستثناء المجموعات الإرهابية، مباشرة على الأرض".
وأكد البيان أن "جميع محاولات تبديل هذا العمل التفاوضي الصعب مع المعارضة السورية على الأرض بمؤتمرات في العواصم الغربية المريحة بمشاركة ممثلين عن ما يسمى بالهيئات العليا للمفاوضات، أو بإرسال مراقبين ما إلى حلب، هي طريق غير مجد يقود إلى المأزق".
وكلما أسرعت باريس ولندن وواشنطن غير القادرة حاليا حتى على إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا في فهم هذا الأمر، كلما سيسرع السلام في الوصول إلى هناك".
وأعلن مركز حميميم الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا، الجمعة الماضي، انتهاء عمليات إجلاء المسلحين وعائلاتهم من شرق حلب.
وقال المركز إنه تم "إجلاء أكثر من 9500 شخص" من المدينة بشكل عام، موضحا أن من بينهم أكثر من 4500 مسلح و337 مصابا.
بدوره، ذكر رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أن قرابة 3500 من مسلحي المعارضة المعتدلة ألقوا سلاحهم واستسلموا، وتم العفو عن 3 آلاف منهم.
وقال رودسكوي إن الولايات المتحدة كانت ترفض اتخاذ خطوات عملية لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في حلب بحجج مختلفة، مشددا على أن روسيا أنجزت المهمة بنفسها وأخرجت مسلحي "جبهة النصرة" من المدينة.
وأعلن رودسكوي أن الادعاءات التي تزعم سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين أثناء تنفيذ عملية استعادة حلب "أكذوبة وقحة".
وقال: "إن حملة إعلامية جديدة تكتسب زخمها حيث يطلق بعض السياسيين في الغرب تصريحات بشأن خسائر فادحة في الأرواح بين المدنيين أثناء عملية استعادة حلب. ووفقا لهم، فإن شوارع المدينة تغطيها الجثث، فيما لا يزال الآلاف من المدنيين يختبؤون في أقبية المنازل. وأما أنا فأستطيع القول بمسؤولية كاملة إن هذه المعلومات أكذوبة وقحة".