الاندماجات بين الفصائل المسلحة السورية.. موجة جديدة من الدماء في "وجه" الأسد

الإثنين 19/ديسمبر/2016 - 12:02 م
طباعة الاندماجات بين الفصائل
 
يبدو أن فصائل المعارضة المسلحة في سوريا قد قررت الدخول في مواجة دموية جديدة في مواجهة النظام السوري، ولكن هذه المرة من خلال الاندماجات بين فصائلها، وكأنها تريد الدفع بموجة جديدة من الدماء في "وجه" الرئيس السوري بشار الأسد. 
الاندماجات بين الفصائل
 ففي ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها شرق مدينة حلب شمال سوريا، يجري الحديث مؤخراً حول حدوث سلسلة اجتماعات بين الفصائل العسكرية المقاتلة للتوصل إلى صيغة اندماج مشتركة للشمال السوري، وتتلخص هذه الاجتماعات في حل 14 فصيلًا لنفسه ذاتيًّا بقرار داخلي وبيان يخرج للملأ، وإعلان اندماجها كاملة في كيان جديد قد يطلق عليه اسم "الهيئة الإسلامية السورية" أو اسم آخر، وكشفت مصادر في المعارضة عن أن القائد العام للتشكيل الجديد سيكون "أبو عمار تفتناز" (قائد أحرار الشام) وقائده العسكري "أبو محمد الجولاني" (قائد فتح الشام) ورئيس مجلس الشورى هو توفيق شهاب الدين (قائد كتائب الزنكي)، وأن "الكيان" الجديد الذي تدفع "فتح الشام" لإعلانه كـ"دولة ناشئة" نتج من اجتماع ضم قادة وأمراء "النصرة" و"أحرار الشام"، "الفيلق"، "جيش الإسلام"، "الفرقة 13"، "الفرقة 101"، "جند الأقصى"، "الجبهة الشامية"، "أجناد الشام"، "جيش المجاهدين" و"صوت الحق". 
 وكشفت عن أن عدد الفصائل وصل إلى 14 فصيلًا، وأن الاتجاه هو إلى إعلان حل جميع الفصائل خلال مدة لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا، وإلغاء جميع التسميات، وولادة كيان موحد في عموم المناطق المحررة، على أن يتخلى قادة الفصائل عن مناصبهم القيادية وينضوون تحت مسمى مجلس شورى للكيان الجديد، ومن ثم، يجري اختيار رئيس لعموم المناطق المحررة من ذوي الأخلاق الحسنة والكفاءة والشجاعة وحسن الإدارة ويبدأ بعد ذلك مجلس الشورى بتأسيس دستور جديد للبلاد "في ظل الشريعة الإسلامية" وبمشورة أهل العلم الشرعي وخبراء الإدارة، وخلال شهر واحد من تاريخ نشر البيان، ويتضمن التفاهم الذي تم إلغاء كل المقرات وإعادتها إلى سلطة الكيان الجديد، وإحراق كل الرايات إلا الراية الجديدة المتفق عليها، ومعاقبة كل من يروج للتسميات الفصائلية القديمة ويتضمن الاتفاق أيضاً إطلاق قناة تلفزيونية وراديو لهذا الكيان تقدم فيهما البرامج "الهادفة"، كما يطل الرئيس المتفق عليه أسبوعيًّا ضمن لقاءات منتظمة ليضع الناس بصورة المستجدات الراهنة".
الاندماجات بين الفصائل
في غضون ذلك نشر المتحدث باسم جبهة فتح الشام "حسام الشافعي" في صفحته على موقع "تويتر" بأن: "المرحلة القادمة تقتضي أن يقودها المجاهدون صفاً واحداً سياسياً وعسكرياً وشرعياً، هدف واحد ومصير واحد، ولن يخذلنا ربنا سبحانه"، مضيفاً " نبشر أمتنا أن هممنا عالية وبأسنا شديد وصفنا واحد، وقادم الأيام فيها ما يسر بإذن الله من جهته قال العضو في المكتب السياسي لحركة أحرار الشام "حسام طرشة" على موقع تويتر: " بأن حركة أحرار الشام تمضي نحو توحيد الكلمة بمحددات أربعة، بها تحفظ الثورة أركانا ثلاثة ولا بد للمشروع أن يحمل سمات (الشرعية ـ الإمكانية ـ الجدوى) وجمع القوى الثورية على الفكرة الجامعة التي تحفظ الثابت وتمنح المرونة".
 وفي نفس السياق أكدت مصادر أنه جرى يوم الأحد 18-12-2016م اجتماعاً في معبر باب الهوى دعا إليه القيادي أبو عيسى الشيخ "قائد ألوية صقور الشام" وبحضور فصائل عدة أبرزها (جيش الإسلام وجيش المجاهدين وفيلق الشام وشهداء الإسلام وجيش العزة وجيش النصر وتجمع فاستقم كما أمرت)، من أجل مناقشة موضوع الاندماج تحت كيان واحد، بعد رفض عدة فصائل عرض أمير جبهة "فتح الشام" أبو محمد الجولاني والذي اقترح توحد جميع الفصائل تحت مسمى "الهيئة الإسلامية السورية" وتنصيب نفسه قائداً عسكرياً، وأنّ الهدف من اجتماع باب الهوى هو التوصل إلى اتفاق حول اندماج يجمع تلك الفصائل في الشمال السوري، إلّا أنّ المباحثات لا تزال قائمة دون التوصل لاتفاق نهائي بعد أو صيغة مشتركة فيما إذا كان الاندماج سيكون عبارة عن تحالف عسكري فقط شبيه بمشروع الجبهة الإسلامية سابقاً، أو اندماج كامل بين تلك التشكيلات بجسم واحد.
الاندماجات بين الفصائل
وأشارت مصادر أخرى أنّ المحادثات لا تزال مستمرة مع حركة أحرار الشام الإسلامية وحركة نور الدين الزنكي لتشارك في المشروع المطروح، وأنّ الفصائل الثمانية المشاركة في الاجتماع توصلت لقرار رفض عرض شروط الجولاني قائد جبهة "فتح الشام"، وهو أن يكون هو القائد العسكري للتشكيل الجديد، وباتت الفصائل قريبة من إعلان تشكيل فيما بينها، لكنها لم تتفق بعد على كل التفاصيل من جهته قال العضو في المكتب السياسي لحركة أحرار الشام "حسام طرشة" على موقع تويتر: " بأن حركة أحرار الشام تمضي نحو توحيد الكلمة بمحددات أربعة، بها تحفظ الثورة أركانا ثلاثة ولا بد للمشروع أن يحمل سمات الشرعية ـ الإمكانية ـ الجدوى، وجمع القوى الثورية على الفكرة الجامعة التي تحفظ الثابت وتمنح المرونة " فيما قال المقدم أبو بكر قائد "جيش المجاهدين" في تغريدة له على موقع التويتر "انتظروا بما يفرح قلوبكم باندماج قريب ضمن مشروع وطني يمثل الثورة السورية ويعيد للثورة انبعاثاتها من جديد ".
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن فصائل المعارضة المسلحة في سوريا قد قررت الدخول في مواجهات دموية جديدة في مواجهة النظام السوري، ولكن هذه المرة من خلال الاندماجات بين فصائلها، وكأنها تريد الدفع بموجة جديدة من الدماء في "وجه" الرئيس السوري بشار الأسد. 

شارك