مساء دامٍ في أحد أسواق أعياد الميلاد في قلب العاصمة الألمانية

الثلاثاء 20/ديسمبر/2016 - 10:49 ص
طباعة مساء دامٍ في أحد
 
تحقيقات الشرطة مستمرة حول حادث اقتحام شاحنة لسوق عيد الميلاد في برلين. الحادث الذي أودى بحياة 12 شخصا وجرح عشرات آخرين يبدو غير واضح المعالم تماما حتى اللحظة، لكن هناك بعض الحقائق حول الحادث وبعض الأسئلة المفتوحة. 
وكانت شاحنة قد اقتحمت سوقًا لعيد الميلاد في ساحة برايتشايد في مركز برلين. لم تكن هناك فرصة للمتواجدين في المكان في الهروب من طريق الشاحنة التي قطعت مسافة 50 إلى 80 مترا وسط السوق. وقد قتل 12 شخصًا وجرح 48 على الأقل حسب ما أكدته شرطة العاصمة برلين. هرب مشتبه به من الشاحنة، غير أن الشرطة ألقت القبض عليه بعد مطاردته.
وجدت جثة داخل كابينة القيادة على الكرسي بجوار السائق، أثبتت الشرطة بعد حين أنها تعود لمواطن بولندي.
الشاحنة تعود إلى شركة نقل بولندية، قال متحدث باسمها إن الشركة فقدت الاتصال بالشاحنة وسائقها منذ حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر.
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير قال: إن هناك "أسبابا عديدة للاعتقاد" بأن عملية الدهس هي اعتداء. وقال "أنا ما زلت حتى الآن لا أريد أن أنطق كلمة اعتداء على الرغم من وجود أسباب كثيرة تدفع للاعتقاد بأنه كذلك". المدعي العام الاتحادي في مدينة كارلسروه بدأ التحقيق في القضية.
وقد طالبت شرطة العاصمة الألمانية برلين السكان بالبقاء في منازلهم وعدم نشر الشائعات بعد حادث دهس شاحنة لتجمع بشري قرب سوق لعيد الميلاد. وقالت الشرطة على موقع تويتر إنها تعمل بكافة طاقتها. 
وقد أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها حيال حادث الدهس. 
وصرحت مصادر أمنية بأنه تم إلقاء القبض على المشتبه بأنه قائد الشاحنة وذكرت التحقيقات الأولية أن مساعد سائق الشاحنة لقي حتفه خلال الحادث. ووصف عمدة برلين ميشائيل مولر الوضع بأنه "كارثي" وذلك في حديث لصحيفة برلينر تسايتونغ.
وعثرت الشرطة الألمانية على القتيل في قمرة الشاحنة التي استخدمت في عملية دهس واسعة بأحد أسواق أعياد الميلاد في برلين ويشتبه أن له صلة بالجريمة وذلك حسبما أعلن الشرطة مساء اليوم الاثنين. وقالت شرطة مدينة برلين على حسابها بموقع تويتر إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب كثيرون بجروح عندما اجتاحت شاحنة سوقا بمناسبة عيد الميلاد في برلين أمس الاثنين.
وقد ذكرت إذاعة "برلين- براندبورج" الألمانية صباح اليوم أن الرجل المشتبه في قيادته للشاحنة التي دهست جمعا من المواطنين في أحد أسواق عيد الميلاد في برلين مساء أمس الاثنين باكستاني. وذكرت الإذاعة استنادا إلى مصادر أمنية أن المشتبه به المقبوض عليه وصل إلى ألمانيا في (31 ديسمبر عام 2015) وبحسب تقرير الإذاعة، فإن المشتبه به معروف لدى الشرطة بسبب ارتكابه جنحا بسيطة.
ولم تعلق الشرطة حتى الآن على هذه البيانات. وألقت الشرطة القبض على المشتبه به خلال فراره من مكان الحادث، وتقوم السلطات باستجوابه حاليًّا. وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية أن المشتبه به استخدم أسماء مختلفة مما يجعل تحديد هويته أمرًا أكثر صعوبة.
 والشاحنة المسئولة عن المأساة سوداء اللون وتحمل لوحة تسجيل بولندية ويرجح أنها سرقت من ورشة بناء، بحسب تغريدات للشرطة. ويرجح أن يكون القتيل البولندي هو سائق الشاحنة الأصلي وأنه تعرض للخطف على يد المهاجم الذي دهس المارة قبل أن يعتقل. لكن مصادر الشرطة لم تذكر تفاصيل كثيرة حول ذلك، سوى أن القتيل البولندي الجنسية الذي وجد داخل قمرة القيادة لم يكن قائد الشاحنة، الذي قادها "متعمداً" نحو جموع من الناس كانت في السوق.
وتذكر عملية الدهس هذه بالاعتداء الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في 14 يوليو عشية العيد الوطني الفرنسي حين دهس شائق شاحنة حشودا من المارة على امتداد جادة الانكليز في اعتداء جهادي نفذه التونسي محمد لحويج بوهلال وأوقع 86 قتيلا من 19 جنسية وأكثر من 400 جريح.
وجدير بالذكر تقرير وكالة المخابرات الألمانية الخارجية التي حذرت منذ عدة أسبايع أن "داعش" دفع بعناصر له للتسلل بين اللاجئين الذين وصلوا أوروبا. خبراء ومحللون يكشفون عن بعض خطط الأجهزة الأمنية لمنع حدوث هجمات إرهابية محتملة.
فقد مر أكثر من عام على اقتحام مسرح باتاكلان في باريس ومحاولة اقتحام ملعب كرة القدم وكذلك إطلاق النار وتفجير مقهى في باريس في ليلة الثالث عشرة من نوفمبر 2015. ليلة شهدت هجوماً إرهابياً من ثلاث مجاميع من جنود "الخلافة" كما يطلق عليهم تنظيم "داعش". أسقطت الهجمات 130 قتيلاً بينهم 85 في مسرح باتاكلان وحده. التقارير الاستخبارية كشفت أن الرجال التسعة الذين قاموا بالهجمات دخلوا أوروبا مع أفواج اللاجئين في عام 2015. ووفقاً لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية فإن وكالة المخابرات الألمانية الخارجية كانت قد حذرت من أن تنظيم "داعش" يدرب بعض عناصره ويدخلهم مع اللاجئين إلى أوروبا.
وقال التقرير: إن التنظيم الإرهابي درب جنوده على كيفية الإجابة عن أسئلة توجه إليهم عند عبورهم الحدود كطالبي لجوء.
المعلومات المتعلقة بدخول الإرهابيين مع مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط ليست جديدة. وفق ما تقول سوزانا شروتر خبيرة الإرهاب في جامعة فرانكفورت لدويتشه فيله . "كان هذا معروفاً منذ البداية، لقد حذرت من احتمالية حدوث مثل هذا الأمر قبل أن تحدث هجمات إرهابية"، وتضيف الخبيرة الألمانية: "هذا لأن داعش أعلن إلى أنه ينوي إرسال مهاجمين عبر الطريق الذي يسلكه اللاجئون. في وقت أنكر فيه السياسيون مثل هذه الأنباء".
في عام 2015 دخل أكثر من مليون شخص أوروبا عبر الحدود قادمين من تركيا واليونان. وحدها ألمانيا استقبلت في العام ذاته 840 ألف لاجئ. خلال هذه الفترة فتحت الحدود ولم تعد هناك إجراءات تدقيق الجوازات، أو تسجيل العابرين من قبل الجهات المعنية، ما ضاعف من المشاكل، حسب قول شروتر.

شارك