"ألمانيا" و"مصر" و"سوريا" و"العراق" شركاء في الميلاد الحزين

الثلاثاء 20/ديسمبر/2016 - 03:27 م
طباعة ألمانيا ومصر وسوريا
 
يبدو أن الميلاد الحزين هو السمة العامة الآن التي تسود أنحاء العالم ففي ألمانيا تم دهس المسيحيين الذين ذهبوا لشراء احتياجات العيد من أسواق الميلاد ببرلين  فدهس لاجئ من أصول باكستانية، مساء أمس، المواطنين في أحد أسواق برلين، موقعا 13 قتيلا وعشرات المصابين، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ان الحادث "إرهابى"..وفي مصر يستمر نزيف البطرسية بالشهيدة رقم 27 وهي الطفلة ماجي مؤمن التي كانت مصابة بشظايا في المخ .لتاتي رسالة المدبر الرسولي : جورجيو بيرنارديلي  لتؤكد علي هذا الوضع المخيف حيث قال  "إن وضع المسيحيين في سورية، العراق ومصر مأساوي للغاية. في هذه البلدان، مهد الحضارت، تعمل دائرة العنف الوحشية، وتبدو مستمرة من غير بارقة أمل، ومن غير نهاية". هذا ما قاله المطران بييرباتيستا بيتسابالا في أول مؤتمر صحفي له في عيد الميلاد في القدس منذ أن شغل منصب المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية.
وبالنسبة للبطريركية اللاتينية فإن هذا المؤتمر يشكل فرصة للنظر في الأمور المهمة التي تخص الأرض المقدسة والشرق الاوسط، حيث تناولها الأب بيتسابالا بصراحته المعهودة في المؤتمر الذي أجراه مع الصحفيين في قلب المدينة القديمة: "إن الصور التي تأتينا من حلب والقاهرة تجرح القلوب". واستذكر قائلاً: "إن المنطقة برمتها تمر منذ سنوات بهذه المأساة التي تغذيها تجارة الأسلحة، ولعبة مصالح الأقوياء والأصوليات التي لا تتراجع".
وأضاف: "لا يمكن حل هذه المشاكل بالطرق العسكرية. إن السلام يتطلب مفاوضات سياسية وحلولاً. يمكن للجيش أن ينتصر في الحرب، إنما البناء فيحتاج إلى السياسيين. وهذا غير موجود. هناك مصالح كثيرة تتصارع في هذه الحروب، ولكن في نهاية المطاف فإن الفقراء والضعفاء هم من يدفعون الثمن، وقد دفعوا ثمنًا باهظًا".
وحثّ المدبر الرسولي في القدس المسيحيين في الشرق الأوسط قائلاً "إننا نحمل جزءًا من المسؤولية في هذه المآسي المدمرة". وقال: "لا يمكننا الاستمرار في الكلام فقط عن الحوار والسلام والعدالة. لا تكفي الكلمات. يجب مقاومة الفقر ووقف المظالم، وأن نعطي شهادة مستمرة للرحمة حتى نظهر للعالم حب إلله وحنانه".
وتحدّث المطران بيتسابالا وهو مدرك لحقيقة أن آفة التطرف والأصولية آخذة في النمو في الأراضي المقدسة أيضًا، حيث مذكرًا حالات التخريب التي تمت ضد الكنائس والمقابر وبعض المباني المسيحية على مدار العام الفائت. وقال: "لا نريد أن نرفع صوتنا للتنديد وحسب، ولكننا نريد أن نساعد في إيجاد الحلول ومعالجة المشاكل من جذورها، وأن نقدم لجيل الشباب مستقبلا أفضل. التربية في نظرنا أساسية. هذا هو البدء الصحيح لمستقبل أفضل للجميع. بالرغم من ذلك فإن مدارسنا في إسرائيل ما زالت تمر بمحنة لم يسبق لها مثيل، وحتى الآن لم تقدّم لها حلول عملية".
وعلّق كذلك حول موضوع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي تقبع في حالة جمود كامل، بالقول: ""يبدو مستقبلنا مغلقًا". وأضاف: "يبدو أن لا أحد لديه رؤية. ما زالت العوائق على ما هي دون السلام في إسرائيل وفلسطين، وكذلك العوائق التي هي غياب الحوار وعدم الالتزام بسلام حقيقي مبني على العدل والأمن". كما ذكّر بقضية جدار دير الكريمزان قرب بيت لحم، حيث تم مصادرت أراضٍ لعائلات مسيحية: "لقد بني الجدار بعد معركة طويلة، بالرغم من نداءاتنا المتكررة الموجهة إلى السلطات الاسرائيلية".
وأعلن المدبر الرسولي أنه ورغم جميع هذه المشاكل فإن كنيسة القدس لن تستسلم. وقال: "تدرك الكنيسة المحلية في الأرض المقدسة حاجتها للتجدد الروحي، وهي بصدد الدخول في فترة إصلاح فيما يختص الأمور التنظيمية والإدارية والشؤون الراعوية"، لافتًا أن هذا الإصلاح يأتي تماشيًا مع الرؤية التي وضعها البابا فرنسيس "وصوت البابا هو الصوت الأوضح والنبوي الذي يمكن أن نسمعه وأن نثق به".
ومن بين الأمور التي يمكن من خلال "أن نرفع عيوننا ونرى بعض الأنوار التي تلوح في الأفق" هي عملية ترميم قبر السيد المسيح في القدس وبازيليك كنيسة المهد في بيت لحم، والتي يتم تنفيذهما بفضل التعاون بين مختلف الجهات. وقال "هذه ليست مجرد أعمال بناء، وإنما رمز لنهج ذي نظر بعيد: يعمل مع جميع أصحاب النوايا الصالحة من يهود ومسلمين وحتى من غير المؤمنين، لنبني جسورًا ونساعد أفقر الفقراء، ونربي الأبناء، ونرحّب باللاجئين والمشردين".
وفي الختام أعرب المدبر الرسولي في القدس عن أمنيته في عيد الميلاد بتعزيز استمرار الأمل. وقال: "قلوبنا المحطمة يجب أن تستعد للمفاجآت. وعيد الميلاد هو زمن تجديد الإيمان بالله، إله المفاجآت. سنقوم بذلك كل مرة نذهب فيها إلى بيت لحم لنكرم إلهًا يتجلى في صورة طفل ضعيف اسمه يسوع. في صلاتنا سنستمر في حمل هذا العالم المجروح".

شارك