بعد تحريرها من قبضة "داعش".. "سرت" في قبضة "الجماعات الإسلامية"

الثلاثاء 20/ديسمبر/2016 - 08:00 م
طباعة بعد تحريرها من قبضة
 
ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن خروج التنظيم الإرهابي داعش من مدينة سرت لا يعني خروجه من المشهد الليبي حاليًا، ولكن قد يتحول التنظيم الإرهابي نحو الجنوب الليبي المحاذي للسودان وتشاد والنيجر، ليفرض سيطرته على مدنها الغني بالنفط، والغارق في الصراعات القبيلة، فضلا عن احتمالية تمكن الجماعات الإسلامية المتشددة من بسط سيطرتها علي مدينة "سرت" عقب خروج داعش منها، وهو الأمر الذي توقعه مراقبون وبالأخص في ظل عدم إعلان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج عن خطة لتأمين المدينة عقب تحريرها من قبل قوات "البنيان المرصوص"
بعد تحريرها من قبضة
وتتكون قوات عملية "البنيان المرصوص" من ميليشيات إسلامية من مدينة مصراتة التي تحولت إلى مدينة معادية للمدن المهزومة بعد أحداث الإطاحة بنظام معمر القذافي، ولعل أبرز هذه المدن "ترهونة وبني وليد وسرت" وهي مدن مؤيدة للقذافي حتى سقوطه ولم تنضم إلى ثورة 17 فبراير.
ويبدو أن السراج تعمد إعلان تحرير سرت بعد مرور أكثر من سبعة أشهر، في وقت انتهاء ولايته، لذلك لم يخطط لتأمين سرت وإعادة إعمارها، ما أثار الانتقادات التي وجهت إلى المجلس الرئاسي طيلة الحرب على تنظيم داعش والتي امتدت لثمانية أشهر.
وأبدي مندوب ليبيا السابق إبراهيم الدباشي، مخاوفه، منتقدًا عدم وضع المجلس الرئاسي لخطة ما بعد التحرير، معتبرا إياها خطوة ضرورية حتى لا تسيطر عناصر متشددة لا تؤمن بمدنية الدولة على المدينة، كما حدث مع بعض المدن الأخرى، في إشارة إلى مجلس شورى مجاهدي درنة الذي طرد داعش من المدينة.
وسبق أن أعلن السراج، في كلمة متلفزة بثتها قناة ليبيا الرسمية حكومية أول أمس: "لقد انتصر الليبيون على الإرهاب بحد أدنى من الإمكانيات لكننا سنخوض بعون الله معركة البناء بإمكانيات أكبر، مضيفًا: فمع تكثيف الجهود ورأب الصدع وتصدير النفط قريبا والتزام مؤسسات الدولة بتعهداتها ستنتهي باذن الله معاناة المواطن وتشهد مدننا وقرانا وفي مقدمتهم سرت وبنغازي، حركة تعمير وبناء وانتعاش اقتصادي ليصبح نموذجا يحتذي به في كل أنحاء البلاد".
وأكد السراج "أن قواتنا المسلحة حققت النصر تحت مظلة حكومة الوفاق وتحت هذه المظلة وبسواعد أبنائنا ستنطلق جيوش البناء والتعمير، لافتًا إلى أن هذا اليوم العظيم يصادف مرور عام منذ توقيع الاتفاق السياسي الليبي ورغم كل الصعوبات والتحديات هزمنا العدو الأول لليبيين والعالم.
وذكر السراج بأنه يمد يده "لكل الفرقاء ومن اختلف معنا لكل أبناء الوطن"، وتابع أذكر " نفسي بأن معركة سرت انتهت ولكن الحرب على الإرهاب وبوره في ليبيا لم تنته بعد.
بعد تحريرها من قبضة
وقدم السراج " الشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة(لم يسمها) في تقديم الدعم للقضاء على هده الافئة وكل من ساعد عمليات اجلاء الجرحي ووفر لهم سبل العلاج .
ويري مراقبون أن المجلس الرئاسي منساق للقوات التي تقاتل التنظيم وليست لديه أيّ قدرة على التحكم في تحركاتها كما أن هذه القوات تدين بالولاء لقادتها في مدينة مصراتة وليس للمجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاقية الصخيرات.
وتخشي الأوساط الليبية من أن يسيطر متشددون على المدينة مستندين في تخوفاتهم لما حصل في مدينة درنة حيث سيطرت عليها جماعات تتبنى فكر القاعدة بعد طرد داعش منها.
وجاءت المخاوف بعد أن أقدم عدد من مقاتلي "البنيان المرصوص" الأسبوع الماضي، بذبح أبوهمام الليبي أحد أبرز قادة تنظيم داعش في سرت، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين حيث اعتبروا أن هذا التصرف لا يختلف عن جرائم تنظيم داعش الدموية، وينم عن وجود متطرفين مع قوات البنيان المرصوص.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن مراقبون حذروا من خوض ميليشيات مصراتة الموالية للمجلس الرئاسي لهذه المعركة، مؤكدين على أن عملية تخليص المدينة من تنظيم داعش لا يمكن أن تكون إلا تحت مشروع وطني تنفذه قوات نظامية تمتلك أخلاقا عسكرية، وتدافع عن وحدة الشعب، وتخضع للقانون والمحاسبة.
وسيطر "داعش" على سرت في مطلع 2015 وحولها إلى أهم قاعدة له خارج العراق وسوريا واجتذب إليها عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب، وفرض التنظيم المتطرف حكمه المتشدد على سكان سرت باسطا سيطرته على قطاع يمتد لنحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وفي مطلع سبتمبر الماضي، تمكنت قوات الوفاق من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت بينما انحصر تواجد المسلحين في "حي الجيزة البحرية"، وهو رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط، قبل أن يتم الإعلان رسمياً، الأسبوع الماضي، طرد التنظيم الإرهابي منه.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحًا مهمًّا في معركة محاربة داعش، وكانت أغلب القوات للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت، والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.

شارك