انتقام "داعش".. ورقة إرهاب للعالم مع نهاية عام 2016

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 02:39 م
طباعة انتقام داعش.. ورقة
 
مع الأحداث الإرهابية التي يشهدها العالم، من تفجيرات واغتيالات ووسائل أخرى لترويع وإرهاب العالم، باتت التخوفات تزداد مع اقتراب العام الميلادي الجديد؛ حيث يرى محللون أن احتمالية العمليات الإرهابية في الفترة القادمة سيكون كبيرًا، مطالبين الدول المستهدفة بعمل كافة التأمينات اللازمة لحماية أراضيها.
انتقام داعش.. ورقة
يأتي ذلك في وقت تحذر بعض الدول رعاياها من احتمالية وقوع هجمات إرهابية في الدول التي يقيمون بها، وتوقع محللون أن يصعد داعش قبل الاحتفالية بأعياد "الكرسمياس".
وكانت أمريكا وفرنسا قد حذرتا من هجمات محتملة في الاحتفالات؛ حيث حذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها في وقت سابق، من تزايد مخاطر وقوع هجمات إرهابية في أنحاء أوروبا، خاصة أثناء موسم العطلات.
وأوضحت الوزارة في بيان سابق لها أنه "ينبغي للمواطنين الأمريكيين توخي الحذر في المهرجانات والأحداث المرتبطة بالعطلات وفي الأسواق المفتوحة" وخاصة أعياد "الكرسماس"، مضيفه أن هناك معلومات موثوقة عن أن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين وجماعات تابعة لهما، يواصلون التخطيط لهجمات في أوروبا.
وأشارت إلى أنها لا تزال قلقة بشأن احتمال وقوع هجمات في أنحاء أوروبا، بحسب ما ذكرته "رويترز" آنذاك.
في ذلك الوقت، وجّه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بتوخي أقصى درجات الحذر مع اقتراب احتفالات نهاية العام، خلال اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي الذي عقده، الأسبوع الماضي، بقصر الإليزيه.
وذكر بيان للرئاسة الفرنسية أن الرئيس أولاند أقرَّ، خلال الاجتماع، تدابير الأمن والتأمين داخل الأراضي الفرنسية، ووجَّه التهنئة لأجهزة وزارة الداخلية لسلسلة الاعتقالات التي أجرتها مؤخرًا في سياق التحقيق في اعتداءات نيس.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه تنظيم "داعش" الإرهابي مسئوليته عن سلسلة هجمات إرهابية في فرنسا وبلجيكا ودول أخرى خلفت أكثر من 250 قتيلا ومئات الجرحى.
وتوقع محللون أن يقوم تنظيم داعش، بهجمات انتقامية في مناطق مختلفة من العالم، بعد انحسار انتشاره في العديد من المدن والبلدات في ليبيا والعراق وسوريا، مستغلا أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لإيقاع أكبر صدى إعلامي ممكن.
وقد شهدت بعض المدن في الفترة الحالية، عمليات إرهابية غير مسبوقة، وكانت على رأسهم، تركيا ومصر واليمن والأردن وألمانيا، وتبنى داعش معظمها. 
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش، في تصريحات صحافية، "أعتقد أن ما حدث من هجمات في عدة دول عربية وإسلامية في الفترة الأخيرة، يبين أنك ربما تقضي على داعش في مدينة معينة، لكن ذلك لا يعني أنك قضيت على التنظيم تماما".
وأوضح البكوش، أن "داعش، ما زال قائمًا، ومن الممكن أن يكون هناك أشخاص من الذئاب المنفردة يمكنهم القيام بعمليات إرهابية في مناطق متفرقة". وأضاف أن "التنظيمات الإرهابية تسعى للقيام بعمليات كبيرة، من خلال اختيار أوقات وأماكن معينة للقيام بهجماتها، لذلك لا أستبعد القيام بهجمات إرهابية في رأس السنة الميلادية، لإحداث أكبر صدى إعلامي دولي".
المحلل السياسي الليبي
المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش
ودعا المحلل السياسي الليبي إلى ضرورة التعامل مع مثل هذه الهجمات المتوقعة من خلال عمليات أمنية واستخباراتية بدل العمليات الكبيرة. وخسر داعش أكبر معقل له في شمال إفريقيا، بعد سيطرة قوات البنيان المرصوص، الموالية للمجلس الرئاسي في طرابلس، على مدينة سرت في 06 ديسمبر الجاري، بعدما فقد أولى معاقله في مدينة درنة في 2015.
النائب الأردني الأسبق الدكتور ممدوح العبادي، كشف أن تحضيرات الإرهابيين لعمليتهم كانت تستهدف تنفيذها في توقيت أعياد الميلاد.
ويرى باحثون، أن داعش، ينظر إلى أعياد الميلاد المسيحية على أنها "فرصة" من الناحيتين الدينية والأمنية، موضحين أنه من الناحية الأمنية، فالناس يتجمعون في أعياد الميلاد، مما يسمح بالقيام بهجمات تستهدف هذه التجمعات على غرار عمليات الدهس التي وقعت في ألمانيا، الاثنين الماضي، أو عملية نيس الفرنسية".
وجرت في إحدى أسواق عيد الميلاد وسط العاصمة الألمانية برلين، عملية إرهابية أودت بحياة 12 شخصًا على الأقل، وإصابة 49 آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة. أما اعتداء مدينة نيس، فأوقع 84 قتيلًا، في هجوم دهس متعمد بشاحنة مسرعة صوب حشد كان يشاهد عرضا للألعاب النارية، خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، في 14 يوليو 2016.
ولفت بعض المحللين إلى أن داعش يصور هجماته على النصارى خلال أعياد الميلاد على أنه في مواجهة حرب صليبية"، موضحين أن تزايد الهجمات الإرهابية في الفترة الأخيرة لداعش، ليست استراتيجية جديدة، بل هو عودة للجذور؛ لأنه كان يتبنى حرب العصابات في السابق، مشيرين إلى أن العمليات الانتقامية التي نفذها داعش، في عدة الدول في الفترة الأخيرة جاءت بعد فقدانه أراضي في ليبيا والعراق وسوريا، لذلك يسعى للقيام بعمليات في مناطق يسميها: أرض العدو.
ويبدو أن عملية انتقام داعش من الدول الكبري ستتصاعد في الفترة المقبلة، وسيستخدم التنظيم ورقته الإرهابية ضد العالم بأكمله لبث روح الرعب، بعدما فقد معظم أراضيه في سوريا والعراق وليبيا؛ حيث نجحت هذه الدول في استعادة أراضيها التي سيطر عليها التنظيم منذ إعلان دولة الخلافة.

شارك