بتدشين قوة نسائية في الموصل.. عراقيات في مواجهة "داعش"

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 04:11 م
طباعة بتدشين قوة نسائية
 
في ظل مساعي الدول للقضاء على تنظيم "داعش"، تسعي النساء اللاواتي تضررن بسبب قيود التنظيم الإرهابي منذ دخوله الموصل، للاتحاد في مواجهة داعش، وعمل رورابط فيما بينهم، متحديات بذلك جبروت وبشاعة الأساليب التي يستخدمها داعش في حربه بالموصل، واتحدت قوة نسائية تضم عراقيات من أقدم بقاع الأرض، على بعد نحو 465 كم عن العاصمة بغداد، لتحدي ومواجهة "داعش".
بتدشين قوة نسائية
وتضم هذه القوة، نساء موصليات من مختلف دول العالم، أغلبهن جاءوا لمواجهة عنف "داعش" وأثاره على النازحات، وغيرهن اللواتي يصارعنَ رعب الدواعش وأفعالهم الأشد همجية ووحشية داخل الموصل، شمال العراق. 
الناطقة الإعلامية باسم الفريق، ندى يوسف، في العراق، قالت لوكالة "سبوتنيك" الروسية، قالت أن أهداف "نساء الموصل" تتمثل في مشاركة فتيات ونساء الفريق في كتابة الأهداف الخاصة بعملهن وكأنهن امرأة واحدة فتاكة في مواجهة كل الأذى والتهميش الذي تتعرضن له، وقد تواجه نساء الموصل في مقارعة الإرهاب المتمثل بـ"داعش"، ضمن الهدف الأول وهو الأهم للفريق.
كذلك تسليط الضوء على دور المرأة الموصلية وموقفها تحت سلطة "داعش" وفي مخيمات النزوح التي تشهد معاناة بسبب البرد القارص ونقص الغذاء والدواء مع اكتظاظ الخيام بالهاربين من وحشية الدواعش.
ويقول الفريق النسوي، أن الهدف الثالث، دور المرأة الموصلية في مستقبل الموصل ما بعد "داعش"، الذي يواجه أيامه الأخيرة في معركة تخوضها القوات العراقية ببسالة انطلقت بها في 17 أكتوبر الماضي، بمشاركة المقاتلين من أبناء العشائر والأقليات والبيشمركة الكردية وبدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب. 
ومن المحدد أن تقوم نساء الفريق، ضمن الهدف الرابع، رؤية نسوية عن أوضاع الموصل الحالية والحرب على "داعش" الذي استولى على نينوى ومركزها، في منتصف عام 2014. وتسير نساء الموصل في الفريق، بواقع المرأة نحو التميز وإعادة التوازن من خلال وضع الأهداف والتوازن في العمل والحياة الخاصة وكذلك التوازن بين العقل والعاطفة، في هدفهن الخامس. 
وتسعى نساء الموصل، أن تجعل المرأة الموصلية، طموحة ولها حق المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والتخلي عن النموذج الخاطئ الذي لا علاقة له بالإسلام. 
وتبذل النساء في الفريق جهودها إلى أن تغرس في كل امرأة موصلية، السبيل لكي تكون امرأة ناجحة، كذلك إبراز الشخصيات الموصلية النسوية اللواتي لهن دور فعال في المجتمع الموصلي بالذات. 
ووفق تقارير عالمية، فإن الفريق تم تشكيله بجهود لمؤرخ عين الموصل الذي أسهم بشكل كبير وفعال لإيصال حقيقة للرأي العام وعالم الانترنيت في صفحة موثقة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عما يجري من جرائم يرتكبها تنظيم "داعش" بحق المدنيين المحاصرين تحت سطوته في نينوى ومركزها الموصل، وبشائر انتصارات القوات العراقية لتحرير المحافظة شمالي بغداد.
بتدشين قوة نسائية
ووفق التقارير فيضم الفريق موصليات شجاعات بارزات، اثنتين منهن في الميدان لتفقد أحوال النازحات والهاربات من هيمنة تنظيم "داعش"، في المخيمات قرب نينوى، وتتواجد داخل الموصل حاليا، في منطقة تحت سيطرة "داعش"، متحدية الخوف والرعب والتهديد بالموت المحيط بها باعتبار الدواعش يصفون كل من يسرب معلومة أو يتواصل مع جهات تعمل بالضد منه. 
كما يضم الفريق طبيبات وأساتذة جامعة ومترجمات، وأخريات معلمات وناشطات مدنيات تتراوح مهامهن بين إيصال المساعدات والمواد الغذائية والدواء ليس فقط للنازحات وإنما لكل من استطاع النجاة من وحشية "داعش" والهرب منه إلى بر الأمان. 
وسبق لتنظيم "داعش" الإرهابي أن فرض عقوبات وأوامر صارمة على النساء في الموصل، منذ اليوم الأول لاستيلائه عليها في منتصف عام 2014، بإجبارهن على ارتداء الخمار وسلب حرياتهن الشخصية، بالإضافة إلى حرمانهن من إتمام الدراسة في مراحلها كافة للصغيرات من الابتدائية وصولا إلى الجامعات التي أغلقت بسبب الفكر المتطرف والجاهل الذي يحمله الدواعش.
ويسعى التنظيم الإرهابي إلى تعويض خسائرة بشتى الطرق، ويبتكر كل ما هو دموي حتى يفوز بالمعركة، وهو الأمر المعتاد بالنسبة لداعش؛ حيث يواجه الأخير خسائرة بطريقة أكثر وحشية.
 وتشهد الموصل مركز نينوى المحافظة الأقدم في تاريخ الإنسان العراقي، تقدماً للقوات العراقية للقضاء على تنظيم "داعش"، وإنقاذ المدنيين الذين يستخدمهم الدواعش كدروع بشرية في صد ضربات الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب. 
سبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق، أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عمومًا، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية، مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
وتحظى عملية تحرير الموصل بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما شهدت العملية منذ بدأها استعادة عشرات البلدات والقرى من قبضة التنظيم الإرهابي.
وتعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا فريدًا، فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.

شارك