الأزهر يفتح النار على السلفيين والشيعة والمتصوفة
الثلاثاء 27/ديسمبر/2016 - 01:12 م
طباعة
كثيرًا ما تمت مطالبة الأزهر الشريف بالتصدي للفرق الإسلامية المحدثة وإقامة حوار معها للوصول إلى ما يطالب به الأزهر من وسطية، إلا أن هذه المطالبات تذهب أدراج الرياح، فلا حياة لما تنادى، ومؤخرًا بدأ يستفيق بعض من المسئولين في المؤسسة الأزهرية لهذه الطلبات؛ حيث أكد الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، والأستاذ بكلية الشريعة والقانون، "أننا نعاني من التعصب اللا ديني الذي ظهر كرد فعل للتعصب الديني، وكلاهما يغذي الآخر ويتميزا برفض الحوار برغم تذرعهما بالحوار".
وتابع: "الدول الداعمة للمتشددين تستهدف قصم ظهر دول أخرى، وقد حصروا الدين في الملابس والظاهر واللحى عبر فهم معين في العقيدة وتعصب وفكر متشدد امتد إلى التكفير ثم التفجير وهو الإرهاب الذي نعاني منه، حيث إن الإرهاب فعل ورد فعل" .
وأضاف مهنا، في تصريحات صحفية، أن "الجماعات التي وظفت الدين فتنت الناس في العقيدة وفي الأحكام، حيث تزوجت البنت على غير إرادة أبيها، وكفر الولد والده، وفرقوا الأسرة لدرجة أن بعضهم أقام مجتمعات تهجر المجتمع وتقيم فيه الحدود".
وقال مهنا: "إن التشيع نشأ لهوي سياسي وبأسباب سياسية في عهد الإمام علي، واعتبروا أن الإمامة ليست من شأن العامة بل هي ركن الإسلام، وقالوا إن الحاكم معصوم ومعين في الأصل، وقالوا بأن العصمة تكون عن الكبائر والصغائر؛ حيث إن أقرب الفرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة هم فرقة الزيدية ولا يكفرون الصحابة، ويقرون بخليفتي رسول الله أبو بكر وعمر".
وأكد مهنا، أن "الشيعة الاثني عشرية يعتقدون تعيين الرسول للإمام على من بعده والإمام على عين أوصياء من بعده، وأضافوا ما يخالف صحيح القرآن، حيث تتفاوت فرق الشيعة في الغلو إلى حد الباطنية والدروز والحيسانية، وهم من خطئوا القرآن".
وأشار مهنا، إلى أن هناك مظاهر انحراف في التصوف منها مظاهر التمخرق وادعاء الولاية والاستهانة بالأحكام الشرعية، ونحن نعاني من ادعاء التصوف من هؤلاء، كما نعاني من إدعاء التسلف، ونحن بحاجة إلى تنقية التصوف والتسلف مما علق بهما ما يجمع الأمرين في شيء واحد هو ما كان عليه سلف الأمة، حيث نعاني من الدخيل على التصوف الحقيقي الذي أوجد مصطلحات تدهورت في الواقع الصوفي وتم التعصب له بأن تحول فهم كلمة مريد من مريد لله إلى مريد لشيخ بعينه ما أحدث تعصب لشيخ معين وانحراف معين.
إلا أن خطاب مستشار شيخ الأزهر لا يتعدى كيل الاتهامات للشيعة والمتصوفة، وأتى ذكر السلفيين على استحياء، فنحن نعلم بتلك الاتهامات مسبقًا ونحتاج تفنيدًا لآراء هؤلاء وأولئك، وهذا لم يقدمه الأزهر حتى الآن ويترك ساحة الفتوى والممارسات الدينية لهذه الفرق، المتشدد منها وغير المتشدد، بل ويقوم في كثير من الأحيان بالتنسيق مع الفصيل السلفي ويتدخل لمنحه تصريحات لاعتلاء المنابر لبث سمومه في أدمغة العامة، ويتساءل بعد ذلك من أين يأتي الإرهاب؟ وهذا ما يتطلب مواجهة شاملة لمن يبثون الإرهاب داخل المجتمع ومواجهة آرائهم وأفكارهم وفتاواهم وتبيينها للناس، ونعتقد أن هذا الدور هو دور أصيل لمؤسسة الأزهر.