السلفيون والحرب ضد الصوفية

الخميس 29/ديسمبر/2016 - 01:30 م
طباعة السلفيون والحرب ضد
 
كثيرًا ما دافع البعض عن الفصيل السلفي من تيار الإسلام السياسي والذي يكفر المجتمع والدولة، وقنوات هذا التيار ومواقعه الإلكترونية وكذلك صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بفتاوى تكفيرية وهابية لا تتناسب لا مع العصر ولا مع روح الإسلام، الذي يدعو للتسامح والحياة جنبًا إلى جنب مع المختلف، فلو شاء الله لجعلنا أمة واحدة ولكنه عز وجل خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف وليكمل بعضنا بعضًا، فالاختلاف بين البشر هو من سنن الله على الأرض، لكن هذا لا يروق للسلفيين، وما دفعنا لكتابة هذا ما شهدته قرية المعتمدية مسقط رأس القطب السلفي محمد حسين يعقوب، حيث شهدت حالة من الهلع والفزع بين المواطنين خصوصًا أتباع الطرق الصوفية، بعدما انقض أنصار الداعية الشهير على أحد مساجد الصوفية لمنعهم من طقوسهم.
واقتحم أتباع «يعقوب» الذي يعتنق الفكر الوهابي، مسجد «سيدي على» أمام مسمع ومرأى من الجميع، بعد أن أقام فيه الصوفية الحضرات والاحتفالات بالمولد النبوي وغيره من موالد مشايخ الطرق، التي تقيمها الصوفية بصورة متكررة.
واعتبر أبناء الصوفية أن «يعقوب» تعامل مع اقتحام المسجد كأنه «غزوة» انتصر فيها على أهل الشرك والكفر، مثلما تعامل مع استفتاء الدستور المصري بعد ثورة يناير على أنه «غزوة الصناديق».
وقال مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية لـ«البوابة»: إن انقضاض أنصار يعقوب على مسجد «سيدى على» له دلالات خطيرة، وهي أن السلفيين يريدون القضاء على أي قوة للصوفية حتى يحتلوا المشهد الديني وحدهم، وهذا ليس في مصلحة الدولة، خصوصا أنهم أصحاب فكر متطرف ولهم أغراض سياسية، وهو ما ظهر جليا في عهد المعزول الإخواني محمد مرسى، ومن قبله أيضا، إذ سيطروا على عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب بعد الثورة.
وأضاف «زايد»، أن «عدم تحرك الأوقاف ومساندتها للصوفية في قضيتها ضد السلفيين، يدل على تأييدها لأنصار يعقوب، الذين أصبحوا ينقضون على مساجد الصوفية في المعتمدية، وهذا ينذر بمواجهة حامية الوطيس مع هذا التيار المتعجرف، الذي ينظر إلى نفسه وإلى مشايخه على أنهم فقط من يطبقون الإسلام السني الصحيح، أما الصوفية فهم كفار زنادقة بالنسبة لهم، تهدر دماءهم وتقام عليهم الحدود».
وفي سياق متصل، قال محمد الشاذلي، عضو الطرق الصوفية بالمعتمدية، إن أنصار يعقوب يرهبون أتباع الصوفية في المعتمدية ويحذرونهم من إقامة حضراتهم واحتفالاتهم الصوفية، لأن ذلك شرك بالله، وعدم إطاعة الأوامر يعرضهم لإقامة الحدود عليهم، كونهم لم يستجيبوا لأوامر شيخ الإسلام يعقوب الذي يعتبره السلفية رجل الإسلام الأول، ليس فقط في المعتمدية مسقط رأسه، ولكن في العالم الإسلامي كله، وهذا يتعارض مع دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني، لأن ما يفعله أنصار يعقوب من تشدد وتطرف وإرهاب وسيطرة على مساجد الصوفية، يُفشل مساعي التجديد.
وأضاف «الشاذلي» أن الصراع يشتد بين الصوفية والسلفية بالمعتمدية، ويجب على «الأوقاف» أن تدخل لإيقاف الغزو السلفي لمساجد الصوفية، خصوصا أنهم عندما يدخلون إلى أي مسجد هناك يرفعون شعارات «الله أكبر ظهر الحق وزهق الباطل» كأن الصوفية جماعة وثنية كانت تسيطر على المساجد.
وبعيدًا عن دعوات التجديد الديني وما يصاحبها من إشكاليات متعددة بين الباحثين وخبراء حركات الإسلام السياسي من ناحية والمؤسسة الدينية بشقيها الأوقاف والأزهر من ناحية أخرى وفصائل الإسلام السياسي من ناحية ثالثة، دعونا نجيب على سؤال مهم وهو لماذا هذا العداء من قبل السلفيين تجاه المتصوفة؟ حيث إن العداء يتخذ أشكالًا شتى ما بين الازدراء والمقاطعة ومن ثم التكفير والقتل، فالسلفيون حينما اختلفوا مع الشيعة ارتكبوا مجزرة في الجيزة وكلنا يذكر الشيخ حسن شحاته الشيعي الذي تم قتله وسحله أمام الناس باسم الدين وكانوا يطلقون صيحات التكبير لله، وهم يقومون بهذا الفعل، هؤلاء هم السلفيون، وكذلك لا ننسى فتاوى برهامي ومحمد حسان والحويني التي تحرض ضد الأقباط والمرأة والديمقراطية ومجلس الشعب والشرطة والجيش، وهذه التحريضات وما تحملها من عداءات للمجتمع المصري والدولة لا زالت موجودة على قناة الرحمة وموقع اليوتيوب وموقع أنا سلفي.

شارك