تفجير سيارة في أزمير.. تركيا في قبضة الإرهاب

الخميس 05/يناير/2017 - 05:27 م
طباعة تفجير سيارة في أزمير..
 
في الوقت الذي  تتضارب فيه الانباءحول القبض علي منفذ هجوم اسطنبول او مقتله بين وسائل الاعلام التركية وشهادة المصابين .يبدو ان تركيا وقعت تحت قبضة التنظيمات الارهابية فقد  انفجرت سيارة مفخخة أمام مبنى محكمة فى مدينة أزمير غرب تركيا اليوم الخميس، ما أدى إلى مقتل ضابط وموظف بالمحكمة، وإصابة 10 أشخاص على الأقل بجروح، واندلاع اشتباك قتلت خلاله الشرطة مسلحين اثنين، بحسب ما أفاد مسؤولون وتقارير.وهرع العديد من سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار أمام مدخل القضاة وممثلى النيابة فى المدينة التى نادرًا ما تشهد أعمال عنف على بحر إيجة، بحسب القناة.وعقب ذلك اشتبكت الشرطة مع إرهابيين، وقتلت اثنين منهما بينما فر الثالث، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.وصرح حسن كاراباج رئيس بلدية منطقة بايراكلى فى محافظة أزمير لتلفزيون "أن تى فى" أن 10 أشخاص أصيبوا بجروح، أحدهم فى حالة خطرة.ونقل الجرحى إلى المستشفى فيما قامت الشرطة بتأمين المنطقة.وبحسب ما هو معتاد بعد مثل هذه الهجمات فى تركيا، فرضت السلطات حظرًا على نشر صور عن الهجوم، بحسب الأناضول.اكدت السلطات التركية، أمس الأربعاء، أنها كشفت هوية منفذ الاعتداء على ملهى في إسطنبول، ليلة رأس السنة، علماً بأنه ما زال فاراً، فيما اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان، أن الهجوم يرمي إلى إثارة الانقسام في المجتمع.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو لوكالة أنباء الأناضول «تم التعرف إلى هوية منفذ اعتداء إسطنبول الإرهابي» دون كشف اسم مرتكب الاعتداء، الذي أدى إلى مقتل 39 شخصاً، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه. ونشرت السلطات صوراً عدة للرجل الذي يشتبه بتنفيذه الهجوم الأول، الذي يتبناه تنظيم «داعش» على الأراضي التركية.
وأورد الإعلام، أنه تم،امس  الأربعاء، اعتقال 20 شخصاً على الأقل يشتبه بعلاقتهم بالتنظيم المتطرف في مدينة أزمير غربي تركيا، فيما تسعى السلطات إلى معرفة ما إذا كان لدى الرجل شركاء. وقالت وكالة أنباء الأناضول، إن هؤلاء يتحدرون من بلدان في آسيا الوسطى وسوريا، والثلاثاء، أعلن الإعلام التركي أن منفذ الاعتداء قد يكون من قرغيزستان أو أوزبكستان.
من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن الاعتداء «يهدف إلى إثارة الانقسام، والاستقطاب في المجتمع، هذا واضح جداً»، لا سيما بعدما وردت رسائل على مواقع التواصل تنتقد نمط حياة قتلى الهجوم في الملهى.
لكن الرئيس اليمني  سعى إلى الطمأنة في خطابه العلني الأول بعد الهجوم، وأكد أنه «ليس من تهديد منهجي لنمط حياة أحد في تركيا، لن نسمح بحدوث ذلك»، مضيفاً «سنبقى صامدين، وسنحافظ على هدوئنا» لافتاً إلى أن «هذه الاعتداءات تهدف إلى دفعنا لتفضيل عواطفنا على المنطق».
ومع توقيفات، الأربعاء، يرتفع عدد الموقوفين إلى 36 شخصاً على الأقل في إطار التحقيق، بينهم زوجة منفذ الاعتداء.
وتعتقد السلطات التركية، أن المهاجم مدرب جيداً على استخدام السلاح، كما نقلت وسائل الإعلام المحلية، نظراً لاستخدامه قنابل دخان لإرباك ضحاياه، وتصويبه على رؤوس الحاضرين لإيقاع أكبر عدد من القتلى.
وذكرت صحيفة «خبرتورك»، الأربعاء، أن المهاجم بعد ارتكابه مجزرته، استقل سيارة أجرة ودفع ثمن الانتقال بمال اقترضه من مطعم اويغوري في منطقة زيتينبورنو في الشطر الأوروبي لإسطنبول. وأشارت وسائل إعلام عدة مطلع الأسبوع إلى أن المهاجم أقام في نوفمبر في كونيا مع زوجته وأولادهما، لتجنب إثارة الشكوك.
من جهته، قال عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، إن تغيير قوانين البلاد الخاصة بمحاربة الإرهاب سيشكل تهديداً للأمن، ليؤكد من جديد أن بروكسل يجب ألا تتوقع من تركيا تغيير موقفها بهذا الشأن
وقالت وكالة " ترك برس " حول تزايد الجرائم الارهابية بتركيا بمناسبة جريمة إسطنبول
يقول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف نادياً ليلياً في إسطنبول، إن "ألعاباً قذرة" تُحاك ضد بلاده، ما قد يعني أن لديه قناعةً بأنّ "وراء الأكمة ما وراءها" في تزايد الاعتداءات الإرهابية في تركيا، بشكلٍ يكاد لا يتوقف، خصوصاً في العامين الماضيين، وبأنّ "تدبيراً ما" يحدث في التربّص بالشرطة والسياح والمنشآت العامة، وبالمدنيين. وليس في وسع المرء أن يسلّم بسهولةٍ بالذي يجول في خاطر أردوغان ويلمح إليه، ذلك أن ذئاب الإرهاب المنفردة وشبكاته وأشباحه لم تعد توفّر بلداً، ففيما يتابع واحدنا مواجهةً مع أمثال هؤلاء في قرية قريفلة قرب الكرك في الأردن (لم يسمع بها أغلب الأردنيين قبل الواقعة)، تنقلك شاشات الفضائيات إلى برلين، ثم إلى زيوريخ، في ليلةٍ واحدة. وبينما عرفت باريس وبروكسيل ونيس وميونخ وأورلاندو وغيرها ضرباتٍ إرهابية مباغتة، بعضها مبتكر في أسلوبه (الدهس بالشاحنات!) في العام الذي انصرف الليلة قبل الماضية، كانت تركيا تستأثر بالحصة الأكبر من مثل هذه الضربات، كان منها استهداف حفل زفافٍ بهجوم انتحاري في غازي عنتاب، قضى فيه 56 شخصاً، وتفجيرات في مطار أتاتورك في إسطنبول، راح فيه 47 شخصاً، واعتداء مزدوج في ملعب رياضي في إسطنبول أيضاً، عدا عن تفجيراتٍ بسياراتٍ مفخخة، واعتداءات متنوعة، على مراكز شرطة ومقرّات جنود ومواقع سياحية.ترى، هل يخبئ أردوغان شيئاً في باله، تزوّده به أجهزة المخابرات المختصة في بلاده، يريد فيه أن يجعلنا نخمّن أن "الألعاب القذرة" هي من أفاعيل أجهزةٍ في دولٍ ليس في الوسع الجهر بأسمائها، أم إنه يحاول رمي فشل الدوائر الأمنية والاستخبارية في بلاده في الحدّ من وتيرة الإرهاب في بلاده على "آخرين"؟ ليس في الوسع الحسم في أمرٍ كهذا، وإنْ في البال أن مخابرات أردوغان استطاعت إحباط محاولة اغتياله وانقلاب عسكري عليه، في ساعتين، في ليلةٍ مثيرة منتصف يوليو/ تموز الماضي. ولكن، كان الرئيس التركي قد أخبر اجتماعاً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن بلاده "هي السدّ الذي يحول بين المنظمات الإرهابية والعالم، وفي مقدمته أوروبا، وإذا انهار هذا السد، فإن هذه ستُغرق العالم بالدماء".. هل كان يطلب إسناداً ومساعدة، أم إنه يرمي رسالةً إلى من يلزم أن يتلقاها، أن النار تحرق ثياب من يشعلها أيضاً؟ ليس في مقدور معلق صحافي أن يفكّ هذه الأحجية، ولا سيما أن أوروبا في عين الإرهاب الأسود الذي هزم فرنسا في حوادث مريعة في العامين الأخيرين.
لم توفّر الدراسات الوفيرة عن الإرهاب تفسيراتٍ سوسيولوجيةً حاسمةً بشأن الذي في أدمغة مقترفيه، فإذا كان العنف السياسي واحداً من وسائل مقيتة للوصول إلى غاياتٍ سياسية، كما الاغتيالات واستهداف مراكز أمنية وعسكرية، ما غرض من يفجّر نفسه في عرسٍ، أو يقتل شباناً في ناد ليلي؟ ربما يجوز وصف سؤالٍ كهذا بالسذاجة، طالما أن تنظيم أبو بكر البغدادي لا يولي المنطق أي اكتراث، فلا يستقيم إعمال جهدٍ ذهنيٍّ لفهم مقتضيات الحال والضرورات في جرائمه. أما بشأن حزب العمال الكردستاني، وهو متهم مستقر ومستمر في وقائع الإرهاب المتواترة في إسطنبول وشقيقاتها، فإن أرشيف عملياته يفيد بأنها لم تأخذ الحكومات التي تعاقبت في أنقرة إلا إلى مزيدٍ من التشدد، وإلى تراجعاتٍ عن خطواتٍ تقدّمت، غير مرة، باتجاه حلولٍ للمسألة الكردية في تركيا.

شارك