رُغم التواجد العسكري غير الشرعي.. مكاسب تركيا من لقاء يلدريم مع العبادي

السبت 07/يناير/2017 - 05:52 م
طباعة رُغم التواجد العسكري
 
بعد أشهر من التلاسن  بين الحكومتين العراقية والتركية، على خلفية القرار التركي غير الشرعي بإرسال قوات تابعة لها في شمال العراق في قاعدة بعشيقة، ما أثار استهجان القيادة العراقية واعتبرته تواجداً غير شرعي وبمثابة احتلال، كما حذرت قيادات شيعية من استمرار تواجد تلك القوات في العراق وقالت إن استمرار تواجدها سيترتب عليه اعتبارها قوات معادية، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عقب لقائه بنظيره التركي بن علي يلدريم في بغداد، اليوم السبت، أنه تم الاتفاق على طلب العراق بسحب القوات التركية من معسكر بعشيقة شمال العراق.
وعلى الرغم من إعلان العبادي أنه طلب من يلدريم سحب القوات التركية من أراضي العراق، إلا أن رئيس الحكومة التركية بدا أنه لايزال على قناعة بأهمية تواجد القوات التركية في شمال العراق، وتجاهل طلبات العبادي، حيث قال يلدريم: "وجودنا في بعشيقة هو لتدريب وتسليح القوى المحلية لمكافحة داعش الإرهابي وقواتنا شاركت في عمليات ضد التنظيم"، دون أن يعلن موعدا لانسحاب قوات بلاده من العراق، ما يعني أن تركيا ليس لها مُخطط في الوقت الحالي بالانسحاب من العراق. 

رُغم التواجد العسكري
وتُبرر تركيا تواجدها غير الشرعي في العراق بأنها حصلت على إذن رسمي من العبادي، ما ينفيه العبادي جملة وتفصيلاً، فيما قال مراقبون إن تركيا كانت تستهدف من تواجدها في شمال العراق المشاركة في معركة تحرير الموصل من قبضة "داعش" بوصف المدينة اكبر الدن سنية، وإنها تسعى للحفاظ على التركيبة النوعية للمدينة وإنها تُشكك في قدرة قوات الحشد الشعبي الشيعية من التعامل مع السكان، إلا أن التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة أفسدت الكثير من الخطط التركية الموضوعه للمنطقة.
وتعاني تركيا خلال الفترة الأخيرة من كثرة العمليات الإرهابية التي يتبناها تنظيم "داعش"، فضلاً عن تزايد نفوذ القوات التركية بشكل ملحوظ قرب الحدود التركية، مع إصرار أميركا منح الاكراد حق إقامة دولة لهم في شمال سورية وهو الامر الذي ترفضه تركيا جملة وتفصيلاً، وبدأت على إثر ذلك التواجد غير الشرعي أيضاً في سورية للحيلولة دون ذلك المُخطط.

رُغم التواجد العسكري
وفيما يبدو محاولة من العبادي حلحلت الأزمة مع تركيا، أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع يلدريم، "العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع تركيا، والقوات العراقية حققت انتصارات كبيرة والدواعش في طريقهم للانهيار"، كما أكد يلدريم أن أنقرة لا تسمح بأي عمل يهدد السيادة العراقية ووحدة أراضيه، كما تطرق إلى مسألة تواجد عناصر "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، موضحا: "ستتخذ البيشمركة والقوات التابعة للحكومة العراقية، الإجراءات اللازمة لطرد الإرهابيين من مدينة سنجار التي تشكل أكبر تهديد على تركيا".
تأكيد يلدريم على ضرورة طرد الإرهابيين من مدينة سنجار العراقية، بعمليات أمنية مشتركة بين القوات العراقية وقوات البيشمراكة، يكشف مدى حرص تركيا على تأمين مصالحها من خلال تامين حدودها المشتركة مع العراق، وليس بحث التواجد غير الشرعي للقوات التركية في شمال العراق، وبحث توقيتات الانسحاب.
كان العبادي استقبل نظيره التركي والوفد المرافق له في مقر رئاسة الوزراء العراقية، في إطار زيارة رسمية إلى بغداد، وعقد الجانبان لقاء ثنائيا، تبعه اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول تركي رفيع المستوى إلى بغداد منذ توتر العلاقات بين الجانبين على خلفية التواجد التركي العسكري في شمال العراق.

رُغم التواجد العسكري
ومن المقرر أن يتوجه يلدريم لاحقا إلى أربيل في إقليم كردستان العراق، للقاء رئيس الإقليم مسعود البارزاني، فيما تجدر الإشارة إلى أن بروز الخلافات العميقة بين بغداد وأنقرة يعود إلى ديسمبر 2015، حين رابط الطرف تركي بنحو 500 من عسكرييه، مدعومين بمدرعات، في قاعدة بعشيقة العسكرية، معلنا أن هذا الإجراء لا يهدف إلا إلى تدريب مقاتلين محليين ليخوضوا الصراع ضد عناصر "داعش"، بينما وصفت بغداد التواجد العسكري التركي في الأراضي العراقية بأنه تدخل عسكري سافر واعتداء على سيادتها.

شارك