بعد تحرير نهر "دجلة".. القوات العراقية تواصل إنهاك "داعش" في الموصل
الأحد 08/يناير/2017 - 07:02 م
طباعة
لا زالت جهود القوات العراقية تتواصل لتحرير "الموصل" ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلنت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى"، اليوم الأحد 8 يناير 2017، أن قوات مكافحة الإرهاب سيطرت على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل، للمرة الأولى منذ انطلاق عملية تحرير الموصل يوم 17 أكتوبر الماضي، لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي من المدينة.
وقال قائد العمليات الفريق عبد الأمير يار الله، في بيان له اليوم، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب سيطرت على الضفة الشرقية للجسر الرابع على نهر دجلة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل".
وكان يارالله أعلن، أمس السبت، أن تنظيم "داعش" فجّر الجسر الرابع في الموصل بعد سيطرة القوات الأمنية على التقاطع المؤدي إليه.
والجدير بالذكر، أن عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير المحافظة ومركزها الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، حققت فيها القوات العراقية تقدما وانتصارات كبيرة مستمرة حتى اللحظة، منذ اليوم الأول لانطلاقها في 17 أكتوبر 2016.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن المرحلة الثانية من المعركة قد انطلقت، بعد نحو 12 أسبوعا من معارك دامية بين القوات العراقية والتنظيم الإرهابي "داعش".
وقد سجلت القوات العراقية المشتركة تقدماً في عمق الساحل الأيسر للمدينة حيث أفادت مصادر أمنية عراقية، أن الشرطة الاتحادية باتت على بعد 900 متر من مستشفى السلام شرق الموصل، وأن القوات الأمنية تقترب باتجاه نهر دجلة لتصبح على مسافة 2 كلم فقط من حافة النهر جنوب شرق الموصل و أن الشرطة الاتحادية بإسناد طيران الجيش قتلت 30 داعشياً، ودمرت 3 عجلات مفخخة و8 مواقع دفاعية للتنظيم في حي الوحدة جنوب شرق الموصل.
من جانب أخر أعلن قائممقام الموصل، حسين حاجم في تصريح صحافي لوكالة "سبوتنيك" الروسية، توغل القوات العراقية في أحياء مهمة ضمن المحور الشمالي لعمليات تحرير مركز نينوى من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح حاجم، أن القوات العراقية تخوض قتالاً للقضاء على تنظيم "داعش"، في أحياء السكر والبلديات، وشقق الحدباء في شمالي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق.
كذلك تمت السيطرة على هذه الأحياء، من قبل القوات، لكن القتال موجوداً بدعم من طائرات الآباتشي الأمريكية والمروحيات الأخرى المشاركة في سماء المعركة لتسديد ضربات نوعية أسفرت مع تقدم القوات عن وقوع قتلى لـ"داعش"، وفق حاجم.
أضاف حاجم، أن القوات العراقية حررت مستشفى الخنساء التعليمي في حي السكر، بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق المبنى بعد اقتلاع عناصر "داعش" منه.
لفت حاجم، إلى معلومات عن تقدم القوات بدبابات "أبرامز" الأمريكية "التي حصل العراق عليها من صفقة تسليح مبرمة مع الولايات المتحدة الأمريكية"، على بعد مسافة قريبة من الجسر الرابع الذي يربط الساحلين الأيمن والأيسر للموصل. ويشير حاجم، إلى انهيار كبير لتنظيم "داعش" في ساحة المعركة.
قال إن الذي قصم ظهر "داعش"، هو عبور القوات لنهر الخوصر الذي يربط الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، من قبل قوات جهاز مكافحة الإرهاب عبر حي المثنى قبل يومين.
ووصف حاجم خطة القادة الأمنيين في جهاز مكافحة الإرهاب لقطع إمداد "داعش" من الخوصر، بالذكية، في الوقت الذي لم يكن يتوقع "الدواعش" أن يتعرضوا لهجوم مباغت من قبل القوات في يوم عطلتها عن عيد الجيش المصادف 6 يناير، قبل يومين. وتابع، أن القوات الأمنية استطاعت بوساطة الجهود المدنية والعسكرية أن تعبر الخوصر، وتدمر أوضاع تنظيم "داعش" وتسببت له بالانهيار التام.
ونجحت القوات العراقية، التي خاضت معركة "قادمون يا نينوى" من اليوم الأول لانطلاقها بتاريخ 17 أكتوبر 2016، تحرير أراض واسعة من المحافظة ومركزها الموصل في شمال البلاد، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على المدينة في منتصف عام 2014.
وتشير التقديرات إلى أن استمرار الضغط على داعش، سيحقق عدة أهداف في وقت واحد؛ فهو يمنع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه، ويضمن بقاء القتال في نقطة محددة من الموصل، وعدم انتقاله إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي أصاب عددا من أحياء الساحل الأيسر بفعل القتال، وهناك أحياء سويت كليا بالأرض، كحي المحاربين.
وفي سياق أخر، بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، في بغداد أمس مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم والوفد المرافق له سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة بين البلدين لمحاربة الإرهاب وضرورة احترام السيادة العراقية.
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي إن الزيارة التي يقوم بها يلدريم للعراق تعد الأولي بعد الخلافات بين البلدين التي نشأت عقب دخول قوات عسكرية تركية إلي معسكر بعشيقة شمالي شرقي الموصل دون موافقة عراقية.
وأشار المتحدث- في تصريح صحافي عقب اللقاء إلي أن التفجيرات التي ضربت تركيا مؤخرا أظهرت أهمية وضرورة التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وإنهاء المشكلات العالقة بين البلدين ورسم سياسة جديدة قائمة علي التعاون والتنسيق المشترك واحترام السيادة الوطنية.
ومع مواصلة مساعي القوات العراقية للقضاء علي التنظيم الإرهابي واقتلاعه من جذوره، يبدو أن مرحلة الحسم اقتربت بعد أن اقتلعت القوات "داعش" من أجزاء واسعة من نينوى.