التقارب الروسي التركي فى مواجهة النفوذ الإيرانى فى سوريا
الأربعاء 11/يناير/2017 - 02:42 م
طباعة
يشكل التقارب الروسي التركي والذى تنامى فى الفترة الأخيرة بلاشك مصدر قلق للنفوذ الإيرانى فى سوريا والتى دعمت النظام السورى بشتى الوسائل منذ قيام الثورة السورية فى 15-3-2011م ويؤكد على ذلك ما ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية على لسان وزيرها سير جي لافروف، اليوم الاربعاء 11-1-2016م بالاتفاق مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، على ضرورة احترام وقف إطلاق النار في سوريا، مع الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية كما بحث خلال اتصال هاتفي مع تشاويش أوغلو، الاجتماع المرتقب حول سوريا في أستانة عاصمة كازاخستان، والذي تم الإعلان عنه بموجب الاتفاق الروسي التركي نهاية شهر ديسمبر 2016م .
هذا التعاون وهذة الاتفاقات بين روسيا وتركيا ربما تهمّش دور طهران بسوريا وهو الامر الذى أكدت عليه صحيفة "سياست روز" الحكومية الايرانية، بإن الاتفاق الروسي – التركي همّش دور طهران في سوريا، وخدم المعارضة السورية المسلحة، وتابعت في افتتاحيتها يوم الاثنين 9-1-2016م والتى جاءت تحت عنوان "تواطؤ تركي روسي حول سوريا"، إلى أنه "يجب الانتباه إلى أمر هام ومثير للريبة، وهو أن وقف إطلاق النار في سوريا يتم في وقت يرى فيه مراقبون أن مكانة إيران همشت في الاتفاق الروسي – التركي و أن الطرفين أجريا مقايضة حول سوريا يجب أن يجيبا على حساب طهران"، وتساءلت: " لماذا تم تجاهل دور إيران في هذا الاتفاق رغم كل ثقلها في المعادلات الإقليمية ؟ وهو الامر المقلق حول تبعات الاتفاق، خاصة بنوده التي تنص على ضرورة خروج كافة المجموعات غير السورية من البلاد، وهو مطلب تركي أصرت أنقرة على إدراجه ضمن الاتفاق مع روسيا. وقالت: "قوات محور المقاومة لم تدخل سوريا حسب طلب تركيا لكي تخرج بطلب منها وتترك الشعب السوري وحكومتها مع مجموعات إرهابية في حالها وحيدا"
الجمهورية الإسلامية الايرانية تدرك ايضا خطورة هذا التقارب على نفوذها فى سوريا وهو الامر الذى يجعل قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية التابعة لها تعمل منذ بداية الهدنة على خرقها في عدة مناطق من سوريا، منها ريفا دمشق وحلب، وهو ما أكد عليه ضمنيا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن "إيران تدعم وحدة الأراضي السورية، ولن نسمح بأن تتحول إلى ساحة نفوذ للدول الأخرى وحتى إيران و إن اجتماع موسكو الثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا جاء بنتائج مهمة، منها التنسيق بين الدول الثلاث من إيجاد هدنة جادة في سوريا والمساعدة في الوصول إلى الحل والتفاهم السياسي أن آلية اجتماع "آستانا" غير محددة لغاية الآن، ولم يحدد موعدها بالضبط" .
هذا التنافس الثلاثى يدركه جيدا النظام السورى ويحاول ان يستفيد منه وهو الامر الذى دفع رئيس النظام السوري بشار الى تهنئة إيران على ما وصفه بالانتصارات التي تحققت في سوريا، بعد لقاء جمع بينه وبين وفد برلماني إيراني برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري علاء الدين بروجردي وبعد أن اتجهت الآمال بفتح صفحة قد تكون منطلقاً لحل الأزمة السورية بين النظام والمعارضة لكنّ الطريقَ الى عاصمة كازاخستان لا تزال غير معبّدة، خصوصاً أن أساسها مرتبط بوقف النار بسوريا ووقفُ النار هذا لا يزال مخترقاً وطهران متهمة بوضع حواجز أمام الهدنة وخاصة بعد تصريحات علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الذي رفض خروج ميليشيا حزب الله من سوريا وتُشير المعطيات إلى أنّ ورقة ضغط ايران لحجز دور أساسي لها في المحادثات هو بنسف الهدنة أو بالابقاء عليها عبر ميليشياتها غير النظامية التي تأتمر منها صراحة، ما استدعى وزير الخارجية التركي للطلب من إيران الضغط على المليشيات والنظام لوقف انتهاك وقف النار في سوريا.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن التقارب الروسي - التركي لم يعجب طهران، لانه يعد تهميشاً للدور الإيراني وإضعافاً لدور طهران لإخراجها من طاولة المحادثات ولذلك ستعمد دائما إلى نسف الهدنة إن كان هناك من أي مسعى لتهميش دورها في أي اتفاق مقبل.