مجدداً .. "بعشيقة العراقية المحتلة من تركيا محور للـ"جدل " بين أنقرة وبغداد
الخميس 12/يناير/2017 - 09:05 م
طباعة
لاتزال بلدة "بعشيقة العراقية المحتلة من تركيا محوراً للجدل بين أنقرة وبغداد، ولم تخفف زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم من حدة السجال بين بغداد وأنقرة حول الوجود العسكري التركي في البلدة الواقعة شمالي العراق.
وحاولت تركيا تخفيف اللهجة الحادة لبغداد عبر تصريحات لوزير الدفاع التركي فكري إشيق، حيث صرح في لقاء تلفزيوني مباشر أن بلاده ستبحث مع العراق وجودها العسكري في بعشيقة قرب الموصل بعد تطهير المنطقة من تنظيم داعش، مؤكداً أن الأمر سيتم حله بطريقة ودية وأن تركيا تحترم وحدة وسلامة أراضي العراق، غير أن وجودها العسكري في بعشيقة ليس اختياراً لكنه ضرورة" و جاء حديث إشيق غداة تصريحات لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ذكر فيها أن علاقات بلاده مع تركيا لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة دون انسحاب القوات التركية من بعشيقة، أنه أبلغ ذلك لنظيره التركي خلال زيارته الأخيرة لبغداد وأن الاتفاق مع تركيا يشمل سحب قواتها من معسكر بعشيقة في شمال العراق و أن قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي ستتولى السيطرة على سنجار وأن الاتفاق مع تركيا يعتمد على احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأنه قد تم بحث ملف مياه دجلة والفرات مع الجانب التركي.
من جانبه، قال يلدرم إنه قام بشرح سبب وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة، و أن القوات التركية في بعشيقة شنت عمليات عسكرية ضد "داعش " وتركيا تتفهم مطالب الحكومة العراقية وتحرص على سيادة العراق"، مؤكداً أنه تلقى وعودا من الحكومة العراقية وإقليم كردستان بإخراج الإرهابيين من سنجار وان العراق أكد على انسحاب ميليشيات حزب العمال الكردستاني من سنجار".
يذكر أن اسم بعشيقة طفا بشكل بارز على السطح فى عام 2015 حيث تحول لبؤرة توتر بين العراق وتركيا التي سحبت جزءا من قواتها في معسكر بعشيقة قرب الموصل إلى شمال العراق في إطار إعادة تنظيم جديدة لهؤلاء الجنود حيث كان خبراء أتراك يشرفون على تدريب قوات البشمركة ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال تنظيم داعش ونقلا عن مصدر في رئاسة إقليم كردستان العراق، فإن الانسحاب جاء بعد تفاهمات جديدة بين أنقرة وبغداد وبطلب من مجلس الأمن الدولي ولكن سرعان ما دخلت ناقلات خاصة الإقليم عبر معبر إبراهيم الخليل متوجهة إلى معسكر بعشيقة، وسحبت الأسلحة الثقيلة التركية التي كانت موجودة هناك وكانت القوات التركية هناك تتألف من 900 جندي و16 دبابة و20 مدرعة، إضافة إلى عربات نقل الجنود.
وقبل الانسحاب المذكور، كانت تركيا قد أرسلت بفترة وجيزة قرابة 150 جنديا إلى منطقة بعشيقة لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، وتم استقدام ما بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل وأثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي ولعل التواجد التركى يعود فى الاساس الى رغبة تركيا فى الحفاظ على موضع قدم لها فى العراق بالاضافة الى ان المدينة بها مكونات عرقية وإثنية ودينية من مسلمين وإيزديين ومسيحيين، وأغلب سكان بعشيقة هم من الإيزيديين، إلى جانب أعداد متفاوتة من المسلمين والمسيحيين والشبك والتركمان و عدد سكان يبلغ أكثر من 70 ألف نسمة منهم الإيزيديون ومسيحيون (سريان كاثوليك وسريان أرثوذكس) ومسلمون وهو ما يجعلها المكان الملائم للتواجد التركى تحت دعوى حماية الأقليات .
مما سبق نستطيع التأكيد على انه لاتزال بلدة "بعشيقة العراقية المحتلة من تركيا محور للجدل بين أنقرة وبغداد وان زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لم تخفف بعد من حدة السجال بين بغداد وأنقرة حول الوجود العسكري التركي في البلدة الواقعة شمالي العراق.