بعد استعادة كامل أحياء الجنوب الشرقي.. الموصل علي أعتاب التحرير من قبضة "داعش"
السبت 14/يناير/2017 - 03:33 م
طباعة
تتواصل المساعي العراقية، لإنهاك التنظيم الإرهابي "داعش" وتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية بالكامل، حيث باتت الأجواء تؤشر إلي نجاح القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل في القريب، حيث أعلن الجيش العراقي اليوم السبت 14 يناير 2017 استكمال السيطرة على كامل أحياء جنوب شرقي الموصل، بعد استعادة حي يارمجة الغربية ، من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال قائد الحملة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان بثه التلفزيون الرسمي للعراق، إن قوات الشرطة الاتحادية حررت حي يارمجة الغربية جنوب شرقي الموصل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه.
وأضاف يارالله، أن قوات الشرطة الاتحادية بقواتها كافة (فرقة الرد السريع والفرقة الخامسة والفرقة الآلية) والفرقة المدرعة التاسعة في الجيش، وبدعم وإسناد من قبل طيراني الجيش والتحالف الدولي، قد تمكنت من تحرير كامل الأحياء الواقعة جنوب شرقي المدينة.
ويشمل القسم الجنوب الشرقي من المدينة أحياء “يونس السبعاوي، يافا، الانتصار، الشيماء، الصحة، يارمجة الغربية، يارمجة الشرقية، الوحدة، الصابرين، سومر، الساهرون، السلام، فلسطين، جديدة المفتي، الميثاق، الدوميز، فضلاً عن منشآت إستراتيجية وطرق إستراتيجية هي مستشفى السلام والمجمع الطبي وطريق كركوك –الموصل.
وسبق أن أكدت القوات العراقية أنها تقترب من السيطرة على أحياء الموصل الشرقية بالكامل بعد بلوغها نهر دجلة ومحيط جامعة المدينة، رغم أنها لا تزال تواجه مقاومة من تنظيم "داعش".
وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن قواته على مسافة 150م من الجسر الرابع الذي يقع جنوب شرقي المدينة، مشيرا إلى أن الجيش يقترب بدوره من تطويق جامعة الموصل التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية.
وحققت القوات العراقية خلال المرحلة الثانية من معركة تحرير الموصل، التي انطلقت في 24 ديسمبر الماضي من عام 2016 بمساندة ومشاركة التحالف الدولي بقيادة أمريكا، تقدما كبيرا في الجانب الأيسر "الضفة الشرقية لنهر دجلة".
واستطاعت من تحرير نحو 10 أحياء وإجبار المسلحين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
العميد غازي العكيدي، من قوات جهاز مكافحة الإرهاب، قال إن القوات المشتركة متمثلة بـ (قوات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة والشرطة الاتحادية) خاضت قتالا ليليا شرسا ضد مسلحي تنظيم داعش قرب جسري الحرية والعتيق على نهر دجلة من جهة الجانب الأيسر للموصل".
ووفق العرب اللندنية، أوضح أن القوات ومع حلول فجر السبت تمكنت من السيطرة على المبنى السابق لمقر مديرية الاستخبارات العراقية ومدرسة الفتوة".
وعن حجم الخسائر البشرية والمادية بين الطرفين خلال تلك المعارك أشار العكيدي، إلي أن الخسائر البشرية التي تكبدتها القوات العراقية كانت مقتل 3 جنود واصابة اخرين (لم يحدد عددهم)، فيما كانت حجم الخسائر التي تكبدها التنظيم كبيرة ولا يمكن إعطاء إحصائية دقيقة بها كون ان القوات تواصل التقدم والسيطرة على الموقع ولا تهتم لجثث قتلى التنظيم.
وأضاف أن القوات الرسمية وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أكملت تحرير حيي المالية والضباط شمالي الموصل وسومر جنوب شرقي الموصل وفرضت سيطرتها على موقع جامعة الموصل في منطقة المجموعة الثقافية واندفعت صوب حي الفيصلية في الجانب الأيسر للمدينة وحررت أجزاء منه.
وقال المقدم كريم ذياب، من الشرطة الإتحادية، في محور الجنوب الشرقي إن قوات قوات الرد السريع (تابعة للداخلية) بعد معارك مع تنظيم حي اليارمجة جنوب شرقي الموصل، تمكنت اليوم، من تحرير الحي بشكل كامل ورفع العلم العراقي فوق مباني الحي، موضحًا أنه بتحرير حي اليارمجة، تسيطر القوات العراقية على الضفة الشرقية لنهر دجلة في تلك المنطقة والتي تجاور مطار الموصل المدني الواقع بالقرب من الضفة الغربية للنهر.
ومنذ بدء الهجوم استعادت القوات العراقية أكثر من 80% من أحياء القسم الشرقي للمدينة، وسط توقعات بإطالة أمد المعركة بعد أن توقعت الحكومة العراقية سابقا بأنها ستستعيدها قبل حلول نهاية العام الماضي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التقديرات تشير إلى أن استمرار الضغط على داعش، سيحقق عدة أهداف في وقت واحد، فهو يمنع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه، ويضمن بقاء القتال في نقطة محددة من الموصل، وعدم انتقاله إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي أصاب عددا من أحياء الساحل الأيسر بفعل القتال، وهناك أحياء سويت كليا بالأرض، كحي المحاربين.
وبدأت معركة الموصل بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في 17 أكتوبر الماضي، والتي تعتبر هي الأكبر منذ اجتياح داعش، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
ووفق متابعون فإن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.
ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.