تحرير الموصل.. بين نجاح القوات العراقية وخسائر "داعش"

الثلاثاء 17/يناير/2017 - 03:51 م
طباعة تحرير الموصل.. بين
 
لازالت القوات العراقية تبذل قصاري مساعيها لتحرير المتبقي من مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي أخفقت جميع محاولاته للبقاء داخل الموصل، بينما تقدمت القوات العراقية لتستعيد أكثر من 80% من المدينة، وأعلن الجيش العراقي، اليوم الثلاثاء 17 يناير 2017، عن تحرير حي جديد ومنطقتين، شرقي مدينة الموصل (شمال)، بعد معارك مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

تحرير الموصل.. بين
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" التابعة للجيش، الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان إن "جهاز مكافحة الإرهاب تمكن، من تحرير حي نينوى الشرقية، وسوق الأغنام، ومنطقة باب شمس، شرقي مدينة الموصل"، لافتًا إلى أن "العمليات العسكرية كبّدت تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".
أما الفريق الركن كمال الدين ياسين الكرخي، أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب الميدانيين، فقال إن قيادة العمليات الخاصة الثانية، اقتحمت المنطقة الأثرية، وتمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة منها.
وأضاف، نقترب من إعلان تحرير المحور الشرقي لمدينة الموصل بالكامل، مشددا على أن القوات المسلحة العراقية المشتركة عازمة، على إكمال تحرير حي المهندسين في الجانب الأيسر للموصل المحور الشمالي.
وأعلن الجيش العراقي الأحد، في تقرير مفصل، تحرير 80 حياً سكنياً في مدينة الموصل، شمالي البلاد، من تنظيم "داعش"، منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل ثلاثة شهور لتحرير المدينة من التنظيم المتطرف.
وفي 17 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها "داعش" في حزيران 2014.
وسبق أن أكدت القوات العراقية أنها تقترب من السيطرة على أحياء الموصل الشرقية بالكامل بعد بلوغها نهر دجلة ومحيط جامعة المدينة، رغم أنها لا تزال تواجه مقاومة من تنظيم "داعش".
من جهة أخرى أجلت القوات العراقية الاثنين، أكثر من 3 آلاف مدني من شرقي مدينة الموصل، شمالي البلاد، إلى مناطقة خاضعة لسيطرتها، لترتفع بذلك أعداد النازحين من العمليات العسكرية في المدينة إلى 181 ألف شخص.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التقديرات تشير  إلى أن استمرار الضغط على داعش، سيحقق عدة أهداف في وقت واحد، فهو يمنع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه، ويضمن بقاء القتال في نقطة محددة من الموصل، وعدم انتقاله إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي أصاب عددا من أحياء الساحل الأيسر بفعل القتال، وهناك أحياء سويت كليا بالأرض، كحي المحاربين.
وبدأت معركة الموصل بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في 17 أكتوبر الماضي، والتي تعتبر هي الأكبر منذ اجتياح داعش، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.

تحرير الموصل.. بين
ووفق متابعون فإن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.
 ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وتكبد تنظيم "داعش" خسائر بشرية وهزيمة فادحة بتقدم كبير وسريع للقوات العراقية التي حققت انتصارات واسعة في عمليات "قادمون يا نينوى" منذ انطلاقها.
وحققت القوات العراقية خلال المرحلة الثانية من معركة تحرير الموصل، التي انطلقت في 24 ديسمبر الماضي من عام 2016 بمساندة ومشاركة التحالف الدولي بقيادة أمريكا، تقدما كبيرا في الجانب الأيسر "الضفة الشرقية لنهر دجلة".
 واستطاعت من تحرير نحو 10 أحياء وإجبار المسلحين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وباتت معظم الأراضي المحتلة من قبل التنظيم تحت سيطرة القوات العراقية، وخاصة بعد استعادة أكثر المناطق في محافظة "نينوي"، وأعلنت القوات كذلك تحرير معظم مناطق الموصل بالكامل من أيدي "داعش".
وتواصل القوات العراقية تقدمها في الأرض لتطهيرها من تنظيم "داعش" الإرهابي ومخلفاته الخطرة المتفجرة المزروعة من قبله في محيط الموصل.

شارك