الغارات الجوية "التتويج " الواقعي للتعاون التركي الروسي فى سوريا فى مواجهة وأشنطن
الخميس 19/يناير/2017 - 05:43 م
طباعة
تعد الغارات الجوية الروسية التركية المشتركة التى أعلنت عنها رئاسة الأركان الروسية يوم الأربعاء 18-1-2016م ، ضدّ مواقع تنظيم داعش في مدينة الباب شرقي محافظة حلب السورية "التتويج " البراجماتى للتعاون التركي الروسي على الأراضى السورية فى مواجهة وأشنطن والتى تمت بعد ساعات من إعلان التحالف الدولي أن طائراته قصفت لأول مرة مواقع التنظيم قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقية .
وليست هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها روسيا غارات على مدينة الباب ومحيطها، حيث نفذت روسيا أواخر ديسمبر 2016م أولى غاراتها على مواقع لتنظيم داعش في مدينة الباب ومحيطها، بالتنسيق بين أنقرة وموسكو بشأن سوريا، ولكن الجديد بالموضوع أن موسكو أعلنت لأول مرة عن غارات "مشتركة" مع أنقرة على منطقة الباب شمالي حلب السورية بعد الغارات الامريكية مباشرة وأوضح سيرغي رودسكوي رئيس قسم دائرة العمليات الجوية في الأركان الروسية في تصريح لوسائل الإعلام، أنّ الغارات المشتركة للمقاتلات التركية والروسية، تعد الأولى من نوعها، وأنّ مقاتلات البلدين استهدفت مواقع تنظيم الدولة في مدينة الباب وأن مقاتلات روسية من طراز "سو - 24"، و"سو - 25"، و"سو - 35"، إلى جانب مقاتلات تركية من طراز "إف - 16"، و"إف - 4"، شاركت في الغارات و أنّ مقاتلات البلدين استهدفت 36 هدفاً للتنظيم ، تمّ رصدها خلال اليومين الأخيرين عن طريق طائرات من دون طيّار عائدة لقيادتي أركان الطرفين وأن العمليات الجوية المشتركة كانت مثمرة وأسفرت عن نتائج إيجابية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان التحالف الدولي لأول مرة أن طائراته قصفت مواقع لتنظيم "الدولة" قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، حيث أكد العقيد في القوات الجوية الأميركية و المتحدث باسم التحالف العسكري "جون دوريان" يوم الثلاثاء 17-1-2017م في تصريح لصحفيين بمقر وزارة الدفاع الأميركية بواشنطن أن طائرات التحالف نفذت خلال الأيام القليلة الماضية بالتنسيق مع تركيا أربع غارات على أهداف للتنظيم وأن الأهداف كانت ناقلة جنود مدرعة ووحدات تكتيكية تابعة للتنظيم، و إنه يتوقع أن تستمر هذه العمليات.
وفي سياق متصل ذكر بيان صدر عن القوات المسلحة التركية، يوم الأربعاء 18-1-2016م أن عملية درع الفرات شهدت في يومها الـ 148 استهداف سلاح المدفعية وراجمات الصواريخ التركية 137 هدفًا لتنظيم داعش شمالي سوريا، و أن القصف المدفعي والصاروخي أسفر عن تدمير ملاجئ ومنصات دفاعية ومنشآت قيادية، وآليات مزودة بالسلاح تابعة للتنظيم الإرهابي وأن مقاتلات تركية قصفت 8 أهداف للتنظيم الإرهابي في قرية سفلانية التابعة لمدينة الباب (شمال)، دمرت فيها 6 ملاجئ، ومبنى مقر عسكري، وسيارة مفخخة.
يذكر أنه سبق وامتنع المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، عن التعليق على موضوع التعاون بين روسيا وتركيا في محاربة "داعش" في سوريا، لعدم معرفته تفاصيل هذا التعاون وقال في موجز صحفي، يوم الثلاثاء 3 يناير 2017م "لست على دراية بتفاصيل التعاون الروسي التركي في محاربة "داعش"، لكننا نحافظ على التنسيق مع تركيا حول المسائل الرئيسية للتفاعل بين قواتنا المسلحة (في محاربة "داعش")، بما في ذلك، على الأرض ونعلم ما يحدث وأن الولايات المتحدة تقدم، في بعض الحالات، مساعدة إلى تركيا لكونها عضوا مهما في التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن و أن الطيران الأمريكي وفر دعما جويا للقوات التركية بطلب من أنقرة في منطقة مدينة الباب السورية دون تنفيذ أية ضربات جوية وشدد على أن طلعات الطائرات كانت بغرض "استعراض القوة وأن العملية تأتي في إطار محاولات التحالف تنسيق جهوده ضد داعش بعناية، من أجل إضفاء المزيد من الضغط على التنظيم في أكبر عدد ممكن من الجبهات، ونحن نحاول فعل ذلك بأكثر الطرق الممكنة كفاءة وفاعلية".
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن الغارات الجوية الروسية التركية المشتركة التى أعلنت عنها رئاسة الأركان الروسية يوم الأربعاء 18-1-2016م ، ضدّ مواقع تنظيم داعش في مدينة الباب شرقي محافظة حلب السورية ستعد بداية للتتويج البراجماتى للتعاون التركي الروسي على الأراضى السورية فى مواجهة وأشنطن وستكشف الأيام القادمة عن المزيد والمزيد من هذا التعاون .