خلافات "أحرار الشام" و"النصرة" تفتح شهية الأسد على إدلب
الأحد 22/يناير/2017 - 08:29 م
طباعة
رُغم أن كثير من المراقبين برروا هزيمة المعارضة المسلحة أمام قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد، في حلب، على كثرة الشقاق بين العناصر المختلفة، ودخولهم في صدامات داخلية مع بعضهم البعض الأمر الذي لعب عليه الأسد وتمكن من تطهير حلب من العناصر الإرهابية المسلحة، ما أدى إلى خسارة المعارضة حلب الاستراتيجية التي كانت تؤمن لهم الدعم اللوجستي المقبل من تركيا، ولم يتبقا أمام المعارضة منطقة آخرى غير مدينة إدلب المطلة على تركيا والمنفذ الأخير لهم لضمان الحصول على دعم، إلا ان كثرة القوى المسلحة في إدلب سيجعل سيناريو الصدام فيما بينهم أمر متوقع ما يدفع الأسد إلى استغلال الموقف لصالحه والانقضاض على إدلب لتطهيرها هي الآخرى من العناصر الإرهابية.
وبحسب أحدث التقارير الميدانية في سورية، فإن التوتر قد عاد بقوة إلى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي بين "حركة أحرار الشام"، وجماعات بايعت تنظيم "جبهة فتح الشام"، أي "النصرة" سابقا، وأشارت مصادر سورية معارضة إلى وقوع اشتباكات بين عناصر "حركة أحرار الشام" و"جبهة فتح الشام"، في منطقة قميناس في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لانتزاع السيطرة على المنطقة تزامنا مع إطلاق نار متقطع في جبل الزاوية في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
ولوح نظام الأسد في أكثر من موضع أنه لن يترك إدلب في يد العناصر الإرهابية وانه سيتقدم لتحريرها إن عاجلاً أو أجلاً، وبحسب مراقبين فإن الأسد سوف يستغل الخلافات بين المعارضة المتكتلة حالياً في إدلب للإنقضاض عليهم، لذلك هو ليس لديه الحماس الكافي لدخول في مفاوضات طويلة في الأستانة، إلا أنه مجبر إلى الذهاب إليها كون الروس يضغطون في ذلك بشدة.
وتحدثت مصادر المعارضة عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الجانبين، وأكدت اندلاع الاشتباكات في عدة قرى وبلدات في جبل الزاوية بينها كنصفرة وإبلين الخاضعتان لـ"فتح الشام"، وفي قرى بليون ومشون وابديتا التي استعادتها "أحرار الشام" من "فتح الشام" بعد قتال عنيف وهجوم مباغت من قبل "فتح الشام"، عقب هدوء نسبي ساد المنطقة ليل أمس الأول، وفي هذه الأثناء، تستمر العديد من الجهات المحلية هناك في مساعي الوساطة لوقف الاقتتال بين الزمر المسلحة الموالية "لفتح الشام" والمناهضة لها.
التوتر يبقى سيد الموقف كذلك حسب مصادر سورية معارضة، في ريف إدلب الغربي إثر هجوم مباغت شنه عناصر "جبهة فتح الشام" على مقرات وحواجز لـ"حركة أحرار الشام" في محيط خربة الجوز والزعينية عند الحدود التركية خلصت إلى سيطرت "فتح الشام" على معبر خربة الجوز وأسرها مقاتلين منتميين لـ"أحرار الشام" في الزعينية.
فرحة التقدم الذي أحرزته "فتح الشام" في خربة الجوز والزعينية لم تدم طويلا، حيث فوجئت بإعلان اثنين من أبرز أعضاء ما يسمى بـ"مجلس الشورى" التابع لها استقالتهما، السبت 21 يناير احتجاجا منهما على الاقتتال والمواجهات التي وقعت في ريف إدلب وتقوض وحدة صف "المجاهدين" هناك.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر إعلامي سوري معارض قوله في تعليق على هذا "الانشقاق"، إن المنشقين هما أبو أحمد زكور، وهو جهاد الشيخ عضو "مجلس شورى فتح الشام"، وعبد الله حلب، وهو حمزة سندة المسؤول الاقتصادي العام، عضو "مجلس شورى" التنظيم المذكور.
وأشار المصدر إلى أن القياديين البارزين أصدرا بيانا مشتركا عنهما أوضحا فيه مسوّغات انسلاخهما عن التنظيم، معللين خطوتهما هذه بأنها ناجمة عمّا "آلت إليه الساحة من تشرذم وتفرقة بعد محاولات عديدة للاتحاد باءت جميعها بالفشل"، واحتجاجا على "سعي كل فصيل للاستئثار بالساحة والوصاية عليها دون قبول لنصيحة ناصح أو مراعاة لمصلحة أهل الشام، وبعد اليأس من توحيد الصفوف وجمع الكلمة".
"أحرار الشام" لا تقاتل "جبهة فتح الشام" فحسب، بل تناصب العداء لما يسمى بـ"جند الأقصى" المنضوي تحت راية "فتح الشام" الذي هاجم مقراتها أمس السبت في جبل الزاوية وقميناس، ما حمل فصائل سورية معارضة في ريف إدلب على تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع "أحرار الشام" بهدف استعادة المناطق التي سيطر شغلها عناصر " جند الأقصى" في جبل الزاوية.
وذكرت مصادر سورية معارضة أن "غرفة العمليات التي تضم "أحرار الشام" و"جيش المجاهدين" و"صقور الشام" و"تجمع فاستقم كما أمرت" و"جيش الإسلام"، ستخضع لإمرة أبو عيسى الشيخ قائد "ألوية صقور الشام" بهدف استئصال "جند الأقصى" والقضاء عليهم.
وتزامنا مع ما يشهده ريف إدلب شمال سوريا، أغار الطيران الحربي على مواقع المسلحين في بلدتي سيالة ورملة في ريف حلب الجنوبي، وقصفت القوات الحكومية السورية قرى وبلدات بنان الحص وكفركار وقنيطرات والمرب، في ريف حلب الجنوبي.
وعلى الجبهة بين قوات الجيش السوري والفصائل التي لم تلتحق بالمفاوضات ووقف إطلاق النار في محيط العاصمة دمشق، تجددت الاشتباكات في معظم مناطق وادي بردى بعد هدوء نسبي استمر لساعات.
وذكر ناشطون محليون أن الاشتباكات وقعت على محور عين الفيجة من جهة الحقول، وتلة السرياتيل في المرتفعات الجبلية هناك، في محاولة جديدة لقوات الجيش السوري والفصائل الرديفة اقتحام محيط عين الفيجة.