بعد تحرير أخر معاقلها.. "حفتر" يسحب البساط من الجماعات الإرهابية في بنغازي
الخميس 26/يناير/2017 - 05:48 م
طباعة
مع مساعي الجيش العراقي بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرير المتبقي من مدينة "بنغازي"، أعلن أنه استعاد أحد آخر معاقل المسلحين الجهاديين قرب بنغازي في شرق ليبيا بعد عدة أشهر من المعارك.
وكانت المنطقة واقعة تحت الحصار منذ شهور وشهدت معارك ضارية بين الأطراف المتناحرة، التي تبعد نحو تسعة أميال عن وسط المدينة، شبه معزولة عن باقي المدينة بفعل حصار قوات حفتر.
وتمثل السيطرة على حي قنفودة مكسبا كبيرا للقوات التي يقودها حفتر، التي تسعى لإنهاء حملة عسكرية على خصومها بدأت منذ أكثر من عامين.
وأعلنت غرفة عملية الكرامة التابعة للقيادة العامة للجيش مساء أمس الأربعاء 26 يناير 2017، تحرير آخر معاقل الجماعات الإرهابية في القاطع الغربي لمدينة بنغازي، وذلك بعد هجمات مكثفة استطاعت خلالها وحدات الجيش من تحرير عشرات العالقين بينهم أسر وعمالة وافدة ومحتجزين لدى تلك الجماعات.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش على صفحته على فيسبوك، إن "القوات المسلحة العربية الليبية تحرر منطقة قنفودة بالكامل"، وتقع هذه المنطقة على بعد 15 كلم الى الغرب من وسط بنغازي.
كما أعلن متحدثان باسم كتيبتين هما منذر الخرطوش ومحمد العزومي السيطرة بالكامل على قنفودة التي كانت مسرحا للمعارك منذ يونيو 2016.
وأوضح العزومي قنفودة تحت سيطرة الجيش بعد فرار ما تبقى من الجماعات الارهابية نحو عمارات 12" الحي السكني الواقع بين قنفودة والقوارشة المعقل السابق لانصار الشريعة القريبة من القاعدة التي تصنفها الامم المتحدة والولايات المتحدة منظمة ارهايبة.
ولا تزال المجموعات الجهادية تسيطر على حيين اثنين وسط بنغازي هما الصابري وسوق الحوت، ومن هذه المجموعات خصوصا "مجلس شورى ثوار بنغازي" وهو تحالف مليشيات إسلامية بينها أنصار الشريعة.
وتقع قنفودة على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الغرب من وسط بنغازي، وتحتوي المنطقة الساحلية المطلة على البحر المتوسط، منشئات ومخازن كبيرة تعود لعدد من الشركات الحكومية من بينها شركة الجوف النفطية والحظيرة الجمركية.
وقبل إعلان تحرير قنفودة، استطاع الجيش تحرير العشرات من المحتجزين لدى الجماعات الإرهابية؛ حيث أعلنت كتيبة شهداء الزاوية "21" التابعة للقوات الخاصة شهداء الزاوية عن تحرير أكثر من 60 محتجزاً، كما استطاع الجيش إجلاء عشر عائلات كانت عالقة في قنفودة.
وتشهد بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا منذ 2014 معارك دامية بين هذه المجموعات المسلحة والقوات الموالية لحفتر.
يذكر أن حفتر كان قد أطلق عملية الكرامة منتصف 2014، وذلك بعد أن قامت الجماعات الإرهابية باغتيال المئات من الضباط ونشطاء من المجتمع المدني وإعلاميين، وسط تجاهل حكومي مطلق.
وعلي الرغم من سيطرة قوات حفتر علي معظم أجزاء مدينة بنغازي، إلا أنها لم تستعيد المدينة بالكامل حتي الآن، ويعترض المشير حفتر المدعوم من البرلمان المنتخب وحكومة موازية في شرق ليبيا، على شرعية حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة.
وتواجه ليبيا تحديات كبيرة في ظل انقسام حكومتين تري كل منهما أنها الحكومة الشرعية، فيما يعترف المجتمع الدولي بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، رغم أنها لم تحصل بعد على ثقة مجلس النواب الليبي.
وأدى الانقسام السياسي في البلاد إلي التأثير علي الأوضاع الاقتصادية والنفطية في البلاد، حيث تسعى دول المنطقة أو ما يعرف بدول جوار ليبيا، علي تقارب الأطراف، لتستعيد ليبيا استقرارها وأمنها.
وتقاتل قوات حفتر فصائل إسلامية مسلحة وفصائل أخرى في بنغازي منذ أكثر من عامين.
وقال سكان محليون لبي بي سي إن "الفصائل الإسلامية ما زالت تسيطر على مناطق وسط بنغازي، على الرغم من وقوع اشتباكات هناك مؤخرا".
وشهدت ليبيا حالة من الفوضي بعد سقوط معمر القذافي في 2011، حيث استغلت الجماعات الإرهابية ذلك لتتنامي وتتوغل في البلاد.
وفي 2014 شُكل برلمانان وحكومتان متنافستان في طرابلس وشرق ليبيا وكلاهما تدعمه تحالفات فضفاضة من جماعات مسلحة.
وتعارض حكومة الشرق المدعومة من الجيش الوطني الليبي تلك التي تساندها الأمم المتحدة والتي وصلت إلى طرابلس في مارس الماضي.
من جهته قال، وحيد الزوي، الناطق باسم "كتيبة شهداء الزاوية" التابعة للجيش الوطني الليبي إن 62 أسيرا حرروا من قنفودة إلى جانب 30 أسرة و46 عاملا أجنبيا، علما أن مصير المدنيين المحاصرين في قنفودة كان محل اهتمام كبير، حيث دعت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية إلى منحهم ممرا آمنا.
ونقلت صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، أمس الأربعاء 26 يناير 2017، أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، فايز السراج، سيلتقي في القاهرة المشير خليفة حفتر.
وتمارس حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس، والحكومة التي تدعم المشير حفتر ومقرها في البيضاء في الشرق، سلطاتهما بشكل منفصل، في البلد الذي تحكمه الفوضى منذ الإطاحة بالعقيد، معمر القذافي، في 2011.
وردا على سؤال حول اللقاء الذي تنظمه مصر برعاية روسيا، قال السراج: "أؤكد أنه سيجري قريبا، أعتقد قبل شهر، وربما خلال الأيام المقبلة، مضيفًا أن اللقاء سيكون "ثنائيا، مباشرا دون وسطاء"، معلنا استعداده "للعمل مع حفتر للوصول إلى حل من أجل ليبيا.. معا يمكننا تحقيق ذلك".
وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في ليبيا، وأن الخطر كبير جدا، لكن "الإصرار على قوة السلاح فقط، قد يجرنا إلى حرب أهلية دامية ومجازر وفوضى أكثر خطورة".
وأعلنت مصر السبت الماضي، أنها ترغب في تنظيم محادثات مباشرة بين أطراف النزاع في ليبيا في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي.
وكان السراج التقى بعد تعيينه، في يناير 2016، المشير خليفة حفتر في مقره في المرج شرق البلاد.
وتشهد المرحلة المقبلة وفق متابعون، حالة صراع جديدة في بين الطرفين علي موانئ النفط الليبي، وبالأخص مع سيطرة الجيش الليبي علي حقول النفط بالكامل.