بعد تفكيك خلية إرهابية في الرباط.. فوبيا "داعش" تلحق بالمغرب مجددًا

السبت 28/يناير/2017 - 01:30 م
طباعة بعد تفكيك خلية إرهابية
 
علي الرغم من الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية، حيث أحبطت قوات الأمن المغربية عملية إرهابية كان يجري الإعداد لها من قبل خلية تتألف من 7 عناصر في مدينة الجديدة غربي البلاد، وداهمت وكرهم أمس الجمعة.
بعد تفكيك خلية إرهابية
ونجح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المتخصص في مكافحة الإرهاب، من إحباط مخطط إرهابي خطير لتنظيم داعش، وفق بيان وزارة الداخلية.
ووفق البيان فإن عناصر هذه الخلية كانوا يحضرون لعمليات إرهابية خطيرة بالمملكة بإيعاز من قادة ميدانيين لتنظيم داعش، وقد خططوا لاستقطاب المزيد من العناصر الشابة وتجنيدهم للقيام بعمليات تخريبية تهدف حصد أكبر عدد من الضحايا بغية خلق الرعب بين المواطنين وزعزعة الاستقرار.
وقامت الفرقة الخاصة بمكافحة الإرهاب في المغرب بإطلاق النار مع عناصر خلية إرهابية تم تفكيكها في مدينة الجديدة غرب البلاد. 
وذكرت وزارة الداخلية في بيان لها أن عناصر الخلية السبعة التي تم تفكيكها لا يوجدون في مدينة الجديدة فقط، بل أيضا في مدينة سلا بمحاذاة العاصمة الرباط وقرية الكارة 55 كيلومتراً جنوب الدار البيضاء وقرية ولاد زبير شرق المغرب.
ووفق البيان فقد ضبطت قوات الأمن أسلحة نارية عبارة عن مسدس رشاش مزود بمنظار ليلي يعمل بالأشعة الحمراء، وسبعة مسدسات وكمية وافرة من الذخيرة الحية، و4 سكاكين كبيرة الحجم، وجهازين للاتصالات اللاسلكية. 
وتقدر السلطات المغربية عدد المسلحين المغاربة في صفوف تنظيم داعش بنحو 1500 بينهم من يتولون مناصب قيادية في التنظيم، وسبق لهم أن أطلقوا تهديدات ضد المغرب، ما جعل السلطات تنتهج سياسة استباقية لتجنب أي عملية. 
ونجحت الرباط منذ آخر تفجير في مقهى أركانة في مدينة مراكش السياحية مطلع 2011، في تجنب أي عملية أخرى، كما ساعدت عدداً من الدول الأوروبية خاصة إسبانيا وفرنسا وبلجيكا في تفكيك عدد من الخلايا.
من جانبه أكد عبدالإله السطي الباحث المغربي في شؤون الجماعات الإسلامية، في مقابلة للعرب اللندنية، أن الأجهزة الأمنية المغربية عبر هذه العملية أثبتت مرة أخرى يقظتها وقوة استشعارها للمخاطر المحدقة بالمغرب، من طرف تنظيم داعش الذي ما فتئ يبعث برسائله التهديدية للمغرب.
وسبق أن وضعت بعض الدول استراتيجية جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابي المتنامي في المنطقة بأكملها؛ حيث أعلن المغرب، في مايو 2016، إنها قامت منذ سنة 2002 بتفكيك 155 خلية إرهابية حوالي 50 بالمئة منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر لا سيما المنطقة الأفغانية الباكستانية وسوريا والعراق ومنطقة الساحل.
 ونجحت الرباط في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنتها من تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم الدولة.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية، أن ذكرت في تقرير لها، أن المغرب تدخل ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في أبريل الماضي، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
بعد تفكيك خلية إرهابية
ووفق ما جاء في تقرير لبوابة الحركات الإسلامية، فإن المغرب واجه الإرهاب في الفترة الماضية بصورة لافتة؛ حيث أعلنت وزارة الداخلية المغربية في الأشهر الماضية عن تفكيك أكثر من خلية مسلّحة لعناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيم "داعش"، كانت تعد لشن هجمات في المملكة، وضرب مؤسسات حيوية وحساسة وفق مخطط إرهابي خطير.
وقد شارك المغرب بشكل فعال في الجهود الأمنية ضد المخططات الإرهابية بأوروبا، خاصة من خلال تعاونه الأمني مع إسبانيا.
ونجح التعاون المغربي الإسباني في مجال محاربة الإرهاب؛ حيث أسهمت في إنجاحه العوامل الطبيعية المتمثلة في الحدود البحرية المشتركة وما لها من أهمية جيو- استراتيجية على الأمن القومي ليس فقط للبلدين بل لأمن المتوسط كله.
وسبق أن زار وزير الدفاع الاسباني بيدرو مورينيس، المغرب وأجري محادثات مع المسئولين المغاربة حول التعاون الثنائى حول مختلف القضايا العسكرية ذات الاهتمام المشترك.
وهدفت الزيارة آنذاك إلى تدعيم العلاقات بين المغرب واسبانيا وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين.
ويعتبر المغرب وإسبانيا عضوان في "مبادرة 5 + 5 للدفاع" التي تضم خمس دول أوروبية وهي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وبلدان المغرب العربي وهي المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس.
والجدير بالذكر أن الشرطة الاسبانية قد اعتقلت في 12 أكتوبر الماضي، بالتعاون مع نظيرتها المغربية، أربعة أشخاص يحملون الجنسية المغربية، يشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية "داع".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن السلطات المغربية أعلنت رسميا أنها تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 152 خلية إرهابية، وإن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.

شارك