تداعيات سيطرة الجيش العراقي على الساحل الأيمن للموصل

السبت 28/يناير/2017 - 07:17 م
طباعة تداعيات سيطرة الجيش
 
بينما تستعد القوات العراقية في جهاز مكافحة الإرهاب بدء المرحلة الثالثة من معركة استعادة الساحل الأيمن لمدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، بدا أن تنظيم "داعش" التفت إلى خطورة المعركة التي تحدد بشكل كبير مستقبله في العراق إذ تعتبر مدينة الموصل هي معقل التنظيم الإرهابي في العراق.
إجراءات التنظيم في محاولة عرقة القوات العراقية، تتثمل في استخدامه أجهزة تشويش على الهواتف النقالة التي بحوزة عناصره والتي كانت تمكن أجهزة الرصد والملاحقة في القوات العراقية، من تتبع العناصر الداعشية وتوجيه ضربات مركزة لهم، وبحسب تقارير أمنية فإن "داعش" استخدم منظومات تشويش الهواتف النقالة، وأن تلك الأجهزة واضحة في المركبات المضللة التي يستخدمها قادة داعش والتي تتنقل بين الأحياء والأزقة السكنية غربي الموصل باعتباره مقرا أساسيا للتنظيم.

تداعيات سيطرة الجيش
إلى ذلك، تحاول قوات الرد السريع العراقية المحافظة على درجة استنفارها القصوى، في محاولة منهم إجهاض تحرك تنظيم "داعش" على طول خط الجبهة بين شرق الموصل وغربها، وبحسب تقارير استخبارتية فإن الإرهابيون يجدفون بقوارب صغيرة عبر نهر دجلة ليلاً لشن هجوم مباغت أو يطلقون قذائف مورتر يمكن أن تزلزل أحياء بأكملها، كما يشكل قناصة الإرهابيين تهديداً دائماً، إذ يتمترسون على طول صف من الأشجار على بعد نحو 600 متر.
ويشن الجانبان حرب استنزاف مع استعداد القوات الحكومية للتوغل في غرب المدينة، بعدما استعادت السيطرة على معظم جانبها الشرقي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبحسب آخر الأخبار فقد كان الحظ حليفاً للقوات العراقية، فقد تمكنت باستخدام مناظير الرؤية الليلية من رصد 20 إرهابياً عبروا النهر في قوارب خشبية، وأخذوا في الزحف عبر حقل صوب معسكر صغير للجيش، وفتحت قوات الرد السريع النار عليهم وقتلتهم جميعاً وتم تعريفهم أنهم مقاتلون أجانب وهم الفئة الأشد صلابة في صفوف "داعش".
وقال الجندي بوحدة الرد السريع ظافر عظيم، وهو يقف وسط فوارغ طلقات تناثرت على السطح إلى جوار صواريخ وبندقية قنص "يحاولون فعل كل ما يمكنهم فعله"، مضيفاً: "هؤلاء الرجال لديهم كل أنواع الأسلحة... قنابل يدوية وبنادق وذخائر كثيرة"، وتوشك معركة الموصل آخر معقل كبير للتنظيم في العراق على دخول مرحلة حاسمة. واكتسبت القوات العراقية الثقة والقوة الدافعة بتقدمها في شرق الموصل غير أن القتال على الجانب الآخر من النهر قد يكون أشد تعقيداً.

تداعيات سيطرة الجيش
فالدبابات والعربات المدرعة لا تستطيع السير في شوارع غرب الموصل الضيقة، فيما يحرم القوات الحكومية من ميزة كبيرة، وفي الوقت الحالي يبدو أعضاء وحدة الرد السريع العراقية متفائلين، وإن كان ذلك بشكل حذر وهم يواجهون نحو 50 إرهابياً فقط متمركزين على الجانب الآخر من نهر دجلة.
في السياق، أعلن قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أسماء القوات التي ستمسك الأرض في الساحل الأيسر للموصل بعد طرد تنظيم "داعش" منه، وقال يارالله في بيان، إن مهمة مسك الأرض في الجانب الأيسر للموصل أوكلت إلى القوات المشتركة المتمثلة بجهاز مكافحة الإرهاب، والجيش العراقي، والرد السريع، والشرطة الاتحادية، وشرطة نينوى، والحشد الشعبي من أبناء نينوى.
وأضاف أن القطعات تستعد لتطهير الجانب الأيمن والمناطق الأخرى في نينوى، مطالباً المواطنين بـالتعاون مع القوات العراقية لتحقيق الإستقرار الكامل في مناطقهم، فيما عاد عدد كبير من النازحين إلى مناطقهم المحررة من الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وقال مصدر مسؤول في اللجنة العليا لإغاثة النازحين أمس، إنه تمت إعادة أكثر من 5000 آلاف ناج إلى مناطقهم ومنازلهم في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، مضيفا، أن القوات المشتركة والجيش قامت بمساعدة الأسر التي عادت لمنازلها وقدمت إليها العديد من المساعدات.

تداعيات سيطرة الجيش
على صعيد آخر، أعلنت هيئة الحشد الشعبي، تشكيل لجنة تحقيق بشأن تعرض موقع للبيشمركة ب‍سنجار لإطلاق نار من بعض عناصر الحشد، وقال المتحدث باسم الحشد أحمد الأسدي في بيان إن البيشمركة جزء من القوات المسلحة العراقية، وهم إخوة لنا وشركاء أساسيون في مواجهة الاٍرهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية، مبينا أن هناك نقاطا متقاربة للحشد والبيشمركة في سنجار غرب الموصل ويوجد تنسيق عال بين الجانبين.
وأضاف الأسدي أنه تم تشكيل لجنة تحقيق فورية لمعرفة ملابسات حادثة إطلاق النار في اتجاه أحد مواقع البيشمركة بالقرب من سنجار، مشددا على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأخطاء التي لا تخدم سير المعارك واستمرار وتيرة الانتصارات.

شارك