مجددًا.. ميليشيات الإخوان تحول "طرابلس" إلي ساحة حرب

الأحد 29/يناير/2017 - 02:01 م
طباعة مجددًا.. ميليشيات
 
مع تفاقم الأوضاع في ليبيا، باتت الأمور تزداد تعقيدًا يوما عن الأخر، وبالأخص مع مواصلة صراع الميلشيات في العاصمة طرابلس، الأمر الذي أدي إلي فزع سكان العاصمة من كثرة التناحر السياسي بين الحكومات المتعددة، الذي تعيش فيه ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011، وبدأ صبر الليبيين ينفد مع استمرار النزاعات المسلحة.
مجددًا.. ميليشيات
وتعيش طرابلس حالة من الانفلات غير المسبوق في ظل الاشتباك القائم بين حكومة معترف بها دوليا وهي حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وحكومة الانقاذ غير معترف بها بقيادة خليفة الغويل المحسوبة على جماعة الإخوان.
وتحولت العاصمة طرابلس إلس ساحة من الحرب والاشتباكات بين فصائل وميليشيات موالية لكل حكومة منهما، ما أدي إلي إثارة غضب السكان مما يحدث وقاموا بالتظاهر في حيّ الأندلس وسط العاصمة طرابلس، احتجاجاً على عدم خروج مجموعات مسلحة قادمة من خارج المنطقة.
وأغلق المتظاهرون كافة الطرق في الحيّ بالحواجز وأحرقوا إطارات السيارات، محذرين من تصعيد خطواتهم الاحتجاجية في حال لم يخرج المسلحون من المنطقة.
وأطلقت الكتائب التي دخلت حي الأندلس بالعاصمة طرابلس منذ أقل من أسبوعين، علي نفسها "الأمن الرئاسي" التابع لحكومة الإنقاذ التي يترأسها خليفة الغويل.
وفي السياق ذاته، أعرب تجمّع أهالي وسكان طرابلس المركز، عن تأييده لمطالب خروج المجموعات المسلحة من الحيّ بعد ارتفاع حالات الخطف والقتل.
ودعا التجمع في بيان له جميع مناطق وأحياء طرابلس إلى الوقوف لدعم السكان في مطالبهم لإخلاء الحيّ من المجرمين.
ودفع هذا الاشتباك باستنجاد كل منهما بميليشيات الأمر الذي أثار مخاوف المواطنين لأن تتحول المدينة إلى حلبة صراع دموية.
ويرى محللون أن ما يحدث يعكس فشل حكومة الوفاق في فرض نفسها على الساحة الليبية، وضبط الأمن.
وكان وزير العمل والتأهيل بحكومة الوفاق الوطني الليبية، علي قلمة التباوي، قد أعلن الجمعة استقالته من منصبه، بسبب الميليشيات.
وكانت اندلعت منذ يومين اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مليشيات متناحرة في المنطقة السياحية وقرقارش بالعاصمة الليبية طرابلس.
وذكرت مصادر مطلعة في تصريحات صحافية، أن ميليشيا تابعة لمدير جهاز المخابرات السابق مصطفى نوح اشتبكت مع ميليشيا أخرى يقودها المدعو شيريخان المصراتي، بمشاركة أعضاء في ميليشيات أخرى.
ووفق المصادر لوحظ انتشار كثيف لميليشيات شريخان والقوة الوطنية المتحركة، في المنطقة السياحية، في وقت خلت الشوارع من المارة وأغلقت المحال أبوابها.
وكانت اشتباكات اندلعت في المنطقة قبل حوالي شهرين، بسبب خلاف بين المسلحين  حول الحوالات المصرفية السريعة موني غرام، ما أدى إلى مقتل مواطن من سكان المنطقة، وإحراق مقر شركة معاملات للخدمات المالية شركة الصرافة سابقا.
يشار إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق كان أقال  نوح المصراتي من منصبه كمدير لجهاز المخابرات وعين بدلا منه فتح الله حسين عبدالكريم محمد، وذلك ضمن القرارات التي أصدرها نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجيبري، حيث لم يتضح  ما إذا كان هذا التعيين قد نفذ أم ما زال قيد التنفيذ، بعد إلغاء فايز السراج لقرارات  المجيبري والخلافات التي عصفت بالرئاسي إثرها، واستقالة نائب الرئيس الثاني موسى الكوني من منصبه.
مجددًا.. ميليشيات
ووفق مصادر، قتل ما يقارب الثمانية أشخاص مساء أمس السبت جراء اشتباكات بين شبان من منطقة القره بوللي وإحدى التشكيلات المسلحة المعروفة بكتيبة الكاني شرق العاصمة طرابلس، وبحسب صحيفة المرصد الإلكترونية فإن الاشتباكات دارت بعد هجوم شنته عناصر الكتيبة على المنطقة ردا على مقتل اثنين من عناصرها، متهمين بنقل شحنة كبيرة من النحاس لبيعها بطريقة غير شرعية.
وتعد هذه الاشتباكات هي الثانية خلال أقل من عام، حيث شهدت المنطقة في 11 يونيو الماضي مقتل حوالي ثلاثين شخصا في تفجير مخزن ذخيرة بعد سيطرة الأهالي عليه في محاولة طردهم لمجموعة مسلحة كانت تتمركز بالمنطقة.
ووفق متابعون فإن حالة التوتر لا تزال مرتفعة بسبب استمرار تواجد ميليشيات من ترهونة توالي حكومة الإنقاذ بطرابلس ببعض معسكرات القربولي، ما قد يؤدي إلى معاودة القتال مجدداً.
وفيما تخضع ميليشيات الكاني  التي شاركت في الاشتباكات  لسلطة حكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني السابق والتي عادت لمقراتها بطرابلس، ينتشر بمنطقة القربولي 50 كلم شرق العاصمة عدد كبير من المجموعات المسلحة المنحدرة من أكثر من منطقة ذات المصالح المشتركة المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، حيث تعتبر القربولي من أبرز مناطق تجارة البشر بعيد عن مراقبة أي سلطة في البلاد.
وسبق أن أكد وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ الوطني العميد "جمعة المشري" أن موقف القوة الوطنية المتحركة سليم جدا، وهي فرقة أمنية تتبع حكومة الإنقاذ وتعمل بتعليماتها .
اعتبر المشري ، تعليقا على الأحداث التي وقعت بمنطقة حي الأندلس هي محاولة من حكومة الوفاق لبث الفتن في المنطقة بمجموعات مدفوعة الأجر، على حد تعبيره.
 واعتبر أن حكومة الوفاق غير شرعية، وأنها تعمل بدون وزير داخلية مما أدى لانقسام الأجسام الأمنية بكل مسمياتها .
ومن جانبها أصدرت القوة الوطنية المتحركة بيانا مساء أمس السبت أعلنت فيه عدم تكليفها بأي عمل امني أو عسكري داخل العاصمة طرابلس، وأنها تخلي مسؤوليتها القانونية و الأخلاقية عن أي عمل أو تصرف تم خلال الفترة 2016 / 2017م .
ومع هذه الاشتباكات يعود نفس السيناريو السابق الذي شهدته أيضا العاصمة طرابلس في أعقاب اسقاط نظام معمر القذافي في 2011، حيث شهدت العاصمة حالة من الفوضي الغير مسبوقة أدت إلي دخول الميلشيات المسلحة واستحوذها علي المنطقة بالكامل، فيما استطاعت جماعة الإخوان بالتحكم في العاصمة عن طريق المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والذي أنهي مهام عمله منذ دخول حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج في مارس 2016.

شارك