التلاسن بين "الحشد" و"البيشمركة" يُعرقل تحرير "الموصل"

الأحد 29/يناير/2017 - 06:58 م
طباعة التلاسن بين الحشد
 
قبيل بدء الجيش العراقي العمليات النهائية لتحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، بدا ان التلاسن بين قوات من الحشد الشعبي وآخرى من الكردية، سيتسبب بشكل كبير في الدخول في مشاحنات فرعية من الممكن ان تؤثر بشكل كبير على عمل القوات وتجهيزها لمعركتها الأصلية، حيث تواصل التوتر بين قوات "البيشمركة" الكردية و"الحشد الشعبي" في محافظة نينوى شمال العراق، رغم محاولات التهدئة.
وهدد القيادي في "الحشد الشعبي" جواد الطليباوي، بشن هجوم على قوات البيشمركة الكردية، والقيام بعملية خاطفة ضدها في المناطق المحررة من نينوى، وبحسب حديث طليباوي، فإن "فصائل الحشد الشعبي لن تتردد في شن عملية عسكرية خاطفة ضد قوات البيشمركة في حال رفضت الانصياع للأوامر التي تؤكد على خروجها من المناطق المحررة في محافظة نينوى"، لكنه أقر بأن "انسحاب قوات البيشمركة أمر مرهون بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي".
التلاسن بين الحشد
وشن فصيل من "الحشد الشعبي"، الخميس الماضي، قصفاً مدفعياً على قوات البيشمركة شرقي قضاء سنجار، وقال المتحدث باسم "الحشد" أحمد الأسدي، الجمعة، إن "البيشمركة جزء من القوات المسلحة العراقية وهم إخوة لنا وشركاء أساسيون في مواجهة الاٍرهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية، وهناك نقاط متقاربة للحشد والبيشمركة في المنطقة، ويوجد تنسيق عالٍ بين الجانبين"، مضيفا: "شكلنا لجنة تحقيق فورية لمعرفة ملابسات ما جرى، ومنع تكرار مثل هذه الأخطاء التي لا تخدم سير المعارك واستمرار وتيرة الانتصارات"
وكان قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، أعلن أمس الأول الفرق التي ستستلم مسك الأرض في الساحل الأيمن، معددا الحشد الشعبي من أبناء الموصل، في إشارة الى حرس نينوى التي شكلها النجيفي من الشباب السنة في نينوى، وتلقت تدريبا تركيا وكرديا، بينما قصفت القوات العراقية، أمس، الجانب الأيمن من الموصل، استعدادا لعبور نهر دجلة واستكمال تحرير المدينة.
ودخلت أقطاب دينية على خط الازمة، حيث اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، أنه "لا خيار أمام العراقيين إلا التفاهم مع بعضنا البعض ليتعافى العراق من محنته"، وقال الحكيم أمام مؤتمر العشائر العراقية، إن "الضمانات الخارجية والدولية لا تنفع العراق، وإن الضمانة الأساسية هي العراقيون باتفاقهم وتضحيتهم"، مضيفاً أن "من يريد أن يدخل العراق تحت طائلة البند السابع، وتحت الوصاية الدولية والإسلامية، بحثا عن ضمانات لا يمكن أن تقبل، وعلينا الاعتماد على أنفسنا وسياسيينا وقادتنا، وعلى كل واقعنا المجتمعي".
التلاسن بين الحشد
وشدد على أن "الدستور والعملية السياسية أساسان لا يمكن التراجع عنهما"، وأشار الى أن البعض يستهدف مبادرة "التسوية الوطنية" التي اقترحها لأنه سيفقد "بضاعته الطائفية"، وكان "المجلس الأعلى الإسلامي" الذي يتزعمه الحكيم وصف في وقت سابق "التسوية السياسية" بأنها "صيغة إنقاذية"، مبديا رفضه إزاء قيام جهات، لم يسمها، بـ"تضليل الجمهور بشأن محتوى وأهداف التسوية".

استثناء الحشد الشعبي

استثناء الحشد الشعبي
على صعيد آخر، وفيما يبدو ان إعلان القائد العسكري المشرف على خطة تحرير محافظة نينوى شمالي العراق، الجمعة، تكليف قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية إضافة إلى حرس نينوى(سنة) بإدارة الملف الأمني للجانب الشرقي لمدينة الموصل(شمال) بعد تحريره، مستثنين بذلك قوات الحشد الشعبي من هذه المهمة، جاءت نتيجة استجابة لنداءات الأهالي منذ بداية المعركة الرافضة لإشراك قوات الحشد في معركة تحرير مدينتهم خوفا من اقترافهم انتهاكات طائفية جديدة.
وأعلنت القوات العراقية، الثلاثاء الماضي، استعادة السيطرة على كامل الجانب الشرقي للموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على القتال بدعم من التحالف الدولي، وقال الفريق الركن عبد الأمير يار الله، القائد العسكري لعملية تحرير نينوى، في بيان له "بعدما تحقق النصر العراقي الكبير في تحرير الجانب الشرقي (للموصل)، والاستعداد لتطهير الجانب الغربي والمناطق الأخرى في نينوى، أوكلت مهمة مسك الأرض في ذلك الجانب إلى القوات المشتركة، لجهاز مكافحة الإرهاب، والجيش العراقي، الرد السريع(تتبع للدفاع)، الشرطة الاتحادية(تتبع للداخلية)، وشرطة نينوى، والحشد الشعبي من أبناء نينوى (في إشارة إلى حرس نينوى".
التلاسن بين الحشد
و"حرس نينوى" يضم مقاتلين سنة، من ابناء المحافظة (نينوى) يقودهم أثيل النجيفي، المحافظ السابق لنينوى، وتولت تركيا تدريب هذه القوات المقدر عدد أفرادها بثلاثة آلاف مقاتل في معسكر بعشيقة، شمال شرق الموصل، ودعا القائد العسكري الأهالي إلى "التعاون مع القوات العراقية لتحقيق الاستقرار الكامل في مناطقهم".
ولم يتم تكليف قوات الحشد الشعبي مع بقية المكونات الأمنية العراقية مخافة أن يثير ذلك خلافات طائفية في المدينة سواء بين المليشيات الشيعية والأهالي أو المليشيات السنية،
وتواصل القوات العراقية الاستعدادات اللوجستية الخاصة بمعركة الجانب الغربي للموصل. وقال النقيب عدي محمد، الضابط في الجيش العراقي إن "تعزيزات من الأسلحة والعتاد تنقل بشكل يومي إلى محاور الموصل في الجانب الشرقي للمدينة، استعدادا لانطلاق المرحلة القادمة من المعارك باتجاه الجانب الغربي".

شارك