الغوطة الشرقية "وكر" جيش الإسلام و"عصية" على قوات الجيش السوري
الثلاثاء 31/يناير/2017 - 12:30 م
طباعة
مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الفصائل السورية المسلحة المعارضة من جهة والنظام السوري وميليشياته من جهة أخرى في محاولات متكررة من قبل الأخير للاقتحام على عدة محاور في الغوطة الشرقية لريف دمشق، تبرز أهمية الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، التى يعد تأمينها عسكرياً حماية لقلب العاصمة إنطلاقاً من خاصرتها الغوطة الشرقيّة، التى تعد مداً حيوياً للعاصمة دمشق، حيث تعتبر العديد من بلداتها معاقلاً لجبهة النصرة والتنظيمات التكفيرية الاخرى من لواء إسلام وأحرار الشام.
وإستراتيجياً تعتبر “الغوطة الشرقية” ظهر العاصمة السورية من ناحية الشرق تتشكل يتشكّل هذا المتّحد الجغرافي من قرى أساسية واقعة على خط نار العاصمة، أهم المناطق الساحنة فيها التي تتخذها المعارضة منها معاقل لها هي “المليحة، بيت سحم، عقربا، عربين، زملكا، وجوبر”، هذه المناطق التي تُحد العاصمة وتبعد عنها كلم مترت قليلة. أقرب نقطة فيها للعاصمة هي حي “جوبر” الذي يبعد أمتاراً قليلة عن ساحة العباسيين وسط العاصمة.
مناطق أخرى لا تقل شأناً بالنسبة للاهمية العسكرية نسبة للمناطق المذكورة أعلاه. في (ريف الغوطة) توجد بلدات اخرى ايضاً تُشكل معاقلاً لجبهة النصرة والمعارضة المسلحة، منها: “النشابية، البلالية، الأحمدية”، والأهم دير سليمان التي تعتبر قطب هذه الدائرة العسكرية المشكلة من المناطق السابقة وقد أفاد ناشطون أن قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني والطيران الحربي والمروحي، بدأت باقتحام الغوطة الشرقية عبر محوري "ميدعاني، والمرج" فتصدى لهم المقاتلون ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
ونشر "جيش الإسلام" على حسابه في موقع "تويتر": "عشرات القتلى لعصابات الأسد في قصف مدفعيّ استهدف مركز انطلاق قوّة العدوّ المقتحمة على جبهات الميدعاني وحزرما" كما أعلن الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام "حمزة بيرقدار"، أن ما لا يقل عن 10 عناصر من قوات النظام قتلوا خلال محاولتهم التسلل إلى مواقع الثوار بميدعاني بعد وقوعهم داخل حقل للألغام، و أن المعارك تخللها قصف بصواريخ الفيل وقذائف المدفعية على بلدة حزرما.
يذكر أن النظام السورى جدد وحلفائه قد جدد صباح الأربعاء 25-1-2017م هجومهم على الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما تصدت الفصائل لمحاولة الميليشيات الشيعية الاقتحام من 3 محاور في حرستا وعربين وسط غارات جوية عنيفة على مناطق الاشتباك وأحبطت الفصائل في الغوطة محاولة اقتحام لمدينتي حرستا وعربين من جهة إدارة المركبات، ترافقت مع غارات مكثفة استهدفت منطقتي عربين وحرستا ووصل عددها لـ11 غارة جوية.
كما جرت اشتباكات عنيفة بين الفصائل وقوات الأسد على محور القاسمية والبحارية ومزارع النشابية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية تزامنت مع قصف بقذائف المدفعية والهاون استهدف المنطقة، كما شنت الفصائل المقاتلة هجوماً معاكساً على قوات النظام في بلدة حزرما بالغوطة الشرقية لريف دمشق ما مكنها من استعادة السيطرة على عدة النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام، حيث حاول التقدم على محور القاسمية في محاولة منه فصل بلدة النشابية عن حزرما.
ومؤخراً جرت على جبهات بلدة القاسمية اشتباكات عنيفة تكبدت خلالها قوات الأسد خسائر في الأرواح، ودارت أيضا اشتباكات على جبهات البحارية ومزارع النشابية وجبهة أوتوستراد "حمص-دمشق" الدولي، فيما تمكن الثوار في القلمون الشرقي من تدمير مجنزرتين لتنظيم الدولة على جبهة البتراء وقتل طاقمهما.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من محاولات قوات النظام السورى منذ أكثر من 3 أشهر اقتحام الغوطة الشرقية والوصول إلى معاقل المعارضة في دوما، وذلك عبر سياسة الهجوم السريع والمتلاحق الذي ادى بدوره لسقوط عدة مدن وبلدات في القطاع الجنوبي من الغوطة لكن يبدو ان الغوطة الشرقية "وكر" جيش الإسلام"عصية" على قوات الجيش السوري وحلفائه .