التلاسن "الصريح " بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران "ينذر" بكارثة على الدولتين
السبت 04/فبراير/2017 - 02:53 م
طباعة
ربما يشكل التلاسن "الصريح " بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إنذار بكارثة مدوية على الدولتين فبعد إجراء الأخيرة اختبارا على صاروخ باليستي رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهجوم شديد عليها قائلا في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن "ايران تلعب بالنار- هم لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما "لطيفاً" معهم. لست هكذا!".
وامتد التهديد الامريكى الى أركان الادارة الامريكية الجديدة حيث أكد وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس ، أنه ليس هناك في هذه المرحلة حاجة لزيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، بسبب القلق من إيران، ولكنه حذر من أن العالم لن يتجاهل الأنشطة الإيرانية، ومشيراً إلى أن إيران هي "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم" وجاءت تصريحات ماتيس خلال زيارة يقوم بها حالياً لليابان، وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من إعلان مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية قرب مضيق باب المندب قبالة اليمن، لحماية الممرات المائية من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
من جانبه، حذر مستشار البيت الأبيض للأمن القومي مايكل فلين، من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب "لن تتساهل مع استفزازات إيران التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وقال "لقد كان المجتمع الدولي متساهلاً جداً مع تصرفات إيران السيئة، لم يعد طقس اجتماع مجلس الأمن الدولي في لقاء طارئ وإصدار بيان قوي، بالأمر الكافي وأن إدارة الرئيس ترامب لن تتساهل مع استفزازات إيران التي تهدد مصالحنا وانتقد موقف الحكومة الأمريكية السابقة التي قادها الرئيس باراك أوباما، بالقول: "لقد ولّى زمن غض الطرف عن تصرفات إيران العدائية والعدوانية تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وان إيران متهمة بدعم عمليات عنف تزعزع الشرق الأوسط"، واصفاً إياها بأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".
فيما أعلنت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة فرض عقوبات على 13 شخصية و12 شركة إيرانية في أول عقوبات أمريكية تطال طهران في عهد ترامب وقال بيان للوزارة، إن ذلك يأتي في إطار الرد على تجربة إطلاق صاروخ بالستي، أجرتها طهران و أن العقوبات تستهدف جهات تدعم البرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ البالستية، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري" وكان الرئيس الأميركي قد قال يوم الخميس 2-2-2017م إن "كل الخيارات مطروحة" للتعامل مع إيران، بما فيها الخيار العسكري وأضاف ترامب خلال لقائه مسؤولي شركة "هارلي ديفيدسون" في البيت الأبيض، رداً على سؤال حول إمكانية أن يفكر في الخيار العسكري، بالقول إنه "لا يوجد خيارات مستبعدة".
هذة التصريحات رد عليه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عبر حسابه ايضا في "تويتر"، "إيران لا تعبأ بالتهديدات لأننا نستمد الأمن من شعبنا ولن نبادر بالحرب لكن يمكننا دوما الاعتماد على وسائلنا في الدفاع ولن نستخدم أسلحتنا ضد أي أحد أبداً عدا الدفاع عن النفس و دعونا نرى ما إذا كان أي طرف ممن يشتكون يمكنه التصريح بالمثل" واعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية ان التحذير الذي وجهه مستشار الرئيس ترامب للأمن القومي مايكل فلين إلى طهران منتقدا إجراءها تجربة إطلاق صاروخ بالستي تحذيرا رسميا لإيران بعدم تكرار استفزازاتها و أنه يعد أمرا جيدا أن تقوم إدارة الرئيس ترامب بطمأنة شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إزاء سلوك إيران، ولكن يجب على الإدارة أن توازن ما تقوم به مع المخاطر المحتملة خشية الانزلاق إلى المستنقع.
وأشارت إلى أن إيران لا ترغب بالمواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة، وأنه يمكن للتحذير الذي وجهته إليها إدارة ترامب أن يثنيها عن الاستمرار في سلوكها الذي يتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط و أن خيارات إدارة الرئيس ترامب تجاه إيران تحتاج إلى دعم دولي، وأن هذا يتطلب من الرئيس ترامب بناء تحالفات قوية ومعاملة حلفائنا في المنطقة باحترام، وقالت إن إدارة ترامب لا تتملك أدوات الاتصال التي كانت لدى إدارة أوباما مع إيران لتخفيف مستوى التوتر، وأنه يخشى من تفجر الأوضاع بسرعة وخروجها عن السيطرة.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه ربما يشكل التلاسن "الصريح " بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إنذار بكارثة مدوية على الدولتين سوف يدفعها ثمنها العالم وان كلاهما يلعب بالنار التى ستحرق الجميع .