مع عودة سكان "سرت" لمنازلهم.. هل ينتهي "داعش" في المدينة؟

الأحد 05/فبراير/2017 - 02:55 م
طباعة مع عودة سكان سرت
 
بعد معاناة استمرت أكثر من عامين لسكان مدينة "سرت" الليبية، في ظل توغل وانتشار الجماعات الإرهابية علي رأسهم تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأت صباح اليوم الأحد 5 فبراير 2017 عائلات المدينة في العودة إلى منازلها، وذلك بعد أكثر من شهر منذ إعلان تحرير سرت وطرد تنظيم الدولة الإسلامية داعش منها.
مع عودة سكان سرت
وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص المشكلة من قبل حكومة الوفاق الوطني عن خطةٍ لتأمين المدينة وإزالة الألغام، وذلك على مراحل متتالية، حتى عودة كامل سكان المدينة.
وقال الحاكم العسكري لمدينة سرت العميد أحمد أبوشحمة إن البداية ستكون بعودة أهالي منطقة 700، مضيفا أن عودة كامل أهالي سرت مرهونة بتأمين المدينة وتنظيفها من الألغام التي زرعها التنظيم خلال المعارك، مشيرًا إلى أن سرية الهندسة العسكرية التابعة للغرفة تقوم بهذه العملية، وهناك العديد من المناطق الواقعة وسط المدينة لم تؤمن بعد، علاوة على وجود عدد من الجثث التي لم يتم انتشالها بعد، خاصة في حي الجيزة البحرية الذي كان آخر معاقل التنظيم في سرت.
ووفق تصريحاته فإن عددا من جيوب التنظيم الهاربة مازالت تتحرك جنوب سرت، وخاصة في الأودية الواقعة بين سرت وبني وليد، لافتا إلى أن الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة التي خلفت أكثر من 90 قتيلا من تنظيم داعش كانت مؤثرة جداً على الأرض.
وقد اجتمع عميد بلدية سرت السيد مختار خليفة فرج المعداني مع آمر غرفة العمليات الميدانية بسرت أمس السبت، واللجنة المشكلة من آمر غرفة عمليات "البنيان المرصوص" المكلفة بالإشراف على عودة أهالي المدينة إلى منازلهم.
وقال المعداني وفق بوابة الوسط الليبية، إنه تم الاتفاق على إجراءات البدء الفوري والفعلي لعودة سكان حي 700 وحدة سكنية بسرت اعتبارًا من صباح اليوم الأحد، مشيرًا إلى أن عمليات عودة باقي السكان لمنازلهم في وسط سرت ستكون على 6 مراحل.
وأوضح: المرحلة الأولى تستهدف سكان حي 700 وحدة سكنية، أما المرحلة الثانية فستكون للحي السكني الثالث، ثم حي الألف وحدة سكنية، وحي الشعبية والمجاورة لفندق المؤتمرات، ثم حي الزعفران، يلي ذلك عودة أهالي الحي السكني الثاني والحي السكني الثالث باستثناء حي المنارة وشعبية الجيزة البحرية باعتبارهما مناطق محظورة، لافتًا إلى أن إجراءات العودة تستلزم من المواطنين أرباب الأسر تعبئة استبيان يتم توضيح مكان العمل وعدد أفراد الأسرة ومكان السكن فيه.
مع عودة سكان سرت
من جانبها، اشترطت غرفة العمليات العسكرية مصراتة - سرت، على النازحين من أهالي سرت، التعهد بعدم التعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم، حيث أعدّت الغرفة نموذج تعهد قالت إنه يتوجب على السكان التوقيع والبصم عليه قبل الرجوع إلى مساكنهم.
وجاء في نموذج التعهد "أتعهد وأنا بكامل قواي العقلية بعدم التعاون مع التنظيم الإرهابي "داعش" بأي وسيلة من الوسائل سواء بالهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي أو إعطاء معلومات أو التستر أو نقل أفراد التنظيم أو غير ذلك من أنواع التعاون".
كما اشترطت كتائب مصراتة على المواطنين مقابل العودة التعهد بـ "الإبلاغ عن أي شخص ينتمي للتنظيم أو يتعاون معه وأن يكون كل مواطن مسؤول مسؤولية شخصية تجاه ابنائه حال مخالفتهم التعهد". 
ومن بين الشروط التي وضعتها كتائب مصراتة لرجوع سكان سرت تعبئة نموذج خاص بحصر الأسر التي ستعود للمدينة يشمل اسم رب الأسرة وقبيلته واسم الزوجة والأبناء مرفقة بأرقامهم الوطنية.
يشار إلى أن غرفة عمليات مصراتة - سرت شكلت لجنة من 11 عضوا تتولى الإشراف على عودة سكان سرت إلى مدينتهم والتي أعدت بدورها خطة أمنية من ست مراحل تبدأ أولها غداً الأحد برجوع سكان حي الـ700.
وكان معظم سكان سرت تركوا المدينة منذ حوالي عام ونصف، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش عليها، ويترقب أهالي المدينة الآن العودة إلى منازلهم، لكن البنية التحتية لوسط المدينة دُمرت خلال المعارك التي جرت طيلة سبعة أشهر من العام الماضي، والتي كانت مدعومة بغارات جوية من قبل القوات الأمريكية في أفريقيا.
وسيطر التنظيم الإرهابي علي مدينة سرت الليبية في يونيو 2014، حيث نجح في التوغل والتنامي وفرض سيطرته علي سكان المدينة، وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحًا مهمًّا في معركة محاربة داعش، وكانت أغلب القوات للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت، والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.

شارك