الإفتاء المصرية والتحذير من الاخوان في ألمانيا
الإثنين 06/فبراير/2017 - 03:00 م
طباعة
حذّر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، من خطورة تأثير تيار الإسلام السياسي على أوضاع المسلمين في ألمانيا، وإثارة الخوف والفزع من المسلمين لدى فئات المجتمع الألماني، وذلك بالتزامن مع ورود تقارير صحفية تشير إلى اتجاه عدد من المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين إلى ألمانيا كأحد المناطق الآمنة للجماعة.
وأوضح المرصد أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدفع الكثير من أعضاء الجماعة إلى مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية والبحث عن بديل آمن للانتقال إليه والعمل من خلاله، حيث سعى الكثير من أعضاء الجماعة إلى الرحيل نحو كندا، وسعى البعض الآخر نحو ألمانيا مستغلين نفوذ الجماعة هناك، وامتلاكهم الجمعية الإسلامية هناك، وهي أحد أقدم المراكز الإسلامية في ألمانيا، حيث تم إنشاؤها عام 1960م، ويبلغ عدد أعضائها نحو 13000 عضو.
ولفت المرصد إلى أن التوظيف السياسي للمؤسسات والمراكز الإسلامية من قبل تيارات الإسلام السياسي يثير الكثير من المخاوف لدى المجتمع الغربي من طبيعة تلك المراكز وأهدافها وتأثيرها على الطبيعة الاجتماعية لتلك الدول، وهو الأمر الذي توظفه تيارات اليمين الديني المتطرف هناك لتشويه صورة الإسلام والتحذير من خطر المسلمين على مستقبل المجتمعات الغربية.
ودعا مرصد دار الإفتاء مسلمي ألمانيا إلى الحذر من الانسياق وراء التوظيف السياسي للمراكز الإسلامية هناك وعدم الانخداع بالدعاية المضللة التي تستخدمها الجماعات والتيارات المتطرفة وتيارات الإسلام السياسي، والتي تسعى نحو تكتيل مسلمي ألمانيا خلف مصالحها وتوظيفهم بما يحقق مصالح تلك التيارات وأهدافها الخاصة والضيقة.
وهناك حقائق مهمة غفلها تقرير مرصد الاسلاموفوبيا التابع لدار الافتاء المصرية والتي تؤكد على اهمية الاهتمام بالعمل في وسط المسلمين داخل المانيا والاهتمام بمتطلباتهم وتوعيتهم بالإسلام بعيدا عن جماعة الاخوان التي تستغل وجودها في المانيا في تجنيد العديد من مسلمي هذا البلد وكذلك المهاجرين من الدول العربية والافريقية التي تكتوي بنيران الارهاب ومن اهم الحقائق التي غفلها التقرير:
1- يبلغ عدد من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا نحو ثلاثة آلاف عضو تحت اسم “رابطة المسلمين في ألمانيا” IGD وينشغلون بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن دعوتهم وجماعتهم باعتبارها تجسد “الطريق الإسلامي الصائب” من وجهة نظرهم، وينتقدون أفكار وتصرفات السلفيين الألمان ويبتعدون عنهم بقدر الإمكان، وهم يؤكدون دوما أنهم غير تابعين مباشرة للجماعة الأم، لكنهم يستقبلون قيادات إخوانية عربية، ولاسيما مصرية، ويجرون اجتماعات مستمرة معهم، ويحرصون على وصفها بأنها “اجتماعات تناقش قضايا عامة” لكن الحكومة الألمانية تضعهم تحت المراقبة الدائمة الناعمة، ولديها معلومات يقينية أن هذه الاجتماعات لها علاقة بما يشغل “التنظيم الدولي للإخوان”، وأنها جزء لا يتجزأ منه.
2- ان الإخوان في ألمانيا يمارسون عادة الكذب على السلطات الألمانية حول نشاطهم وأهدافهم الحقيقية، لكن ما بدا من كلام بعض الساسة الألمان، أنهم يقظون جدا، ويعرفون كثيراً عن الجماعة ليس فقط على الأراضي الألمانية إنما في موطن تأسيسها مصر، وفي غيرها من بلدان العالم الإسلامي.
3- ربما الرؤية العامة التي تحكم توجه الحكومة الألمانية حيال الإخوان هناك هي التي عبر عنها يواخيم هرمان وزير الداخلية في ولاية بافاريا ذات يوم حين رفض التقليل من تأثير هذه الرابطة ورأى أنها تنأى بنفسها لأسباب تكتيكية عن الاتجاهات الإسلامية المتطرفة في البلاد، وقال “الوجه الحقيقي لمثل هذه التيارات يسفر عن نفسه بالتدريج بعد النجاح الذي حققه الإخوان في مصر، حيث يريدون تغيير المجتمع عبر قانون أساسي يقوم على الشريعة الإسلامية”.
4- والعديد من السياسيين الألمان غير مطلعين على الإسلام ولا يدركون أن وجهة نظر الإسلام وتأويله اللذان يعبر عنهما المجلس الإسلامي في ألمانيا، وكما تعبر عنهما الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، إنما هي وجهة نظر وتأويل الإخوان المسلمين وليسا خاصين بالإسلام التقليدي. وتبعاً لذلك، يعبر المجلس عن معارضة كلية لأي حظر على الحجاب، ويدعم التعليم الإسلامي ذا المسحة الوهابية في المدارس، ويصادق على موقف متطرف حول الوضع في الشرق الأوسط.
5- ان التنظيم الدولي لجماعة الاخوان قد تغلغل في الواقع الألماني بدءا من مسجد ميونيخ الذى تم الاعلان عن انشائه عام 1963 وأن استراتيجية الاخوان في هذا التغلغل استندت على 3 أدوات رئيسية وهى:
- المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا
- المؤسسة الإسلامية لألمانيا التي تعد صوت مسلمي ألمانيا حيث تتحكم في نحو 60 مركزا اسلاميا في انحاء ألمانيا التي يترأسها الاخوانى المصري ابراهيم الزيات (صهر صبري أربيكان زعيم جماعة ميللى جوروش التركية)
- الجناح التركي المتمثل في ميللى جوروش الذى يسيطر على قطاعات عريضة من الجالية التركية في ألمانيا. إذ تتبنى الجمعية أيديولوجية اسلامية تجعلها احد روافد الاخوان في اطار مشروع الاسلام السياسي التركي، فضلا عن علاقاتها الوثيقة بالرئيس التركي أردوغان. كما تأسست مؤخراً جمعية جديدة تمثل اتحاداً بين ميللى جوروس التركية والمؤسسة الإسلامية بألمانيا التابعة لجماعة الإخوان (التي يترأسها ابراهيم الزيات) تحت مسمى ZENTRALRAT.
6- نتيجة علاقة التماهي والتقارب بين الإخوان حاليا وحكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة طيب أردوغان، هناك تنسيق بين الإخوان وهذا الاتحاد الذى يعد أكبر اتحاد للمسلمين في ألمانيا، خاصة أن الجالية التركية تمثل نصف عدد المسلمين، ومن هنا يعتمد الإخوان في تحركهم ضد الادارة المصرية بقيادة السيسي على الدعم المعلن من حكومة أردوغان بتحريك التنظيمات التركية وليس فقط على الإخوان هناك.