بعد تحريرها من أيدي "داعش".. سكان الموصل تحت قبضة الميلشيات الشيعية

الأربعاء 08/فبراير/2017 - 05:58 م
طباعة بعد تحريرها من أيدي
 
في الوقت الذي بدأت فيه مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، استعادة عافيتها في بعض القري التابعة لها والتي تحررت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، بدأ سكان أحياء المدينة ومناطق أخرى في محافظة نينوى بشمال العراق يبدون شكواهم من فوضى أمنية ومن غياب لمظاهر الدولة، وكذلك كثرة السرقة والنهب، حيث تشير أصابع الاتهام إلي ميلشيات الحشد الشعبي، وفق محللون.

بعد تحريرها من أيدي
وتأتي حالة الفوضي التي يعيشها سكان الموصل، لتطيح بأمال عودة الاستقرار لهم بعد معاناة دامت أكثر من عامين، منذ أن سيطر التنظيم الإرهابي علي المدينة بأكملها، وتشمل الفوضى الأمنية مناطق أخرى من محافظة نينوى تمت استعادتها من تنظيم داعش ولم يتحقّق لسكانها الأمان المنشود.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن القوات العراقية تجهز لدخول المرحلة الثالثة من عملية تحرير الموصل، تحت شعار  "قادمون يانينوى"، حيث دعت كافة الصحفيين والإعلاميين للحصول علي تصاريح تغطية المرحلة الثالثة من تحرير المدينة اليوم الثلاثاء 7 فبراير 2017، وحتى مساء الخميس المقبل.
ويتوقع خبراء عسكريون أن يكون الشطر الغربي أكثر صعوبة من الشطر الشرقي ومن المتوقع أيضا أن يخوض مقاتلي داعش قتالا شرسا وذلك لأسباب عسكرية ولوجستية.
ويشارك في عملية تحرير الموصل، التي انطلقت في 17 أكتوبر 2016، ائتلاف يسانده التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يضم 100 ألف من جنود الجيش والقوات الخاصة والشرطة الاتحادية والمقاتلين الأكراد ومليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية، إلى جانب "حرس نينوى".
وخاضت القوات العراقية معارك صعبة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل المئات من عناصر تنظيم داعش وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال معارك تحرير الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل.
وسيطرت قوات الحكومة العراقية بشكل كامل على الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعد مئة يوم من انطلاق الحملة العسكرية للقوات العراقية المدعومة جوا وبرا من الولايات المتحدة الامريكية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل أكبر المدن الخاضعة للتنظيم الارهابي في العراق وسوريا من حيث عدد السكان الذي بلغ قبل الحرب مليوني نسمة.
وقد ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن القوات العراقية استعادت نحو 80% من مدينة الموصل، لتكبد تنظيم داعش خسائر فادحة، وتجعله يسارع كـ"الثور الهائج"  لتعويض ما فقده في مناطق أخري، ما قد يؤدي إلي اتخاذه لمحافظة ديالي موطأ جديدًا له.
وباتت المدن المحررة اكثر عرضة للفوضي مع ظهور الميليشيات المسلحة التي تستخدم أزياء القوات العراقية وتستقل مركبات عسكرية من دون ألواح رقمية في عمليات سطو على الأموال والممتلكات، وهي ظاهرة عرفتها العديد من المدن الأخرى في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار والتي كانت شهدت ظروفا مماثلة للظروف التي تمرّ بها مدينة الموصل حاليا.
ووفق متابعون، تنسب تلك الأعمال للميليشيات الشيعية المشاركة في الحرب على داعش ضمن الحشد الشعبي، وهي الوحيدة التي تمتلك أزياء مطابقة لأزياء الجيش والشرطة وتستخدم ذات المركبات المستخدمة من قبل القوات النظامية، وبإمكانها تجاوز السيطرات والحواجز الأمنية بسهولة.

بعد تحريرها من أيدي
يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر عراقية أن قوات الحشد الشعبي، تحت قيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وجهاز مكافحة الإرهاب قامت باختطاف العشرات من الضباط العراقيين الذين كانوا يحملون رتبا عالية في الجيش العراقي السابق.
 وقالت المصادر إن هؤلاء الضباط مطلوبون للحرس الثوري الإيراني، وأثارت تحركات الميليشيات الطائفية في الموصل على الفور قلق بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق والسفارة الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة.
ولم يعلن بشكل رسمي عن مشاركة الحشد في معركة الجانب الشرقي من الموصل لكن مصادر متعدّدة أكّدت تسرّب الميليشيات إلى ذلك الجانب من المدينة، خصوصا بعد استكمال استعادته من داعش ومنع الميليشيا السنّية المعروفة بحرس نينوى التي يقودها المحافظ السابق أثيل النجيفي من مسك الأرض وضبط الأمن في الأحياء المستعادة.
وكانت تعرضت، أمس الثلاثاء 8 أبريل 2017، مراكز لصرف وتبديل العملات النقدية إلى سطو مسلح في الجانب الشرقي من مدينة الموصل، فيما كشفت نائبة بالبرلمان عن محافظة نينوى عن انتشار ظاهرة الاعتقال العشوائي في مناطق المحافظة المستعادة من تنظيم داعش.
ووفق صاحب مركز لصرف العملات بالجانب الأيسر من الموصل، قال إن مجموعات مسلحة ترتدي زيا عسكريا، وتستقل نحو 7 سيارات عسكرية لا تحمل ألواحا رقمية، اقتحمت صباح الثلاثاء 5 مراكز لصرف وتبديل العملات في منطقة حي الزهور وأجبرت أصحابها على التخلي عن كل ما لديهم من مال تحت تهديد السلاح.

شارك