هل ينجح الاتحاد الأوروبي في التوسط بين "حفتر والسراج"؟

الخميس 09/فبراير/2017 - 02:32 م
طباعة هل ينجح الاتحاد الأوروبي
 
مع تضارب الأنباء حول اللقاء المرتقب بين طرفي النزاع الليبي، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، يعتزم الاتحاد الأوروبي في الوساطة لجمع الطرفين علي طاولة واحدة وتقارب وجهات النظر.
هل ينجح الاتحاد الأوروبي
وترددت أنباء في الفترة الماضية عن لقاء مرتقب بين حفتر والسراج، حال توافق الطرفين علي هذا، وأعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني، أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتغيير موقفه تجاه مسألة الاعتراف بالطرف الذي يحكم ليبيا إذا ما اتفق الليبيون على ذلك.
وقالت موجيريني في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل إن الهدف هو توسيع العملية السياسية وإن الاتحاد الأوروبي ليس متمسكًا بموقف لا يتغير.
وأوضحت موجريني أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل عملية تقارب بين رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، وخليفة حفتر.
بحسب موجيريني، لا يرى الاتحاد الأوروبي، أي مشكلة فيما يعتبره البعض تدخلاً روسيا في الملف الليبي، واصفة الجهود الروسية بالإيجابية لتعزيز الاستقرار في المتوسط.
وفي وقت سابق، نفي مكتب القائد العام للجيش الليبي، في تصريحات صحافية نفياً قاطعاً ما تداولته وسائل الإعلام عن ترتيبات حالية لإجراء لقاء ثنائي يجمع ما بين المشير والسراج.
وكان وزير الخارجية المصري سامح قد أكد الأسبوع الماضي أن هناك جهودا مصرية لعقد لقاءات بين قيادات المؤسسات الليبية المتمثلة في حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج ومجلس النواب برئاسة عقيلة صالح والجيش بقيادة المشير خليفة حفتر لأن هذه هي مؤسسات الدولة الليبية التي يعملون على حمايتها.
ويرى مراقبون أن هذا التغير في المعاينة الأوروبية للأزمة الليبية جاء بعد أن أعلنت عدة دول ضرورة الانفتاح على القائد العام للجيش خليفة حفتر وإشراكه في أي حل للأزمة.
في هذا الصدد، دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى أن يكون قائد الجيش الليبي خليفة حفتر جزءًا من الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، الأمر الذي اعتبره مراقبون تغيرا في الموقف البريطاني الذي بقي لسنوات يدعم الميليشيات الإسلامية في طرابلس.
وقال جونسون ناقشنا الوضع في ليبيا، وتحدثنا بشأن الحاجة إلى توحيد الشرق والغرب، والعمل استنادا إلى الاتفاق السياسي، كما تحدثنا عما يمكن فعله هناك.
هل ينجح الاتحاد الأوروبي
وبدأ الموقف البريطاني يميل نحو الشرق منذ نهاية أغسطس الماضي بعد أن زار مليت مدينة طبرق والتقى بأعضاء من مجلس النواب ليخرج في ما بعد معلنا لأول مرة عن دعم بلاده لجهود الجيش الليبي في دحر التنظيمات الإرهابية وهو الأمر الذي أثار انتباه المراقبين حيث كانت بريطانيا من أبرز الدول التي تروج أن الحرب في بنغازي هي حرب أهلية بين قوات حفتر وجماعات إسلامية مناوئة له.
ويري محللون أن الدعم المقدم لحفتر من قبل عدة دول يمكن أن يدفعه إلى التشبث بشروطه وعدم تقديم تنازلات ترضي بقية الأطراف، حيث تحاول إيطاليا كذلك "كسب ود" حكومة الشرق التي يواليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وتسعي إيطاليا لاستعادة نفوذها مجددًا في ليبيا.
في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الايطالي انجلينو ألفانو، أمس الأربعاء 8 فبراير 2017، إن الحوار قد بدأ بين بلاده وروسيا بخصوص ليبيا، مشيرًا في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الايطالية إلي وجود إشارات إيجابية برزت خلال لقاء الجمعة الماضية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي سيجتمع وإياه مرة ثانية في الـ16 من الشهر الجاري في بون، بألمانيا.
أضاف ألفانو الذي أجرى بشأن ليبيا اتصالات عديدة، شملت الإمارات وقطر أيضا، لمست رغبة بالتعاون، فالجميع يدرك أن لليبيا أهمية إستراتيجية لا يمكن الاستهانة بها، سواء أكان على صعيد الهجرة بالنسبة لنا، أم من ناحية الأمن بالنسبة لآخرين.
ويستبعد باحثون في الشأن الليبي، انعقاد لقاء بين حفتر والسراج، حيث أن مواقف الجيش الليبي من المجلس الرئاسي معروفة ولا يحظى باحترام في المؤسسة العسكرية، معتبرين أن المجلس الرئاسي ارتمى في أحضان ميليشيات إرهابية، ومد يده لهم، وشكل غرف موازية، ومنذ دخوله لطرابلس يعمل ضد المؤسسة العسكرية. 
وحاول السراج أن يلتقي المشير حفتر في مناسبات عدة، ولكن دائما قوبل بالرفض، حتى المبعوث الدولي كرر عدة مرات، المحاولات لمقابلة حفتر، ربما من أجل إقرار بعض التفاهمات، ولكنه لا يعترف بوجود كوبلر.
ويتوقع مراقبون أن يكون الدعم المقدم من عدة دول للمشير خليفة حفتر، هو بداية "انفراجة" لحل الأزمة الليبية بين الطرفين، فتدخل الدول الكبري قد يساهم بشكل كبير في جمع الطرفين علي طاولة واحدة وقد ينتج عن ذلك اندماج بينهما لعودة الأمن والاستقرار في ليبيا التي تغوص في فوضي عارمة منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في 2011، حيث استغلت الجماعات الإرهابية المسلحة هذه الحالة وانتشرت وتوغلت في أكبر المدن الليبية واتخذت بعضها مقرًا لها، ولكن نجحت قوات حفتر في تحرير مدينة بنغازي، وكذلك نجحت حكومة الوفاق في تحرير مدينة "سرت" من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش".
وفي كل الأحوال حال نجح اللقاء المرتقب بين حفتر والسراج، سيترتب علي ذلك الإطاحة بجماعة الإخوان التي يواليها المؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس بقيادة خليفة الغويل.

شارك