مع مساعي سيطرتها في طرابلس.. إخوان ليبيا تهدد حكومة الوفاق
الخميس 09/فبراير/2017 - 05:17 م
طباعة
فيما يبدو أن الأزمة الليبية دخلت طريق "معتم"، فما بين تصالح الحكومتين المتنازعتين علي السلطة، وبين محاولات عودة الإخوان للعاصمة طرابلس، يتوتر الوضع يومًا عن الأخر، فكل طرف يتمسك بوجهة نظره ويريد فرض هيمنته علي حساب مصلحة البلاد ، دون النظر لحال لييبا وما آلت إليه الاوضاع.
وفي أعقاب دخول المجلس الرئاسي الموالي لحكومة الوفاق الليبية التي جاءت باتفاق الصخيرات، في مارس 2016، انسحب المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان في ليبيا من المشهد السياسي تمامًا، لتعود مجددًا وتعلن الحرب علي حكومة الوفاق، حيث ذكرت مصادر مقربة من الإخوان أن قوات تابعة لحكومة خليفة الغويل من مصراتة في مسعى إلى دخول طرابلس والسيطرة على مقر المجلس الرئاسي ومنع رئيسه فايز السراج من دخوله مجدداً.
وكانت قوات حكومة الغويل سيطرت في شهر يناير الماضي على كل من مقرات وزارة الدفاع والاقتصاد ووزارة العمل ووزارة الجرحى ووزارة العدل، كما سيطروا على عدة مقرات أخرى.
وظهر الغويل 15 أكتوبر 2016 من مجمع القصور الرئاسية في العاصمة طرابلس، وهو يقرأ بيانا يدعو فيه وزراء حكومته وموظفيها إلى العودة لمزاولة أعمالهم وتقديم الخدمات للشعب الليبي.
من جانب أخر توعد فايز السراج بملاحقة المسؤولين عن الأحداث وتقديمهم إلى المحاكمة؛ لكنه سرعان ما خسر قوات الحرس الرئاسي التي انشقت عنه، فيما أدانت الأمم المتحدة والعواصم الغربية سيطرة حكومة المؤتمر الوطني العام على طرابلس وتعطيل عمل الحكومة المعترف بها دوليا.
ويري مراقبون أن الغويل انتهز فرصة الصراعات بين القوى الأمنية الداعمة للسراج، وخاصة بعد استياء حرس المجلس الرئاسي من عدم الحصول على مستحقاتهم المالية منذ شهر، ليتمكن من التحالف مع هذه القوات للإطاحة بحكومة السراج.
الجدير بالذكر أن هذه المقرات تابعة لحكومة الوفاق التي يتولي رئاستها بدعم دولي فايز السراج، فيما أفاد مكتب التنسيق الإعلامي في ليبيا أن حكومة الإنقاذ الوطني تقوم باسترجاع مقار وزارية في العاصمة طرابلس بينها وزارة الدفاع.
وأكدت شهود عيان، وفق أخبار ليبيا، علي انتشار المليشيات المسلحة في محيط فندق ريكسوس في العاصمة والشوارع المحيطة به.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة يجريها السراج إلى تركيا، التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث رافق السراج في هذه الزيارة المفوض بوزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة، واجري عددًا من الاجتماعات مع الرئيس التركي وعدد من المسئولين الأتراك.
وجدد أعضاء المجلس دعمهم لبعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا وللاتفاق السياسي الليبي، وشجب أعضاء المجلس كل أشكال العنف بين المجموعات المسلحة في ليبيا.
كما أقر المجلس بالاهتمامات السائدة في أوساط الليبيين حيال التسوية السياسية في إطار الإتفاق السياسي الليبي، كذلك رحب أعضاء بالدعم الإقليمي والدولي من أجل عقد المباحثات الليبية لتحقيق تلك الغاية، ومن ضمنها دعم الدول المجاورة والمنمات الإقليمية.
موقف المجلس الأمن جاء بعد جلسة مغلقة قدم خلالها المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر تقريره الخاص.
وأكد كوبلر في مقابلة صحفية أن هناك توافقاً متنامياً لتعديل تركيبة المجلس الرئاسي، مضيفاً لقد فتحنا الطريق أمام تعديل محدود على الاتفاق السياسي الليبي ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار عملية ليبية ويقودها الليبيون.
علي الصعيد الميداني، قتل أربعة وجرح أخرون فى صفوف قوة الردع المشتركة "أبوسليم" في الاشتباكات التى شهدتها مناطق مشروع الهضبة في العاصمة الليبية طرابلس مساء أمس الأربعاء وحتي ساعات الصباح الأولي لليوم الخميس، حيث دارت معارك عنيفة بين ما تعرف قوة الردع والتدخل المشترك أبوسليم والتى يقودها "عبد الغني الككلي" التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، وقوات الكتيبة "315" ويقودها الرائد "السنوسي الشاوش" التابع لحكومة الإنقاذ.
ونقلت مصادر أمنية أن قوات حكومة الإنقاذ التي يترأسها "خليفة الغويل"، تمكنت من السيطرة على مقر الفرقة 29 التابع لقوة "التدخل المشتركة" القريب من مقبرة "سيدي حسين" بمشروع الهضبة جنوب طرابلس، فيما تمكنت من استعادة السيطرة على مقرها صباح اليوم الخميس.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن انقلاب الإخوان علي حكومة الوفاق سيقلب المشهدين السياسي والأمني في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أعلن الأمن الرئاسي الموجود في قصور الضيافة عن عودته لما أسماه بـ"الشرعية"، أي حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
ويتوقع محللون أن مصير المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاقية الصخيرات وحكومة الوفاق، بات مهددًا بالفشل، وبالأخص مع تعنت حكومة الإخوان والظهور مجددًا في العاصمة طرابلس.
وتعيد الإخوان نفس السيناريو السابق في الصراعات التي شهدتها الجماعة وحكومة الشرق عقب الغطاحة بمعمر القذافي في 2011، حيث شهدت الفترة من 2011 وحتي 2014 حالة فوضي غير مسبوقة إلي ان ظهرت حكومة الوفاق الليبية لتهدأ من روع المعارك ولكنها فشلت في ذلك ايضا وعادت الأوضاع للمربع "صفر".