انتقاما من القوات العراقية.. "داعش" يسعي لاستعادة تمركزه في الموصل

الأحد 12/فبراير/2017 - 05:24 م
طباعة انتقاما من القوات
 
يحاول التنظيم الإرهابي "داعش" استعادة تمركزه مجددًا في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي وقعت تحت قبضة التنظيم منذ يونيو 2014، حيث نجحت القوات العراقية في السيطرة علي معظم معاقل داعش في مدينة الموصل، وذكرت مصادر عسكرية أن القوات العراقية أحبطت عمليات تسلل جديدة لعناصر داعش وذلك عبر زوارق في نهر دجلة من الساحل الأيمن الغربي إلى الساحل الأيسر المحرر شرق الموصل، مشيرة إلى مقتل عدد من عناصر داعش في عمليات التسلل الفاشلة.

انتقاما من القوات
وفي 17 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها "داعش" في يونيو 2014، وحققت القوات الأمنية المشتركة تقدماً ملحوظاً أفضى إلى تحرير عدد من المدن والمناطق.
وسبق أن ذكرت أيضا بوابة الحركات الإسلامية، أن نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية، يشاركون في عملية تحرير الموصل من قبضة التنظيم.
سبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق، أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عمومًا، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية، مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
ويتمسك التنظيم الإرهابي بمدينة الموصل كونها تعتبر أحد مركزي الثقل بالنسبة للتنظيم، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا فريدًا، فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.
وكانت استهدفت مقاتلات التحالف الدولي ومدفعية القوات العراقية من جديد مواقع داعش في الساحل الأيمن تمهيدا لبدء انطلاق آخر مرحلة من تحرير الموصل، وذلك من أجل استنزاف قدرات المتطرفين القتالية هناك.
وفي الساحل الأيسر، فأعلنت خلية الإعلام الحربي، الخميس، تفجير سيارة مفخخة كانت معدة لاستهداف مدنيين وعناصر أكمنية.
وقالت الخلية إن مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية ضبطت عجلة مفخخة كانت تنوي استهداف المواطنين، وتم تفجيرها تحت السيطرة في حي الانتصار بالموصل.
يذكر أن الجانب الأيسر للموصل تحرر بشكل كامل في 25 يناير، وبدأت القوات الأمنية تحضيراتها بانتظار انطلاق إشارة التقدم نحو الساحل الأيمن.
وبدأ سكان أحياء المدينة ومناطق أخرى في محافظة نينوى بشمال العراق يبدون شكواهم من فوضى أمنية ومن غياب لمظاهر الدولة، وكذلك كثرة السرقة والنهب، حيث تشير أصابع الاتهام إلي ميلشيات الحشد الشعبي، وفق محللون.
انتقاما من القوات
وتأتي حالة الفوضي التي يعيشها سكان الموصل، لتطيح بأمال عودة الاستقرار لهم بعد معاناة دامت أكثر من عامين، منذ أن سيطر التنظيم الإرهابي علي المدينة بأكملها، وتشمل الفوضى الأمنية مناطق أخرى من محافظة نينوى تمت استعادتها من تنظيم داعش ولم يتحقّق لسكانها الأمان المنشود.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية فقد باتت المدن المحررة أكثر عرضة للفوضي مع ظهور الميليشيات المسلحة التي تستخدم أزياء القوات العراقية وتستقل مركبات عسكرية من دون ألواح رقمية في عمليات سطو على الأموال والممتلكات، وهي ظاهرة عرفتها العديد من المدن الأخرى في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار والتي كانت شهدت ظروفا مماثلة للظروف التي تمرّ بها مدينة الموصل حاليا.
ووفق متابعون، تنسب تلك الأعمال للميليشيات الشيعية المشاركة في الحرب على داعش ضمن الحشد الشعبي، وهي الوحيدة التي تمتلك أزياء مطابقة لأزياء الجيش والشرطة وتستخدم ذات المركبات المستخدمة من قبل القوات النظامية، وبإمكانها تجاوز السيطرات والحواجز الأمنية بسهولة.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن غالبية مقاتلي داعش الأجانب غادروا الموصل، في حين أكد مصدر عسكري العثور على مقبرتين جماعيتين لأشخاص أعدمهم تنظيم الدولة في بلدة الرطبة بمحافظة الأنبار، كما أكد مصدر آخر أن التنظيم يحتجز نازحين بمحافظة كركوك.
وقال العبادي إن تنظيم الدولة يتراجع بالموصل، وإن هناك نزاعا داخليا بين عناصر التنظيم، موضحا أن أكثر عناصرهم من الأجانب غادروا مع عوائلهم محافظة نينوى.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، أكدت أول أمس أن مسلحي "داعش" المتواجدون بساحل الموصل الأيمن يواجهون مصير "الاستسلام أو الفناء"، مشيرة إلى استمرار ضربات طيران التحالف الدولي تمهيداً للمعركة المرتقبة.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس في بيان رسمي، إن "القوات العراقية تسيطر على الساحل الأيسر بالكامل ولا يستطيع عناصر التنظيم المتواجدون في الأيمن الهروب إليه وهم محاصرون من الجهة الغربية ولا تصل لهم المؤن والإمدادات".
ويعاود التنظيم الإرهابي "داعش" للتوغل والانتشار مجددًا، في مدن محافظة الموصل، انتقاما من القوات العراقية التي نجحت في دك معظم معاقله وطرده منها.

شارك